خالد فؤاد يكتب / محفوظ عبدالدايم من القاهرة 30 لمصر 24 ” بطل كل العصور”
ضحايا لظروف صعبة وسيئة أم أوساخ بصفاتهم وطباعهم القذره ؟!!
خالد فؤاد يكتب / محفوظ عبدالدايم من القاهرة 30 لمصر 24 ” بطل كل العصور”
ضحايا لظروف صعبة وسيئة أم أوساخ بصفاتهم وطباعهم القذره ؟!!
بقلم / خالد فؤاد
هل محجوب عبدالدايم ضحية لظروف سيئة أدت به لذلك المصير السئ ؟!
أم إنه بطبعة إنسان قذر سئ لايهمه سوى ذاته فقط وفي سبيل ذلك لفعل أى شئ حتى يصل لما يريد غير مكترث بأى مبادئ أو أخلاق ؟!!
سؤال كثيرا ماتبادر لأذهان الكثيرين من عشاق أدب كاتبنا الكبير الراحل بوجه خاص وعشاق السينما بوجه عام وشاهدوا مرارا وتكرارا التحفة السينمائية الرائعة لمخرج الواقعية صلاح أبوسيف ” القاهرة 30″ للسندريلا الراحلة سعاد حسنى والفنانين الكبار أحمد مظهر وتوفيق الدقن وعبدالمنعم أبراهيم وكوكبة الفنانين الشباب من جيل الستينات ممن قدموا أدوار هامة ومؤثرة في الفيلم كان في مقدمتهم الفنان الراحل حمدى أحمد الذى كتب شهادة ميلاده بشخصية محفوظ عبدالدايم البطل الرئيسي للفيلم .
ترجمة لواقع حقيقي
والمعنى هنا ليس المقصود به الفيلم تحديدا فهو ترجمة لواقع حقيقي عشناه في السابق ونعيشه اليوم .. فهذا المحجوب عبدالدايم موجود في كل عصر وزمان وللأسف تضاعف وجودة بشدة في هذا الزمن الذى كتب علينا العيش فيه .. فإذا كان في السابق يتوارى للظل وهو يرتكب أفعاله المنحطة فلايجاهر بها نرى العكس تماما في هذا العصر فيتباهون بما يقومون به .
وأقصد تماما عبارة يتباهون وما أكثرهم
محفوظ وأبوسيف وحمدى
وتعالي معى عزيزى القارئ لنعود سويا لما قاله صناع الفيلم إبتداء بكاتبنا الكبير نجيب محفوظ ومرورا بمخرجنا الراحل العظيم صلاح منصور وكذلك الفنان حمدي أحمد الذى أبدع في تقديم الشخصية.
حمدى أحمد قال أنه أثناء استعداده لتجسيد شخصية محجوب عبدالدايم في الفيلم الشهير رأي أن شخصية محجوب عبدالدايم ما هي إلا ضحية لظروف وعوامل جميعها سيئة هى التى أدت به لذلك المصير فطلب اللقاء مع الكاتب الكبير نجيب محفوظ.
وكان أى محفوظ مستاء وغاضب من منطلق أن شخصية درامية مهمة مثل محفوظ عبد الدايم لايجب إسنادها لوجه جديد ورضخ لرؤية صلاح أبوسيف دون إقتناع .
ومن هنا وحينما ذهب حمدي احمد لمكتب نجيب محفوظ قابله بفتور شديد ثم أستمع لوجهة نظره .
فرد نجيب محفوظ عليه قائلا: محجوب عبدالدايم شخص وسخ ثم كررها ثلاثة مرات نعم شخص وسخ وسخ وسخ .
ورغم هذا أصر حمدى أحمد علي تجسيده من منطلق أنه ضحـية. وقال هذا صراحة لمخرج الفيلم .
فقال له صلاح ابوسيف : طيب ما تيجي معايا نشوف الحوار واللي بيثبت أن محجوب فعلاً إنسان أناني ووسخ زي ما قالك نجيب محفوظ والحوار اللي جاي من المشهد اللي عرف فيه محجوب أنه والده أصيب بالشلل وأصبح قعيد الفراش.
– تعالي شوف المصـيبة اللي جت لنا يا محجوب يا أبني
= أمتي حصل الكلام ده ؟!
– امبارح الصبح.. قام زي عوايده ساعة الفجر يا كبدي عشان يروح الشغل فطب ساكت .. جه الحكيم قال عنده شلل بعيد عندك.
= شلل!!.. يعني مش هيقدر يروح الشغل تاني
– شغل !! ما اخدوه لحم ور.موه عضم .. عارف ادوله مكافأة كام ..
= كام
– ١٢ جنيه اول عن اخر .. ١٢ جنيه هناكل ونشرب ويتعالج بيهم بقية حياته.
اتوحلنا واللي كان كان
وهنا نلاحظ أن اول شيء سأل عليه محجوب بعد ما عرف أن والده مريض هو نفسه.. “يعني مش هيقدر يروح الشغل تاني”.. يعني مش هيقدر يصرف عليا تاني يعني حتي الفتات اللي انا معترض عليه مش هلاقيه تاني.
وهكذا حتي المشهد الأخير له في القرية قبل ما يركب القطر لما الفلاح بيقوله حاسب الوحلة يا محجوب افندي فقاله ما اتوحلنا واللي كان كان.
والسؤال الأن وبعيدا عن الفيلم .. كم من محفوظ عبدالدايم يعيشون بيننا فلايرون سوى أنفسهم فقط ويقومون بفعل كافة الموبقات لتحقيق أهدافهم القذرة السيئة .