خالد فؤاد يرصد تاريخ موائد الرحمن الفنية خلال ١٠٠ عام 

بدأت في اربعينات القرن الماضي وتوقفت بسبب كورونا

– بدات مع زينب صدقي وفريد الأطرش وماجدة وامتدت لشيريهان وروبي وشيرين.

– هجوم عنيف علي فيفي ولوسي ودينا وروبي بسبب موائدهن الرمضانية من أصحاب النفوس المريضة .

– مبادرة ” قدرة فول ” لهاني رمزى تحقق شهرة واسعة .

– إختفت لأول مرة العام الماضي بسبب كورونا وشنطة رمضان كانت بديلا لها .

موائد الرحمن 

لعل من أهم وأجمل المظاهر التي اعتدنا عليها في الشهر الكريم ظاهرة ” موائد الرحمن” فتعد إنعكاس رائع وجميل ليس للكرم والجود فحسب بينما للترابط الاجتماعي فنجد جو جميل من الروحانيات والحميمية، و المودة والمحبة بين مجموعة كبيرة من الأشخاص في الغالب لايعرفون بعضهم البعض .

فتحدث بينهم حالة من الألفة خلال مجاورتهم لبعضهم البعض على تلك الموائد .

شوارع ومدن

 وقد اعتدنا منذ.عقود طويلة علي مشاهدة موائد الرحمن منتشرة بكثرة في كافة شوارع ومحافظات ليس مصر فحسب بينما في الكثير من الأقطار العربية ، حيث لم تنقطع اوتتوقف علي الإطلاق حتي اطل علينا بوجهة القبيح فيروس كورونا اللعين الذى حرمنا من مشاهدتها العام الماضي لأسباب نعرفها جميعا ولسن في صدد الخوض فيها الأن .

عابرى السبيل

والحق يقال أن نجوم الفن لم يكونوا في معزل في أي وقت من الأوقات عن كل فئات المجتمع ؛ فقد اعتاد الكثيرين منهم سواء من نجوم زمن الفن الجميل اوفناني ونجوم هذا العصر علي إقامة موائد لإطعام الفقراء وعابرى السبيل في الشهر الكريم والشئ العظيم حقا أن الكثيرين منهم اعتادوا علي إقامتها في السر ودون إعلان عن اسمائهم فيقومون بتكليف اشخاص آخرين بالإشراف عليها دون معرفة أحد بإنهم اصحابها الحقيقيين .

الفن الجميل 

فعند قيامنا بالعودة لنجوم ونجمات الخمسينات والستينات من القرن الماضي اكتشفنا أن الكثيرين منهم كانوا حريصون علي مواكبة الأحداث ومسايرة العادات المصرية الجميلة؛ حيث لم يبتعدوا عن هذه التقاليد الجميلة ؛ فكانوا يقيمون العزومات الجميلة وموائد الإفطار بل والتواجد فيها مع الفقراء ودعوة زملائهم للحضور ومشاركة البسطاء وإسعادهم مع اختلاف شكل وطابع تلك الموائد عما هي عليه الأن.

زينب صدقي

زمن أشهر الموائد التي كانت تقام في حقبة الأربعينات مائدة الفنانة الكبيرة الراحلة زينب صدقي .

فقد اشتهرت تلك الفنانة في هذا التوقيت بعطائها الكبير ومساعدتها للبسطاء من داخل الوسط الفني ؛ وفي الشهر الكريم كان البسطاء يقصدون بيتها مع حلول موعد الإفطار ؛ وكما يقولون كان الجميع يشعرون إنهم بداخل بيوتهم كل فنان فلا تكلفة أو كلفة ؛ الكل يتحرك بحرية في جميع أركان المنزل ويقوم بتجهيز ما يريده بنفسه .

ماجدة الصباحي

وكان من اشهر الفنانات الاتي اشتهرن بالكرم الشديد خلال الشهر الكريم بصفة عامة والشهر الكريم بصفة خاصة الفنانة الراحلة ماجدة الصباحي فقد كانت توجه الدعوة للبسطاء سواء من داخل الوسط الفني اوخارجة اوالعاملين لديها من عمال وخدم بصفة خاصة ويشهد الجميع علي الكرم الشديد في المائدة التي كانت تقيمها ؛ والعظيم حقا إنها كانت تشارك في طهي الطعام وتجهيز مائدة الطعام وتقديمه لضيوفها بنفسها.

فريد الأطرش

وكان من أشهر الموائد الرمضانية التي اعتاد عليها البسطاء سواء من داخل الوسط والعمال والفقراء في الشهر الكريم مائدة الموسيقار الكبير الراحل فريد الأطرش فقد كان الجميع يشهد له بالكرم الشديد وحرصة علي إقامة مائدة عامرة بأشهر وأجمل أنواع الاطعمة سواء المصرية اواللبنانية اوالسورية فكان يحرص علي إستقدام طهاة متميزين في تجهيز وإعداد الأطعمة المختلفة وكان كما يشهد له الجميع لايبخل علي الإطلاق فينفق اموال طائلة علي مائدته التي كان ينتظرها البسطاء والعاملين في الحقل الفني سواء من صغار الممثلين والكومبارس والعمال وغيرهم من العام للعام .

