خاصٌ لـ”جريدةِ المشاهير”ِ .. اللقاءُ الحواريُ لسعادةِ المستشارِ/ أحمدَ الخاطري، رئيس محاكم رأس الخيمة
كتبتْ: لمياءُ زَكِي:
أقامتْ جمعيةُ الإماراتِ للتنميةِ المجتمعية بدولة الإمارات العربية المتحدة -إمارة رأس الخيمة- الظيت الشمالي – لقاءً حوارياً مباشراً عبر أثير إذاعة رأس الخيمة مع سعادة المستشار/ أحمد الخاطري، رئيس محاكم إمارة رأس الخيمة، ويدير الحوار المذيعة والإعلامية الأستاذة/ حليمة الرئيس، مديرة برامج إذاعة رأس الخيمة “إف إم”، والتربوية الحاصلة على جوائز تربوية في التميز الإبداعي، عضو اللجنة الثقافية بنادي الإمارات الرياضي .
حَضرَ الندوةَ الحوارية مجموعةٌ من شباب إمارة رأس الخيمة، وشباب جمعية الإمارات، بمشاركة نخبة من قيادات إمارة رأس الخيمة، هذه الندوة ضمن مبادرة المؤثرين، وقد أدارتِ الندوةَ والحوار الشبابي الإعلامية/ حليمة الرئيس بتميّزٍ فعالٍ كعادتها، وكما عودتْنا في لقاءاتِها الحوارية.
وقال سعادة المستشار الخاطري: إنَّّ الحضاراتِ الإنسانية في تاريخ الأمم والشعوب تعتمدُ اعتماداً كلياً على الشباب؛ فهم عمادُ كل وطنٍ، وهم الدرعُ الواقي لحمايته وتطوره وتألقه، ونحنُ في دولة الإمارات التي اهتمتْ اهتماماً بالغاً بالشباب، نفتخرُ بقيادتها التي اعتنتْ بالشباب عنايةً كبيرة منذُ تأسسها حتى اليوم.
وقالتِ الأستاذةُ حليمةُ الرئيس مفتتحة الحوار والنقاش: إنَّ قوةَ النهضة هم الشبابُ والأساس والعنوان لكل دولة، كما أنَّها أشادت بدور سمو الشيخ/ سعود بن صقر القاسمي-حفظه الله- حاكم إمارة رأس الخيمة، فهو حصاد لمنهاج الشيخ/ زايد بن سلطان طيب الله ثراه.
وأوضحَ الخاطري سعادته باللقاء قائلاً: إنَّني سعيد جداً بهذا اللقاء والحوار الشبابي في هذه الندوة الحوارية، متمنياً للشباب التوفيق ومزيداً من النجاحات والتطلع إلى المستقبل.
وكانَ للأستاذة حليمةِ الرئيسِ سؤلٌ مهمٌ للخاطري ألا و هو:
حضرتك شخصية ريادية معروفة، فهل للبيئة دور في نجاح هذه الشخصية الناجحة ؟!
قال الخاطري: بدايةً يجب على أي إنسان أن يحبَّ مهنته؛ فهذا واجبه تجاه وطنه، وأنا في مهنتي أبذلُ قصارى جهدي للقضايا التي تعرض عليَّ، وكذلك في ”القضاء” وكيفية التعامل مع الناس، وكيفية استيعاب خبرات من حولي.
استكملَ الخاطري حديثه قائلاً: لقد كنتُ قاضياً في محاكم رأس الخيمة، واكتسبتُ العديدَ من الخبرات أثناء عملي.
وأكدَ الخاطري: أنَّ للبيئة التي عاشها في صغره أثر إيجابي في نجاح شخصيته، وأنَّ عاملَ البيئة له أثر بالغٌ في نجاح أي إنسان، وتحدث عن طفولته وقبيلة الخواطر التي ينتمي إليها، والتي كانتْ قديماً في طفولته تفرد وقتاً بعد صلاة المغرب أو بعد صلاة العشاء، للحديث في موضوعات مختلفة، فاكتسبَ من خلال هذه المجالس العائلية خبراتٍ كثيرةً أثرتْ في نجاحه.
وطرحتِ الإعلاميةُ / حليمة لسعادته سؤالها قائلةً: لابدَ لكل نجاح من صعاب وفشل، فما هي الصعاب التي واجهتك وأنت قاضٍ قبل أن تكونَ رئيسَ المحاكم؟
قال الخاطري: أولاً هناك مناصبُ ليستْ وظيفية تعتمدُ على الدراسة فقط، بل هناك اعتبارات أخرى ، فليس كل قاضٍ يستطعُ أن يحل مشكلة معينة، وهذا يتوقف على الخبرات التي يكتسبها القاضي من خلال عمله وتعامله.
