خاطرة أُم … بقلم/ غادة عثمان

خاطرة أُم    

بقلم/ غادة عثمان   

ليتهم ظلوا صغارا يتشبثون بردائي ويبكون إن أدرت وجهي عنهم، ليتهم ظلوا يستمعون إلى حديثي بشغف ولا يستقون معلوماتهم إلا من فمي.
ليتهم ظلوا دوما أمام عيوني فلا ينتابني القلق عليهم.
أتعجب لما جرت عليه الأمور بعدما كبروا، لقد صار لهم عالمهم الخاص الذي لا أعلم عنه إلا القليل، أصبح لهم خصوصية يغضبون إذا مسها أحد حتى أنا، أضحى لهم أصدقاء يأنسون بهم أكثر مني وقد يعلمون عنهم ما لا أعلمه،
وأصبح الجلوس بصحبة هواتفهم أحب إليهم من الجلوس معي.
ليتهم يدركون مدى خوفي عليهم في زمن الفتن هذا الذي يعيشون فيه.
ليتهم يعلمون أن احتياجهم لي يسعدني واستغناءهم عني يؤلمني، ما بالهم يرون خوفي عليهم لا داعي له ونصيحتي باتت ثقيلة على نفوسهم، أعلم أنها سنة الحياة ولابد أن أتقبل هذا الواقع وتلك المرحلة العمرية الصعبة،
لكنني أحتاج أن استشعر قربهم أكثر من ذي قبل وأتمنى أن يغمرونني بعناقهم كما كانوا أطفالا، لقد فقدت السلطة عليهم وأصبحت لا أملك إلا النظر إليهم في عجب وصمت وهم يتغيرون بل ينضجون ولساني وقلبي لا يكفان عن الدعاء لهم.
قد يعجبك ايضآ

التعليقات مغلقة.