خالد فؤاد يكتب / أجمل ذكريات كوكب الشرق أم كلثوم مع الشهر الكريم

خالد فؤاد يكتب / أجمل ذكريات كوكب الشرق أم كلثوم مع الشهر الكريم

– أكتشفها الشيخان اثناء غنائها وهي طفلة في ليالي رمضان .

 

– ظلت تتذكر أجمل ذكرياتها في الأمسيات الرمضانية من العشاء للسحور.

من المؤكد أننا جميعًا نرتبط بذكريات لا تنسى مع الشهر الفضيل، خاصة في فترة الطفولة والشباب وكل منا له عاداته الخاصه وأصدقاءه المرتبط بهم ارتباط قوي و وثيق فيظل مهما تقدم به العمر يسترجع أجمل ذكرياته معهم .

وبما أن نجوم الفن في كل زمان ومكان جزء لا يتجزأ من عاداتنا وتقاليدنا ؛ ولكل منهم طقوسه الخاصه والذكريات التي ظلت محفورة في ذاكرته حتى الوفاة.

ومن بينهم أن لم يكن في مقدمتهم كوكب الشرق أم كلثوم التي ظلت حتي آخر يوم في حياتها تتحدث في مناسبات مختلفة عن أجمل ذكرياتها مع شهر رمضان المبارك وأجمل أعمالها التي قدمتها خلال أيامه المباركة سواء وهى في بداية مشوارها الفني اوفي مراحل أخرى من حياتها .

 

تعاليم وطقوس

فمن المعروف أن أم كلثوم أو فاطمة إبراهيم السيد البلتاجي نشأت في أسرة تحافظ على تعاليم وطقوس الدين الإسلامي فكانت تحفظ القرآن الكريم كاملًا.

وهذه النشأة البسيطة كانت في قرية ريفية تُسمى “طماي الزهايرة” في مركز السنبلاوين محافظة الدقهلية،

حيث كان والدها الشيخ إبراهيم إمام ومؤذن المسجد في القرية وأيضًا كان يعمل كمُنشد في حفلات الزواج، أما والدتها فهي فاطمة المليجي. 

قام والدها بإلحاقها بكُتاب القرية لتتعلم ثم تعلمت الغناء من والدها في سن صغيرة، فبرزت موهبتها المميزة وعلمها أيضًا تلاوة القرآن وذُكر أنها قد حفظته عن ظهر قلب.

 

حفلات رمضان

وذات مرة سمعت أباها يُعلم أخيها خالد الغناء، حيث كان يصطحبه ليغني معه في الحفلات والمناسبات المختلفة وعندما سمع ما تعلمته انبهر من قوة نبرتها، فطلب منها أن تنضم معه لدروس الغناء وبدأت الغناء بسن الثانية عشر وذلك بعدما كان يصطحبها والدها إلى المناسبات والإحتفالات الجميلة لتغني معه والملفت أن الكثير منها كانت تقام خلال الشهر الفضيل بالسرادقات الشعبية الجميلة التي كانت تقام بالقرى والنجوع خصيصا خلال الشهر المعظم ويستمر الغناء ذات الطابع الديني بها حتي موعد السحور .

 

ذكريات رمضانية

ودائما ماكانت أم كلثوم تتحدث عن فضل هذه الحفلات والأغنيات والاناشيد الدينية التي اشتهرت بتقديمها في الشهر الكريم في جذب المئات والالاف نحو صوتها القوة المعبر وتعتبرها من أجمل ذكريات عمرها .

حيث كان لها كما تقول فضل كبير فيما حققته من شهرة واسعة في صغرها، فقد كان عملها مجرد مصدر دخل إضافي للأسرة، لكنها تجاوزت أحلام الأب حين تحولت إلى المصدر الرئيس لدخل الأسرة.

ومن هنت أدرك الأب حينها ذلك عندما أصبح الشيخ خالد ابنه المنشد وعندما أصبح الأب ذاته في بطانة ابنته الصغيرة.

