حين تخفت ليلى مراد فى ملابس خادمة لضبط انور وجدى وعشيقته

حكايات فنيه فى ذكرى ليلى مراد

ذكرى ميلاد قيثارة الفن المصرى

كتبت / غادة العليمى

لم يتخيل أحد أن تتسع تلك الابتسامة لتحوى قدرا كبيرا من الألم والتساؤل حول حياة كتب لها القدر سيناريو يخالف رغبات صاحبته… ويصادق الملايين من عشاق وهج وأنين صوتها الشجي … قيثارة الغناء التي سحرت القلوب بصوت لا تملك أمامه إلا الاستسلام … الاستسلام الكامل غير المشروط لليلى … ليلى الحب والحياة.
شاء القدر ان تبدأ ليلى مراد رحلتها الفنية بعيدا عن صورة الزوجة او المُدرسة التى رسمتها لنفسها فى مخيلتها لتدخل عالم الشهرة ويسرقها بريق النجومية .

ليلى مراد التى ولدت فى مدينة الاسكندرية الكوزموبوليتانية – مجتمع متعدد الجنسيات والأديان – أخذت رحابته فى التعامل مع العالم الفني بأطيافه المختلفة … وأخذت مناعته ضد اتهامات البعض او اللعب الرخيص على التشكيك فى ديانتها او حبها لمصر.
نشأت فى أسرة يهودية من أصول مغربية لوالدها وهو زكى مراد مردخاي عاشق الموسيقي والطرب والذي كان احد أبواب نجوميتها عبر علاقاته مع كثير من الفنانين مثل السنباطي والقصبجي وامير الشعراء احمد شوقي …
سمع صوتها محمد عبد الوهاب وهى تدندن “ياما بنيت قصر الأماني ” و”ياما أرق النسيم لما يداعب خيالي” وانتبه إلى عبقرية هذا الصوت فاقترح أن تغني امام الجمهور … ومن الغناء فى الحفلات العامة إلى اثير الإذاعة حققت ليلى جماهيرية رائعة وهى ما زالت فى السادسة عشر من عمرها. ويزداد التالق بريقا عندما تسمع كوكب الشرق أم كلثوم صوتها وهى تغنى أحد روائع الست “أراك عصى الدمع” فتتحول رعشة القلب وارتجاف ليلى إلى طاقة فنية جبارة أشاد بها عظماء الجيل.

ويرسم القدر خطواته للفنانة ليلى مراد … خطوات لم يدرك صوتها البكر انها ستغير لها القدر وتبعدها ربما عن احلام بسيطة لتأخذها إلى آفاق فنية أخرى حتى لو كان الثمن جزء كبير من سعادتها الخاصة .
ليلى – أو ابنة الحظين- كما أطلقت على نفسها فى إحدى المقالات الصحفية التى نشرت لها فى مجلة الكواكب مشيرة الى حظها الباسم والعاثر!!
ويستمر السؤال … هل دخول ليلى عالم الفن الذي لم تخطط له يوما ما – الا لمجرد فكرة مساعدة والدها فى نفقات الحياة – هل ساعدها فى رسم احلام الفتاة البسيطة صاحبة الصوت الدافئ الذي أبهر عشاقها فى العالم العربي بأسره ؟!

  1. فتحت السينما لها أبواب النجاح على مصراعيها لتصبح واحدة من ابرز نجوم السينما الغنائية بداية من عام ١٩٣٥ عندما بدأت باداء أغنية بصوتها فقط فى النسخة الناطقة من فيلم الضحايا بترشيح من الفنانة بهيجة حافظ وبعدها بثلاث سنوات يرشحها الفنان محمد عبد الوهاب لبطولة فيلم “يحيا الحب” إخراج محمد كريم.
    ثم تنطلق قيثارة الغناء العربي ليلى مراد فى مرحلة فنية هامة مع المخرج المصرى من أصل إيطالى توجو مزراحى فى عام 1939، حيث قدمت معه سلسلة أفلام حملت اسمها، منها «ليلى بنت الريف” ، ليلى بنت المدارس” “ليلى فى الظلام”. تعاونت أيضا مع المخرج كمال سليم فى فيلم “شهداء الغرام”.

