خالد فؤاد يكتب… مذكرات شعبان عبد الرحيم وعلاقته السريه بكبار السياسيين والرؤساء

قدم النشيد الوطني لحي شبرا وطاردته الرقابة بسبب كداب ياخيشة…

 

بقلم : خالد فؤاد

 

أحمد حلمى أتجوز عايدة .. كتب الكتاب الشيخ رمضان .. رقصت لهم فكتوريا وزعل منه أحمد بدوى.

هكذا استيقظنا نحن أبناء حى شبرا فى أحد أيام صيف عام 1987 من القرن الماضى على أغنية كان هذا مطلعها تنتشر بسرعة البرق عبر البومات الكاسيت بسيارات الميكروباص وبين الباعة الجوالين وبسوق الخضار وغير هذا من الأماكن الشعبية الأخرى وما أكثرها بالحي العريق حيث أعجب بها أصحاب المهن والحرف المختلفة وغير المتعلمين من أبناء الحى فاعتبروا إياها بمثابة الرصد الشامل لأشهر مناطق وشوارع الحي مثل العطار والعسال والخمراوية والدوران والخزندارة وأبو فيا وفكتوريا والشيخ رمضان وعايدة وغيرها وأصبح يلقب شعبان بعد نجاحها “بمطرب النشيد الوطني لحي شبرا” .

 

من قاسم لشعبان

 

ولكون الأغنية بالألبوم كغيرها من الأغاني الموجودة فيه فإنه يندرج تحت مسمى الأغنيات الهابطة التى صدرت فى غفلة من جهاز الرقابة على المصنفات الفنية فأبدى المثقفين من أبناء الحي إنزعاجهم الشديد منها ومن الألبوم الذي يتضمنها خاصة وأن من يتغنى بها لايمكن أن يقال عنه مطرب على الإطلاق بينما راح البعض الآخر يبحث عن هذا المغني ليكتشفوا إنه هو نفسه المكوجى “قاسم” الذي تنقل بمكواه بعدة محلات وبمناطق مختلفة بالحي , وكان يظهر على استحياء ببعض الأفراح الشعبية , وقرر إقتحام عالم الغناء وتغيير اسمة ليصبح شعبان دون أن يفهم أحد ماهو السر فى تغيير اسمه .

 

النشيد الوطني لحي شبرا 

 

أكد الكثيرين إنها مجرد ظاهرة وستنتهي عند حدود هذا الألبوم غريب الأطوار ولم يكن أحد يتصور على الإطلاق أن الألبوم سينتشر بسرعة الصاروخ بكافة المناطق وراحوا يطلقون عليه وقتها “مطرب النشيد الوطنى لحى شبرا ” .

ولم تنهى الموجة عند هذا الحد كما أعتقد البعض بينما توالت ألبوماته التي أثارت ضجة واسعة وقتها حيث راح يسخر من المطربين المتواجدين على الساحة سواء ممن يقدمون أغنيات شعبية أوعاطفيه ويسخر من الممثلين والأفلام ببعضها الآخر وهكذا أقام الدنيا ولم يقعدها ودخل فى معارك مع بعض المطربين الشعبيين ممن يقدمون نفس لونه فيسخر من هذا ويقوم ذاك بالرد عليه فى ألبوم آخر وهكذا حيث ظهر جيل كامل من المطربين يقلدونه ويسيرون على نفس النهج الذي اشتهر به .

 

كداب ياخيشة

 

استمرت رحلته وارتفعت أسهمه بشدة فى الأفراح الشعبية وتضاعفت شهرته هذه أكثر وأكثر بعد قيامه بإطلاق قنبلته “كداب ياخيشة” التي أشعلت النار على جهاز الرقابة فراح المفتشين يتربصون بالألبوم يصادرونه و يقومون بتحرير محاضر لمن يقوم ببيعه, ولم يكن الشارع المصري له ثمة علاقة بكل هذا حيث راح الغالبية يرددون الأغنية ويتندر كل اثنان على بعضهما البعض في المواقف المختلفة خاصة في حالات عدم التصديق لما يقوله الآخرين, بل أصبحت بمثابة التيمة ببعض الآفلام السينمائية .

 

قهوة المظلات

في مطلع التسعينات من القرن الماضي مع بداية مشواري الصحفي فوجئت برئيس تحرير الصحيفة الحزبية الشهيرة التي بدأت مشواري الصحفي بها يطلب مني بصفتي أحد أبناء حي شبرا بإجراء حوار مع شعبان عبدالرحيم ومعرفة تاريخه وكيف انتقل من مهنته الأساسية كمكوجي ليصبح واحدا من نجوم الغناء .

