السعد المنهالي : “ناشيونال جيوغرافيك العربية” ..هدفها الحفاظ على الموروث الثقافي و العلمي .

 

حُوارُ لمْيَاء زَكِي:

انتشرتْ في الآونةِ الأخيرةِ قنواتٌ عديدةٌ “لناشيونال جيوغرافيك” بمختلف موضوعتها، وكذلك ذاعتْ شهرةُ مجلة “ناشيونال جيوغرافيك” التي أصبحت مصدر متعة ومعرفة للقُراء والمتابعين والباحثين عن العوالم المختلفة على كوكب الأرض، هي مجلة معرفية متميزة ذات طابع معرفي خاص، و تصْدرُ نسختها العربية من “أبو ظبي للإعلام” بإمارة “أبو ظبي” في دولة الإمارات العربية المتحدة، فما سرُ نجاح المجلة، وكيفَ تنوعتْ موضوعاتها؟ وكيفَ استمرتْ بهذا النجاح إلى وقتنا هذا؟
هذا ما ودَدْنا نحن “جريدة المشاهير” أنْ نتعرفَ عليه من خلال لقائنا بالأستاذة/ السعد المنهالي، رئيسة تحرير مجلة “ناشيونال جيوغرافيك” بإمارة أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة؛ لتعرفَنا أكثرَ، ونكتشفَ معها أسرار نجاح المجلة.

ما الشيءُ الذي تضيفه مجلة “ناشيونال جيوغرافيك” للقارئ العربي؟

قالت الأستاذة: السعد المنهالي: أشياء كثيرة جداً تضفيها مجلتنا، مجلة “ناشيونال جيوغرافيك” للقاريء العربي، نعلمُ جيداً أنْ المعلوماتِ موجودة ومتوفرة بكل مكان، ولكنَّ الميزة الموجودة في مجلة “ناشيونال جيوغرافيك” أنَّ كلَ هذه المعلومات العلمية موجودة في مجموعة واحدة، في مكانٍ واحد و منصةٍ واحدة، وتُقَدَّمُ بطريقة مميزة أيضاً وخاصة؛ وهي طريقة “الحكي والقصص” وأيضاً تقديم الصورة التي تعبرُ عن المعلومات، وبهذه الطريقة يتم تثبيتها في الذاكرة أكثر، ولا ينساها من قرأها، أو رأى صورها وتابعها.

تابعَتِ المنهالي: نحنُ بمجلة “ناشيونال جيوغرافيك” دمجنا معلوماتٍ عن الحشرات، مثل: “الدعسوقة ” وكذلك الحشرات الطفيلية، وكمية تأثير المواد الكيميائية التي تنتشرُ منْ حشرة إلى حشرة أخرى، ولم نقدم تلك الموضوعاتِ كمعلوماتٍ فقط، بلْ عن طريق “الحكي والقصص” وعالم “ناشيونال جيوغرافيك” مشهورٌ بالقصص والحكي، ولقد تمكنَّا خلال (130) سنةً من التأثير على القارئ العربي، فهي الرائدة على مستوى العالم، من خلال تقديم الصورة و المعلومة؛ لأنها أجادتْ طريقة القَصص.
كيفَ يتمُّ الترويج لمجلة “ناشيونال جيوغرافيك، خصوصاً في ظل وجود وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وعزوف البعض عن القراءة الورقية ، كيف يتمُّ تحفيزُ القارئ لقراءتها؟!
وَضَّحتِ المنهالي: يتمُّ ذلك عن طريق الإعلانات الخاصة بالمجلة، وكذلك مناصات المجلة المختلفة، نَحنُ أيضاً موجودون في كل مكان، ولدينا مناصات إلكترونية، حساب المجلة على”السناب شات ” حصل على (100)مليون متابعٍ، وهذا أقوى من أي متابعة لأشهر العلامات التجارية، وأقوى من متابعة لأشهر نجمات “هوليود” ما فيّْ أي منصة إلكترونية إلا و توجد فيها مجلة ” ناشيونال جيوغرافيك”.
وعلقتْ بالقول: أيضاً إنَّ النُسَخَ المترجمة تتمُ متابعتها عبر المناصات الإلكترونية، ومن هنا بدأتِ الأسئلةُ عن المجلة والطلب عليها، ومن ناحية أخرى، يجب علينا المتابعة والبحث عن المتابعين الذين يتعاملون مع الوسائط الجديدة.