خير في السر

وبالطبع هذه ليست سوى نماذج بسيطة للغاية لبعض فناني زمن الفن الجميل ؛ فكان الكثيرين منهم يقيمون موائد وعزومات كبيرة ينفقون عليها الكثير من الأموال ويحرصون على تكتم الأمر وعدم معرفة وسائل الإعلام بها .

بل أن الكثيرين منهم كانوا يغضبون بشدة إذا ماسعى أحد الصحفيين للكتابة في هذا الأمر ؛ لرغبتهم في أن يظل في السر ودون معرفة أحد فلم يكن يقيمونه للتباهي او لدفع الصحف للكتابة عنهم .

فيفي عبده

ولم يختلف الأمر كثيرا بالنسبة لنجوم ونجمات السنوات الأخيرة .

فقد شاهدنا ايضا مجموعة كبيرة من الفنانين يحرصون علي إقامة موائد رمضانية بعضهم يعلن عنها وبعضهم الأخر يحرص علي إقامتها في السر.

ومنهم من تعرضوا لهجوم وإنتقادات عنيفة من قبل البعض بسبب موائدهم الرمضانية دون ان نفهم لماذا يتم مهاجمتهم بهذا الشكل وايضا لسن في صدد الخوض في التفاصيل تماما كما حدث ولسنوات طويلة مع الفنانة فيفي عبده التي ظلت ولسنوات طويلة تحرص على إقامة مائدة رحمن فى كل عام، بشارع جامعة الدول العربية وكانت تشهد قدوم عدد كبير من الصائمين، الذين يتحدثون عن كرمها الكبير حيث تتنوع المائدة بالكثير من الأطعمة والمشروبات فيقوم بإعدادها طهاة من أكبر وأشهر الفنادق المصرية.

مائدة دينا

تماما كما حدث مع الفنانة دينا التي لحقت بفيفي عبده وأقامت مائدة رحمن حققت ايضا شهرة كبيرة وكانت تشرف بنفسها على جودة الطعام والمشروبات التي تقدم للضيوف ويحسب لدينا إنها ظلت تتجاهل تماما كل عبارات النقد والهجوم الذى كان يوجه لها من قبل من قاموا بتنصيب انفسهم أربابا وقضاة فيحللون ويحرمون ويحكمون علي النوايا والنفوس .

لوسى

تماما كما حدث مع الفنانة الاستعراضية لوسي التى حرصت علي إقامة مائدتها بنفس الشارع الذى عاشت فيه وتخرجت منه وهو شارع محمد علي، فحينما اكرمها الله بالمال والشهرة سعت لمساندة البسطاء من أهل شارع الفن العريق بعد تدهور أحوال الكثيرين منهم كما كانت تؤكد دائما .

 ولطالما طالبت من يهاجمونها ويحرمون الأموال التي تنفق منها علي المائدة بالكف عما يفعلونه لكون النوايا لايعلمها سوى الله .

مائدة روبي

بينما التزمت الفنانة الشابة روبي الصمت تماما فلم تقم بالرد اوالتعليق علي كل ماقيل عن مائدتها التي اقامتها بنفس المكان الذى كانت تعيش فيه وهو حارة الشيخ إبراهيم بشارع الجيش بالقرب من ميدان باب الشعرية لإطعام الفقراء سواء من أبناء حارتها أو الحواري المجاورة لها.

شيرين عبدالوهاب 

وهو مافعلته الفنانة شيرين عبدالوهاب التي دخلت سباق الموائد الرمضانية قبل بضعة أعوام من الأن حيث كلفت والدها سيد محمد عبد الوهاب بالإشراف بنفسه على المائدة حينما قررت إقامتها فى نفس الحى الذى عاشت فيه أصعب أيام حياتها قبل الشهرة وهو حى البساتين الذى عاشت فيه كما تقول دائما أصعب أيام حياتها واكثرها قسوة وحرمان.

قدرة فول

ومن المبادرات الجميلة التي حققت شهرة كبيرة تلك المبادرة التي اطلقها الفنان المحبوب هاني رمزي قبل بضعة أعوام من الأن بعنوان مبادرة “قدرة فول” وذلك بالتعاون مع مجموعة من جيرانه، وذلك لتقديم وجبات سحور بالمجان أمام منزله.

أقدم الموائد

وتعتبر مائدة النجمة المحبوبة شيريهان من أقدم وأشهر الموائد الفنية حيث كانت من أول الفنانات التى أقدمت على إقامة مائدة رمضانية وذلك قبل ثلاثين عاما من الأن بجوار عمارة ليبون الشهيرة بحي الزمالك الذى تمتلك فيها أكثر من شقة .

وايضا ظلت المائدة حديث الجميع سنوات طويلة .

كورونا وشنطة رمضان

 وظلت غالبية هذه الموائد تقام بصفة منتظمه وينتظرها الفقراء والمحتاجين وعابري السبيل سنويا حتي توقفت العام الماضي بعد ظهور فيروس كورونا وتفشيه بشكل سريع مما أدى لغلق كافة المساجد لمنع التجمعات .

فظهرت “شنطة رمضان” كبديل للموائد لأول مرة .

وتؤكد كافة المؤشرات إنها ستستمر هذا العام ايضا خاصة وإننا لازلنا نعاني بشدة من تفشي الفيروس اللعين وضاعف من انتشاره في الشهر الكريم.

خالد فؤاد