فرحت أبحث عنه في سكنه القديم بالشرابية لأكتشف إنه تركه منذ فترة وأغلق محل المكواة الذي كان يملكه والتقيته لأول مرة بمقهى “المظلات” التى كان يجلس بها وكان من الصعب محاورته على المقهى فاتفقنا على موعد بمنزله بمنطقة ميت حلفا بقليوب .

 

كرم وصدق 

 

بينما كنت متوجها لمهاجمته وإذا بي أتحول تماما بعد أن وجدت نفسي أمام إنسان يستطيع وبكل بساطة أن يسيطر على قلبك ومشاعرك ببساطته وشدة كرمه وصراحته الشديدة وعدم تلونه فلا يدعي أويمثل أويحاول أن يظهر بشكل مخالف للحقيقة , فقال ضمن ماقال إنه لم يخطط على الإطلاق أن يصبح مطربا بينما كان يعبر عن نفسه فقط بالغناء في الأفراح الشعبية كلما حانت الفرصة لهذا .

ومن داخل أحد هذه الأفراح كما قال : شاهده أحد باعة الصحف ويسمى الحاج عبداللطيف سوبر “رجل بسيط غير متعلم” يمتلك محلا لبيع الصحف والمجلات بمنطقة ناهيا ببولاق الدكرور ولم يكن له ثمة علاقة بالفن وبعد إعجابه به وبطريقته فى الغناء التي لم يسبقه أحد إليها قرر الدخول فى مجال الإنتاج وأطلقه فى أول ألبوم غنائي له “شعبان فوق الصفر” وأعطاه مبلغ 100 ج .

وبعد النجاح الكبير أغلق شعبان محل المكواه و قام الحاج عبداللطيف ونجلة سيد سوبر بتغيير نشاط محلهما من بيع الصحف ليصبح شركة لإنتاج ألبومات الكاسيت تحمل عنوان “سوبر للإنتاج الفنى ” وقدما معا مجموعة من الألبومات التي أثارت ضجة واسعة وقتها 

 

لقاء أصدقاء 

 

توالت لقائاتي معه بعد هذا في أكثر من لقاء , حتى تراجعت اسهمه بشدة فى منتصف التسعينات واتفق الجميع على إنتهاء الظاهرة تماما , ولم يكن أحد يتصور عودته بشكل مختلف تماما مع بداية الألفية الجديدة بألبوم “أنا بكره اسرائيل” الذى أنتجه له المحامي الشاب علاء وهبة الشاذلي الذي كانت ولازالت تربطني به صداقة قوية وجاء تعارفي به من خلال ترددي على والده الملحن الشعبى الشهير الراحل وهبة الشاذلي قام علاء بعد رحيل الأب بالإتجاه للإنتاج وكان باكورة أعماله هذا الألبوم الذي حقق توزيعات قدرت بالملايين وانتشرت حول العالم وقتها وأثار ضجة واسعة النطاق واتهمته شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية بالتحريض على مناهضة التطبيع مع إسرائيل، ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن كينيث باندلر المتحدث باسم اللجنة اليهودية الأمريكية قوله بأنه يكرهها , بينما اعتبرها الملايين من العرب، تعبيرا عن نبض الشارع المصري والعربي فتم كتابة شهادة ميلاده من جديد حيث راح يظهر بشكل وطابع مختلف وراح يستوحي أعماله من الأحداث السياسية كما تابعنا طيلة السنوات الماضية.

 

مذكرات شعبولا

 

أذكر أننا في أحد اللقاءات التي جمعتنا به فى وجود المنتج علاء وهبة الشاذلي قبل عشرة أعوام فوجئت به يقول بطريقته الساخرة المعروفة إنه سيصدر مذكراته في كتاب يحكي فيه مشواره منذ الطفولة حتى الآن وعلاقته بكبار السياسيين والفنانين والوزراء والشخصيات الهامة فى مصر وكل الأقطار العربية والتي لم يكن يحلم بمقابلتهم أثناء عمله كمجوجي ولم أتصور أن الفكرة بالفعل كانت تطارده.

وبعد فترة علمت إنه بالفعل قرر كتابة مذكراته وكان يعاونه فيها شاعره المفضل إسلام خليل وبالفعل تم كتابة جانب كبير منها فهل تظهر للنور فى الأيام القادمة .. سنرى

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.