 

ليالي رمضان

ومن الذكريات الجميلة التي ظلت كوكب الشرق تتذكرها وتتحدث عنها حضور الشيخين زكريا أحمد وأبو العلا محمد للسنبلاوين لإحياء ليالي رمضان فإستمعا لصوت أم كلثوم في هذه الليالي الجميلة وانبهرا بها فأقنعا الأب بضرورة الانتقال للقاهرة ومعه أم كلثوم وهو ماحدث بالفعل وكان هذا في عام ١٩٢٢م، فكانت الخطوة الأولى في مشوارها الفني حينها أحيت ليلة الإسراء والمعراج بقصر عز الدين يكن باشا وأعطتها سيدة القصر خاتمًا ذهبيًا وتلقت أم كلثوم ثلاث جنيهات أجرًا لها.

 

الإنشاد الديني

وتميزت أم كلثوم في بداية جضورها للقاهرة بقدرتها على الانشاد الديني وبراعة اللغة العربية التى كانت نتيجة حفظها للقران الكريم.

وهكذا كان لشهر رمضان المعظم وغنائها في السرادقات والحفلات الشعبية كما كانت تقول دائما دور كبير فيما وصلت له حيث تم إكتشاف موهبتها من قبل الشيخين الكبيرين في أحد لياليه المباركة.

 

 وظلت أم كلثوم طيلة حياتها بعد الإستقرار في القاهرة حريصة علي تقديم ادعية وأغنيات دينية جميلة تبث عبر اثير الإذاعة في الشهر الكريم ؛ ولايذال الكثير منها يذاع حتي اليوم بالشبكات المختلفة في الشهر المبارك .

ومن الذكريات الجميلة حرصها في الشهر الكريم علي إقامة سهرات وأمسيات رمضانية في صالون منزلها تبدأ بعد صلاة العشاء وتستمر حتي وقت السحور فيشدو ضيوفها وهي معهم بأجمل الأغنيات والأناشيد الدينية والرمضانية ؛ ولاينصرف ضيوفها إلا بعد تناول وجبة السحور معها .

 

هدية الصيام

وبعيدا عن الفن والأمسيات والسهرات الجميلة ذات النفحات الدينية كان للشهر الكريم مذاقه الخاص لدى أم كلثوم طيلة سنوات حياتها

حيث كان الصيام بالنسبة لها هديه ربانيه لها منذ أن كان عمرها اثنا عشر عامًا وحتى بعد زواجها، فكانت تحرص على تلاوة القرآن الكريم بصوتها العذب صباحًا وحتى وقت الظهيره وعند آذان المغرب كانت تُفطر على كوب من عصير البرتقال ثم تتناول القليل من الطعام.

فكانت تحب أن تتناول الزبادي ثم تصلي الفجر وبعد ذلك تخلد للنوم.

 

نصائح الأطباء

وعندما أصيبت في أواخر أيامها بالفشل الكلوي كانت نصيحة الأطباء لها بتناول أنواع معينة من الغذاء، فكانت تنفذ تعليمات الأطباء ماعدا صيام شهر رمضان وبالرغم من نصائح الأطباء لها بعدم الصيام حفاظًا على صحتها ولكنها أصرت على الصيام حتى لو كلفها الأمر حياتها.

 وفي أحد احاديثها اعترفت أن من الأشياء القاسية التي مرت بها ماحدث في عام ١٩٦٠م حينما أصيبت بوعكة صحية صعبة فاضطرت بناء علي تعليمات الأطباء أن تفطر في رمضان لضرورة تناول بعض الأدوية في مواعيد محددة، وظل هذا الأمر يؤلمها كثيرا ؛ وقالت إنها اعتادت الصيام منذ سن التاسعة خاصة أنها تربت تربية دينية.

ونشأت بداخلها عقيدة ظلت تؤمن بها هي أن من فطر رمضان يجب ألا يغادر بيته حتى لا يراه الناس مفطرا، وإذا غادر بيته سيصاب حتما في حادث. 

 

تشاؤم وصدام

وتيقنت صدق عقيدتها فى هذا العام ١٩٦٠ حيننا اضطرتها ظروفها الصحية أن تفطر، واضطرت للخروج لأسباب قوية فوقع صدام بين سياراتها وسيارة أخرى في الطريق، وهو ما أكد ما داخلها أن الإفطار يسبب التشاؤم.

وبخلاف هذا العام ظلت كوكب الشرق حريصة على الصيام مهما كانت الأسباب ؛ وظلت تستعيد وتتذكر حتي أخر يوم في حياتها أجمل ذكريات الطفولة والشباب سواء مسقط رأسها اوبعد حضورها للقاهرة .

خالد فؤاد

.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.