وتنتقل ليلى مراد الى مرحلة اكثر نضجا مع زوجها المخرج أنور وجدى … الفنان الذي اجاد صناعة النجوم وساعدها فى الانتقال من الأداء الميلودرامى إلى أداء اكثر حيوية بل وبرعت فى بعض الأدوار التي تغلب عليها روح الكوميديا . وقدمت معه مجموعة من الأفلام منها “ليلى بنت الفقراء” و”ليلى بنت الأغنياء”وحققت من خلال تلك الأعمال نجاحاً فنيأ باهرا.
ومع ذلك تأرجحت الاقاويل بين الحديث عن قصة عشق جمعتهما معا ونجاح فني وتعاسة خفية لا يعلمها إلا الماضي المجهول!
وبرغم حياتها التى لم تكن بقدر السعادة التي تبدو للناس فى وجهها المبتسم ، إلا أنها حاولت أن تقدم رصيدا فنيا ساعد بجدارة فى وضع السينما الغنائية فى مكانة خاصة فى العالم العربي .
كما عملت على مدار مشوارها مع عدد كبير من المخرجين الذين ساهموا بشكل كبير فى إثراء تجربتها الفنية ومن بينهم هنرى بركات ونيازى مصطفى ويوسف شاهين وحسن الصيفى.

عمر فني لا يتجاوز العشرين عاما قدمت فيهم الفنانة ليلى مراد ٢٨عملاً سينمائياً من أشهرها ” قلبى دليلى”، “غزل البنات” و”شاطئ الغرام” ، “سيدة القطار”، “بنت الأكابر” واخيرا “الحبيب المجهول” عام ١٩٥٥ لتنهي مسيرتها السينمائية وهى ما زالت فى ال٣٧ من عمرها…. تاركة وراءها عشرات الأسئلة عن أسباب اعتزالها وهى ما زالت فى أوج شهرتها ونضجها الفني!

وبين وهج النجاح وبريق الشهرة من ناحية… وعلاقات إنسانية لم ترحم بكارة مشاعر قيثارة الغناء ليلى مراد… ظلت ليلى صاحبة الابتسامة الساحرة التى رسمت على قلوب الملايين من عشاقها ملامح الأمل والتفاؤل والبهجة وهى تخفى وراءها آلام السنين!!

وعلى المستوى الشخصى فقد عانت ليلى مراد فى حياتها الكثير فقد اضطرت فى سن صغير للعمل كخياطة لتسد نفقات حياتها بعد ان افلس على ذكى مراد والدها ولم يعد قادر على اعالتها

وبعد ان نجمة تتمع بالجاذبية والمال والشهرة وصادفت حب حياتها انور وجدى الذى قدمت معه اكثر من ثنائى فنى وفى اوج شهرتها وسعادتها

انتشر خبر عن وجود علاقه بين أنور وجدي وسيده فرنسيه مما آثار غيره ليلى مراد زوجته في هذا الوقت وارادت ان تتأكد قبل أن تتخذ اي قرار فلجأت لحيله لكشف الأمر
أرتدت ملايه لف ووضعت على وجهها بيشه وذهبت لمنزل السيده الفرنسيه وسألت البواب عن شقتها وعندما سألها عن هويتها قال إنها الغساله وبالفعل صعدت لشقتها واتصنتت على الباب فسمعت صوت انور وهو يضحك مع عشيقته ثم نزلت وجلست في عربيتها لحين نزوله وحين حدث ونزل مع السيده واجهته ليلى وتحدثت إليها بأنها زوجته وكان أنور في ذهول ثم دعتهم للعشاء في إحدى الأماكن الشهيره دون ابداء اي غضب ثم توجهت مع زوجها لمنزلهم وجمعت حاجاتها وطلبت الانفصال وتمسكت به وفشلت كل محاولات الصلح مع ليلى مراد وانتهت قصه الحب والزواج عام ١٩٥٣ رحمة الله عليها يوافى اليوم ذكرى ميلادها

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.