حينما تكون الصداقة هداية تحلو بها الحياة

كتبت/ سارة خالد

 

يختلف البشر شكلاً وطبعاً ، يختلفون
بإختلاف العقائد والعِرق والأصل والثقافات وجعل الله طبيعتُنا طبيعه اجتماعيه ، فنتبادل الثقافات ونغامر لكل إكتشاف جديد ونذوب مع كل تطور جديد في الحياه ولكن تبقي العلاقات هي المسكن والراحه والمكان الامن لنا .

تتعدد العلاقات وتختلف وتبقي علاقة واحده هي الاصدق والاجمل علي الاطلاق ، علاقة لا يربطنا بأصحابها نسبٌ ، أو صلة رحمٍ أو قرابه ، لم تربطنا بهم إلا الحياه ، فيكونوا عوناً لنا ، واقرب إلينا ونذوب معهم في تفاصيلهم ، ويذوبوا معنا في تفاصيلنا حتي إن الملامح لتتشابه من كثرة التفاصيل، يحزنهم أن يرونّا في موضع ضعف فيبقوا معنا حتي نستعيد توازنُنا وقوتنا .

إن تلك العلاقه الطيبه التي تنشأ بين أفراد جمعتهم الحياه هي علاقة الصداقه وإن ما جعلني اكتب عن تلك العلاقه الطيبه هو إختلاط المفاهيم علي الكثير ، فكثير منّا يطلق علي اي شخص صديق في حين أن الكلمه اكبر من ان تطلق علي مجرد أفراد جمعتهم الحياه فنعم انا أؤمن بأن الصداقه هي علاقه طيبه تنشأ بين أفراد جمعتهم الحياه ولكن يجب أن نكمل تعريفها وهو أن الصداقه هي كتفٌ تستند عليها وضلع ثانٍ متي ارهقتك الحياه اتكئت عليه فلا يخذلك يوماً ، هي صندوق سِر اهدتك أياه الحياه فتبوحَ بلا خوف ونصيحه دائما لا تنقطع ، تلك هي الصداقه حقا أما الصداقه التي ترتبط بالزمان والمكان فلا يطلق عليها صداقه وتلك التي يتشارك أصحابها الضحكات دون الدموع فليست بصداقه فالصداقه روحين في جسد آلمهما واحد وضحكاتهما واحده .

بالرغم من سمو معني الصداقه إلا أنني اري ان الصداقة كالاهل والزوج والحب والمال إنها رزق! ، فليس الجميع يمتلك الصديق الذي يتباهي به أمام العالم وليس الجميع يمتلك الصديق الذي يضع رأسه علي كتفه متي ارهقته الحياه فكثير من الناس يشكون الوحده إثر عدم وجود صديق وكما إننا ندعو بأن يرزقنا الله المال والرفاهية والعائله والحب يجب أن ندعوا بأن يرزقنا الله الصديق وان يكون صديقا يشبهنا وان يكون صديقاً صالحاً فيكون عونا لنا علي الحياه لا صديق يزيد علينا همها ..!

ويجب أن لا ننسي بأن الله جعل لكل نبي صديق علواً لشأن الصداقه وتكريما لامرها فنجد لمحمد صلي الله عليه وسلم أبا بكر ونجد لموسي أخيه هارون صديقاً وأخاً ولم تخلو رحمة الله علي الاصدقاء إذ رفع شأنها عندما جعل ممن يظلون تحت ظل عرشه يوم القيامه اثنان تحابا في الله .

اعلي الله شأن الصداقه ولازلت اذكر قصة الشابين اللذان جمعتهما الحياه فكان كتف كل واحد بمثابة سند وعكاز للآخر إلا أن قضي الاول نحبه فلم يمضي اسبوع إلا ودفن الآخر جواره تلك هي الصداقه ، ذلك هو ائتلاف الأرواح وتجمعها ، ذلك هو الرزق الذي يجب أن ندعوا الله بأن يرزقنا إياه .

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.