خالد فؤاد يكتب : البطلة الحقيقية للفيلم الشهير ” مراتى مدير عام” وحكاياتى معها ..

خالد فؤاد يكتب : البطلة الحقيقية للفيلم الشهير ” مراتى مدير عام” وحكاياتى معها ..

منذ نحو ٢٨ عاما من كتابة هذه السطور تحديدا في عام 1995 وكنت وقتها اشغل منصب نائب رئيس قسم الفن والثقافة بإحدى صحف المعارضة قمت بزيارة لمبنى ماسبيرو وأثناء جلوسي مع رئيس إحدى الشبكات الإذاعية وبصدق لأ استطبع تذكر أسمه الأن فلم يكن إذاعى مشهور مثل الإعلاميين والإذاعيين الكبار ممن نحفظ جميعا اسمائهم وتربت إذاننا علي نبرات أصواتهم الجميلة والمؤثرة التى تسكن وجداننا .

تعالي وعجرفة وقلة ذوق

وأثناء حديثى معه دخلت علينا سيدة كبيرة في السن ولم التفت لملامحها طيلة وجودها حيث كان لها طلب ما ولفت نظرى إنه كان يتحدث معها بطريقة بها نبرة تعالي وعجرفة لدرجة إنه لم يدعها للجلوس .
وظلت تتحدث معه وهى واقفه ولفت نظرى إنه وبقلة ذوق كان يرغب في إنهاء الحديث معها بأى شكل .

سيدة الناصية وملكة الكلام

وقد استفذنى الموقف وقتها بشكل كبير وبشكل تلقائي نظرت لملامحها الخجولة فأصابتنى صدمة حينما أكتشفت إنها الإعلامية الكبيرة أمال فهمى ولا أحد سواها

نعم هى أمال فهمى صاحبة الصوت المميز الذى تربت عليه أجيال وأجيال والملقبة صاحبة أشهر برنامج إذاعى علي الإطلاق ” علي الناصية” والذى كانت كل البيوت المصرية والعربية تنتظره بعد صلاة الجمعة من كل أسبوع ولقبت بعد نجاحه الكبير بـ”سيدة الناصية” و”ملكة الكلام” وكانت أيضا صاحبة أشهر فوازير رمضانية في تاريخ الإذاعة المصرية .

ودون أن أشعر أنتفضت من مقعدى ورحت أتحدث معهاةخارج إطار ماهى قادمة من أجله.
وبعد خروجى من المكتب سردت الواقعة وتعامل السيد رئيس الشبكة معها بطريقة غير ملائمة لأسمها ومكانتها وعطائها علي صفحات جريدة الأحرار والتى كانت تعد وقتها واحدة من أبرز وأهم صحف المعارضة في مصر .

ولكوننا كنا في زمن كان الصحفيين فيه يحظون بمكانة وتقدير ويهتم الجميع بما يكتب بالصحف ويتم التحقيق فيه تم إحالة هذا المسئول للتحقيق في تلك الواقعة ووصل به الأمر للقسم بإنه سيمنعنى من دخول مبنى ماسبيرو وهو مالم ينجح في تحقيقه علي الإطلاق .
وأتشرف بإننى بعد هذه الواقعة جمعتنى علاقة صحفية محترمة بالإعلامية الكبيرة أمال فهمى فطنا نتبادل الإتصالات ولطالما حصلت منها علي كنوز من المعلومات والمقالات تم نشرها بمجلتنا العريقة الكواكب بعد إستقرارى منذ نحو 17 عام .

مراتى مدير عام

لقد تذكرت هذه الواقعة والوقائع الأخرى والحكايات التى جمعتنى بها أثناء مشاهدتى لبرنامج تليفزيونى قديم والضيف هو الكاتب الكبير الراحل سعد الدين وهبة الذى قام بصياغة السيناريو والحوار للفيلم الشهير ” مراتى مدير عام “بشكل أكثر من رائع لدرجة إننا جميعا حتى اليوم ورغم مرور نحو 57 سنة علي عرضة لازلنا نستمتع بمشاهدته ومؤكد سيظل الأمر كذلك لسنوات كثيرة قادمة. 
ففي هذا اللقاء القديم للكاتب الكبير سعد الدين وهبة كشف النقاب عن البطلة الحقيقية للفيلم والتى جسدت شخصيتها الفنانة الكبيرة الراحلة شادية وأيضا زوجها المهندس حسين رئيس قسم المشروعات وهو الدور الذى برع فيه الفنان الكبير الراحل صلاح ذوالفقار .
فالبطلة الحقيقية للفيلم هى نفسها الإذاعية الشهيرة أمال فهمى صاحبة الصوت الذهبي وكانت ولاتزال رغم رحيلها عن عالمنا إحدى أيقونات الإذاعة المصرية .
فعلي عكس المعتاد في حقبة الستينات وقع الأختيار عليها رغم صغر سنها لتتولي منصب مدير الإذاعة المصرية وبالطبع كانت الإذاعة في اوج تألقها ونجاحها ومحط انظار الجميع ومن ثم كانت هناك حرب ضروس علي من سيتولي المنصب خلفا للمدير الذى رحل .
وراح كل العاملين ينتظرون وقتها التعرف عن من هو المدير الجديد وراحوا يتداولون أسم هذا وأسم ذاك وبالطبع لم يتم طرح اسمها علي الإطلاق .
وهى نفسها فوجأت بالأمر حينما تم إبلاغها عبر اتصال هاتفي في منزلها وظلت تتكتم الموضوع حتى علي زوجها ” محمد علوان” كبير مخرجين الإذاعة وقتها .
وفوجئ بالأمر حينما توجه للعمل في اليوم التالي مثله مثل كل المذيعين والمذيعات بل والموظفين .
ومن ثم أصبحت هى الرئيس المباشر علي زوجها .

السحار ووهبة وفطين وذوالفقار

وقد استهوت القصة وماحدث الكاتب الكبير عبدالحميد جودة السحار فقام بكتابة القصة التى إستهوت كذلك سعد الدين وهبة فقام بصياغة السيناريو والحوار والمفاجأة ان أول من تحمس لإنتاجه هو صلاح ذوالفقار نفسه ولم يكن هناك أفضل من المخرج الرائع فطين عبدالوهاب ليقوم بإخراجه .

وكما كان متوقعا حقق الفيلم نجاحا كبيرا عند عرضه سينمائيا وتضاعف نجاحه عند عرضه بالتليفزيون ولايزال يجتذب الجميع حتى اليوم فلايشعر أحد بالملل من مشاهدته مهما تكرر عرضه .
بقي ان نقول أن الإعلامية الكبيرة أمال فهمى رحلت عن عالمنا في يوم 18ابريل عام 2018 وذلك عن عمر ناهز 92 عاما بعد حياة طويلة وحافلة مع ميكروفون الإذاعة .

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.