ما هي أكثرُ الأعداد التي لقتْ نجاحاً وإقبالاً كبيراً من القارئ؟!
أكَّدتِ المنهالي قائلة: إنَّ معظمَ أعدادنا تلقى نجاحاً كبيراً، ومنها بالأخص؛ العددُ الذي كان يخصُ الحديثَ عن حديقة الأزهر الشريف بجمهورية مصر العربية، وكذلك الأعداد المعنية بمنطقتنا انتهت أعدادها من الأسواق، ومن أكثر الأعداد نجاحاً أيضاً التي تعرضُ موضوعاتٍ غريبة، منها: الخير والشر، والسعادة، والأعداد التي لها علاقة بالإيمان غير القابلة لأن تتحول لمادة علمية.
كيفَ يتمُّ من خلال موضوعات المجلة تغيير آراء ومعتقدات خاطئة لدى القارئ وكيفية تصحيحها، أو العمل على توجيهه بطريقة صحيحة، وإعمال دور العقل!؟

قالت: نحنُ بالفعل معنيون بتصحيح الآراء والمعتقدات الخاطئة، ليست الفكرة فقط أنْ نهتمَ بتوصيل المآسي التي تحدث في العالم، بل هناك رسائل موجهة للعالم، مثل، حينما نتحدثُ عن الطعام المهدور، وأيضاً كلما تجاهل الناس أنواعاً معينة من الطعام لشكلها غير المناسب إلى أي درجة بذلك يفسدون في الطبيعة، وبالتالي؛ يهدرون الماء، ويؤذون الغلاف الجوي والبيئة؛ لأنَّ دورة الحياة في الطبيعة متصلة ببعضها، وحينما وصَّلنا أهمية ذلك للأطفال وللقارئ عامة؛ سيولد لديهم الوعي بحفظ الطعام، وحفظ البيئة، وكذلك أكيّد سلوكهم راح يختلف.
وأعطتنا مثالاً على ذلك من الطبيعة: إذا وجد الأطفال تحفاً ومنتحات مصنوعة من العاج “أنياب الفيل” وعلموا أنَّهم بذلك يشجعون على قتل الفيلة؛ وسيؤدي ذلك إلى انقراضها وهدر الطبيعة، وتدمير الغابات وينتج عنه اختناق الإنسان،

 

 

 

تابعتِ المنهالي حديثها بحماسٍ وقالت: ومِنْ خلال هذه الرسائل، ممكن نوصل أهمية حفظ الطعام، وحفظ البيئة، والحفاظ أيضاً على الموروث الثقافي والعلمي، واحترام الآخر، من خلال ثقافة التسامح، نحنُ في النهاية أصلُنا واحدٌ، وعرقنا واحدٌ، وحينما نتحدثُ عن الأعراق -مهما بدت جلودنا مختلفة- نحنُ في النهاية أصلنا واحد،
و كلُ هذه الأشياء تُغيّر من ممارسات الإنسان و سلوكه، حينما يعتاد على قراءة “ناشيونال جيوغرافيك”.

وأضافتْ: ومهما كانتِ المعتقدات الأسرية، أو الثقافية، أو الدينية في مجتمعتنا، نحنُ في حاجة لتغذيتها بالقراءة وخصوصاً في الوقت الحالي الذي أصبحَ الإنسان فيه عصيًا، ولا يقتنع بأي شيء إلا من خلال الحقائق العلمية؛ فتؤثر فيهم.
وأثارتْ سؤالاً مُهمّاً: إذا قلنا مثلاً للأطفال منْ الذي يزرع الغابة؟ ولم يكنْ لديهم معرفة بالإجابة، ثم يكتشفون أن الذي يزرع الغابة هو “الفيلة ” التي نقتلها حتى نستخدم أنيابها في صناعة العاج و التحف التي نزين بيها المكان!!

ونوهتْ: شئْنا أم أبينا، لمعرفة ذلك فإن الفيل يمشي في اليوم لمدة (80) كيلو متر، وخلال تجوله يأكل و يتروث، وأثناء تروثه يضغط على الأرض فتزرع الأرض الأشجار التي تتكاثر وتنمو، فالأمر ليس عشوائياً أو صدفة، ونحن إذا أثّرّنا على جانب معين؛ سنؤثر على سلسلة أخرى، هذا التأثير يحدُثُ عبر القراءة و الإطلاع، والتأثر بالأخرين.

 

قالتِ المنهالي: مجلة “ناشيونال جيوغرافيك” عمرها (130) سنةً، وهذه السنواتُ ليستْ قليلةً لكي نظل وتستمر المجلة، في البداية لم تكن نسخ المجلَّة مصورة “أي تحتوي على صور” وحينما وجدنا أهمية الصور تواجدت الصورة.

تابعتْ: أوجدنا الصورَ التي تعبرُ عن الموضوعات وبحِرَفِيةٍ عالية جداً، والتي أثَّرتْ على سلوكيات الآخرين، وعلى معتقداتهم، وأثَّرت أيضاً على سياسة الدول وصدى ذلك على الناس.

وأضافت أيضاً: أيّ وسيلة تواصل اجتماعي توجدُ، نعمل على اتصالنا بها، ووجودنا فيها، وحريصين على كل جديد، وعلى الدقة أيضاً في المعلومات والصور، فكل الصور والمعلومات موثَّقة، وهذا سر من أسرار نجاح المجلة، وكذلك احترام القارئ لها، فالمجلة منذ 1880م، وعمرها الآن م130) سنةً حتى اليوم، وتخصصنا باختلاف اهتمامات الناس، وكذلك أنشأنا قنواتٍ مختلفةً مثل:

ـ National geographic people
ـ National wild
ـ National Abu Dhaby
ـ National Adventure
ـ National food

وهذا ليس سهلاً، وهو أيضاً سر من أسرار متابعة القارئ، ونجاح المجلة واستمرارها.

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.