وكيفَ استطعتَ حضرتك الفصل في المشاعر الإنسانية وأنت قاضٍ بالمحكمة، وهذا صعب جدَّاً، خاصةً اذا كان هناك طرف في القضية من المعارف أو الأهل؟!
أجابها سعادة المستشار قائلاً: لا يجب أنْ يكونَ الإنسان بدون مشاعر فكيف ذلك!؟ نحنُ في النهاية بشرٌ، ولكن يجب أن يكون الإنسان متوافقاً مع منهج العمل الخاص به، فالقضاء له وضع ونظام خاص وإذا استشعر القاضي الحرج تجاه قضية معينة؛ فيجب أن يعتذر ويبتعد عنها؛ حتى لا يتأثر القاضي؛ لأنَّ القضاء شيءٌ معلنٌ، و يجب أيضاً أن يكون القاضي قادراً على تجنب مواقف العاطفة والحرج وما شابه ذلك.
كيف توجهه لنا كلمة عن كيفية نجاح فريق العمل؟
قال سعادة الخاطري: أولاً: السر هو ”الحبُّ” وإذا لم يكن هناك حبٌّ من المواطن لبلده، لم يكن المواطن مخلصاً، وكذلك يجب أن يكون الحبُّ موجوداً بين الموظف ومديره، و بين العامل والمشرف عليه، وبين القائد وفريقه، ” فلا يؤم الرجل لقوم هم له كارهون ”.
فهناك روابطُ حبٍّ إذا استطاعنا أن نوجدها بيننا استطعنا أن نتحدى بها الصعاب والعقبات.
ثانياً: التفكير والابتكار في حل المشكلة أمرٌ ضروري، وكيف يستطيع الإنسانُ أن يبتكرَ في وجود حل لمشكلاته.
هناك اندفاعٌ شديدٌ من قبل الشباب لتولي المناصب الكبيرة، دون الانتقال خطوة خطوة، فكيف يستغلون حماسهم بطريقة إيجابية ؟!
قال الخاطري : ما أتصور أن نجد بين فئة من الناجحين من يبحثون عن منصب ما، وأنا عندي ثقةٌ كبيرة أن المناصب لا تؤخذُ، بل تُعطى من قبل المسؤولين، فالمسؤول هو من يختار الكفاءات.
واستكملَ الخاطري حديثه قائلاً: يجبُ أنْ يبحثَ الشابُ عن إثبات نفسه، ثم بعدها يختاره المسؤول عن ثقة وجدارة، ويحتسب الشبابُ سعيهم إلى العمل، وإثبات الذات عند الله، يحمد الله؛ فإن إتقان العمل هو ”الشكر الحقيقي” و ”الالتزام الحقيقي”.
هل تُعَدُّ مقارنة الشخص بالأخرين خطوة صحيحة؟
أوضحَ الخاطري أنَّ أفضلَ شيء لكسب الخبرات هي المقارنة المعيارية، كان يقول والدي: لا ينال العلم متكبر، ولا ينال العلم مستحي، فالكبرياء والحياء آفة العلم ولا ينال بهما الدارس العلم ولا الدرجات.
اختتمتِ الأستاذةُ حليمة أسئلتها وحديثها الحواري قائلة: ماذا تقولُ لشباب اليوم؟
قالَ سعادة المستشار أحمد الخاطري: هناك صورة أبكتني، وهي صورة سمو الشيخ/ محمد بن زايد بن سلطان آل نهيان ولي عهد أبو ظبي، ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة – حفظه اللَّه – مع الطلبة الدارسين في فرنسا.
أقولُ للشباب انظروا إلى هذه الصورة، إنَّ هذه الصورة إذا أردنا أن نعبر عنها نكتب في مجلدات، وأرى القيادة تريد الشباب متعلم، وكأن الشيخ/ محمد بن زايد يقول للشباب:
كونوا كما يريدونه منكم القادة.
تقدمتِ الإعلامية الأستاذة/ حليمة الرئيس بالشكر والتقدير والامتنان لسعادة المستشار/ أحمد الخاطري، رئيس محاكم دبي لسعة وقته وخبراته التي كان ينقلها للشباب خلال الندوة الحوارية الشبابية، وتقدم سعادة مدير جمعية