خالد فؤاد يكتب / أساتذة الإخراج المسرحى في مصر .. قديما وحديثا…الحلقة الثانية
خالد فؤاد يكتب / أساتذة الإخراج المسرحى في مصر .. قديما وحديثا…الحلقة الثانية
– بصمات رائعة لسلامة وجورج أبيض وعزيزعيد وفاطمة رشدي في النصف الأول من القرن الماضي.
– مفاجأة / أمير الشعراء أحمد شوقي أخرج أهم عروض المسرح الشعري وقام بتسليم الراية لعزيز أباظة.
– علي الكسار الذي أخرج ٢٠٠ عرض مسرحي ونجيب الريحانى الذي أخرج أهم المسرحيات عبر عقود طويلة.
– يوسف وهبي إستحق لقب عميد المسرح وزكى طليمات مؤسس المسرح الواعظ.
شهد المسرح المصري منذ نشأته في منتصف القرن ال ١٩ ظهور عشرات من المخرجين الكبار والمميزين ممن نجحوا في إثراء الحركة المسرحية بمئات العروض الهامة والعظيمة التي ساهمت في تقديم أجيال وأجيال من الممثلين الكبار والنصوص المسرحية التى ناقشت كل مشاكل المجتمع المصرى والعربي عبر كل العقود والأزمنة .
وبإتفاق كل النقاد والمتابعين سواء من أبناء الأجيال السابقة أو هذا الجيل غالبيتهم أى هؤلاء المخرجين كانوا ولايزالوا من الرواد حيث أمتعونا بمئات الأعمال التي نافست المسرح العالمي .
ولا نبالغ حينما نقول إنهم نجحوا في التفوق عليه في بعض الأحيان لشدة الإتقان والحبكة والأداء المميز المختلف.
ولعل أكبر دليل على ذلك مايؤكده ويتفق عليه كبار المؤرخين بأن المسرح المصري كان في أحد مرحلة الهامة عامل قوى في جذب الطلاب من فرنسا وإنجلترا وإيطاليا وغيرهم من الدول الغربية.
حيث حضروا جميعا لكى يتتلمذوا ويتعلموا علي يد كبار المخرجين المسرحيين المصريين .
مما يؤكد أن مخرجينا الأوائل حققوا نجاحا عظيما وذاع صيتهم ووصل لكل دول العالم .
ونسرد في تقريرنا هذا نبذات سريعة عن أهم رواد الإخراج المسرحي المصري علي مر العصور سواء من الأجيال السابقة حتى هذا الجيل
كأقل تقدير لجهودهم الكبيرة والعظيمة عبر عقود طويلة من الزمان
أحمد شوقي
ومالا يعرفه الكثيرين أن أمير الشعراء أحمد شوقي والذى عرفناه بكونه واحدا من أهم وأعظم الشعراء يعد أحد رواد المسرح المصرى حيث
أسس المسرح الشعري سنة 1893
ومن أهم المسرحيات التي قام بإخراجها “مصرع كليوباترا” ،”مجنون ليلي”،”قمبيز”،” علي بك الكبير”،”أميرة الاندلس”،”عنترة”،”الست هدي”، ” البخيلة”،” شريعة الغاب”.
عزيز أباظة
واستلم لواء المسرح الشعري بعد أحمد شوقي الشاعر الكبير محمد عزيز أباظة الذى كان يشغل منصب كبير يوازى منصب المحافظ حاليا لكل من القليوبية والمنيا وبورسعيد وأسيوط.
إلا إنه وعلي الرغم من ذلك كان له إسهامات كبيرة في مجال الشعر والمسرح الشعري وصلت ل٩ مسرحيات وهي:-
“قيس ولبني” ،”العباسة”،” الناصر”،” “شجرة الدر”،”غروب الأندلس” ،”شهريار”،” اوراق الخريف”،”قيصر”،”زهرة”.
سلامة حجازى
وقد شهد عام 1905 قيام الشيخ سلامة حجازي بإنشاء فرقته الخاصة والتي حققت نجاحا كبيرا على تياترو الازبكية واستهل عروضه بمسرحية ” صلاح الدين الأيوبي” وحقق بها نجاحا كبيرا لتتوالي عروضه الكبيرة بعد هذا ويصبح أحد رواد المسرح المصرى .
جورج أبيض
وكان من أهم الفرق التي ظهرت في العقود الأولى من القرن العشرين فرقة جورج أبيض والتي اشترك في تأسيسها مع الشيخ سلامة حجازي، قبل أن يستقل بها فيما بعد وتحمل أسمه .
وكان جورج أبيض هو اول نقيب للممثلين في مصر وقدم مع فرقته اكثر من ١٣٠ مسرحية مترجمة واسس المدرسة الغنائية والاستعراضية في المسرح من أشهرها:-
” عطيل”،” اوديب الملك”،”تاجر البندقية”، “عدو الشعب” ،” الشعلة
عزيز عيد
ومن الرواد الكبار الذين أثروا المسرح المصرى بأعمال عظيمة الرائد الكبير عزيز عيد .
هو مدير فرقة مسرحية ومخرجها وممثل مصري وكون مع فاطمة رشدي ثنائياً فنياً وكانت زوجته أيضا ومثلوا مسرحيات تعد من أبرز كلاسيكيات المسرح المصري من أهمها:-” الرئيسة “،” خلي بالك من روميلي” ،”ياست متمشيش كده عريانة”.
فاطمة رشدى
وبعد إنفصالها عن زوجها عزيز عيد قامت فاطمة رشدى بتكوين فرقة باسمها، وكان تحديا كبيرا في ذلك الوقت، في ظل وجود فرق شهيرة وكبيرة واستطاعت أن تتقدم الطابور بفرقتها، وسافرت هذه الفرقة للعرض ببيروت، وبغداد وعدد من الدول العربية.
وتعلمت التأليف والإخراج ونجحت بدرجة كبيرة الأمر الذي دفع نقاد الحركة الفنية في ذلك الوقت لمنحها لقب”سارة برنار الشرق” فقد أعتبرها كثيرون رائدة للحركة المسرحية في مصر بسبب إسهاماتها الكبيرة في المسرح، وإنتاجها الفني الغزير، والذي بلغ 200 عرض مسرحي وساهمت في اكتشاف مواهب فنية كبيرة .
علي الكسار
وفي هذه الأثناء بدأ بزوغ نجم الفنان الكوميدى علي الكسار وقام مع صديقه أمين صدقي بتكوين فرقة تمثيل عام 1916 حملت أسمه “علي الكسار”، وصنفت ضمن الفرق الكوميدية الكبيرة والهامة في هذا الوقت فكانت تقدم عروضها علي خشبة مسرح “الماجستيك” بشارع عماد الدين، قبل قيام علي الكسار بإنشاء مسرحة بروض الفرج .
وجاب الكسار بالفرقة محافظات مصر، وكتب مسرحياته كبار الكتاب مثل أمين صدقي وبديع خيري وشارك هو بنفسه في كتابة مسرحيات كثيرة لنفسه، مثل مسرحية “الدكتور المزيف”
وقدم الكسار خلال مسيرته أكثر من 200 أوبريت للمسرح برفقة فرقته، وتالق بشخصيته المشهورة النوبي الطيب”عثمان عبدالباسط، منذ أن قدمها للجمهور عام 1916.
ومن أبرز عروضه “زقزوق وظريفة” ،”راحت السكرة وجت الفكرة” ،” اللي في الدست تطوله المغرفة”
نجيب الريحاني
وتزامن ظهور فرقة علي الكسار مع ظهور فرقة رائد فن الكوميديا الفنان الكبير نجيب الريحانى والتي أشترك فى تأسيسها مع رفيقة رحلة كفاحة بديع خيرى وفي مذكراته الخاصة كتب الريحاني عن فكرة الفرقة وأسباب تأسيسها حيث قال “بدأت فرقة كازينو دي باري، التي كان على رأسها الكسار، تحتل مكانة مهمة وكبيرة في شارع عماد الدين، حيث بدأ نجم الأستاذ الكسار يتلألأ في ذلك الحين إلى جانب نجمي، وأوجدت الظروف من الفرقة منافسا قويا لفرقتنا الناجحة”.
وقدم الريحانى مع رفيقه المؤلف بديع خيرى عشرات المسرحيات الهامة والخالدة مثل ” كشكش بيه”؛
“الجنيه المصري” ،” الدنيا لما تضحك”،” الرجالة مايعرفوش يكدبوا”، “كشكش بك في باريس” ،”ياسمينة”.
يوسف بك وهبي
ولم تكن المنافسة في هذا الوقت بين نجيب الريحانى وعلي الكسار فحسب بينما كان هناك منافس قوى لهما هو الفنان والرائد الكبير يوسف وهبي الذى قام بإنشاء فرقته رمسيس ونجح في الصعود بها بشكل سريع حيث لمع نجمه في ثلاثينات القرن الماضي ولقب ب” عميد المسرح العربي”.كانت وكانت مسرحياته تاخذ الطابع التاريخي واستخلاص العبرة من النهايات ويأخذ الطابع الغربي ومن أبرز المسرحيات التى قام ببطولتها وإخراجها :”راسبوتين”،”الموت المدني” ،” أولاد الشوارع”،”بيومي افندي”.
زكي طليمات
وتزامن هذا مع ظهور الرائد المسرحى الكبير زكي طليمات
فهو وكما عرفناه ممثل ومؤلف ومخرج مسرحي ومؤسس المسرح الواعظ والتاريخي ومن أبرز مسرحياته:-
” أهل الكهف”،” صقر قريش” ،” ادم وحواء”.
تابعونا بالحلقة القادمة……