ختام رمضان .. شهر الخير والرحمات يقفل أبوابه وأيامه تنقضي سريعا

 

ختام رمضان .. ها هو شهر الخير قد قفل أبوابه ، وأيامه إنتهت سريعة ، فشئ غريب فعلا فاليوم أخر أيام رمضان ، وكنا بالأمس القريب نترقب قدومه وكأنه سيبقي معنا الدهر كله ، فإذا بالأيام تركض والأسابيع تتسابق وإذا بالشهر أنقضي.

 

كتبت : زينب النجار

فصدق الله عز وجل “أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ”
وها أنتهت الأيام والكل حزين علي فراقه ،فكيف لا نحزن علي فراقه ونحن لا ندري هل ندرك غيره أم لا ؟وكيف لا نبكي علي رحيله؟ ونحن لا ندري هل رفع لنا فيه عمل صالح أم لا وهل أزددنا فيه قرباً من الله أم لا ؟ كيف لا نحزن عليه وهو شهر الرحمات وتكفير الذنوب ….

فقد مضي رمضان بعد أن أحسن فيه أقوام وأساء آخرون، يمضى وهو شاهد لنا أو علينا، شاهد للمشمر بصيامه وقيامه وبره وإحسانه، وشاهد على المقصر بغفلته وإعراضه ونسيانه.

رمضان سوق قام ثم انفض، ربح فيه من ربح، وخسر فيه من خسر، فلله كم سجد فيه من ساجد؟ وكم ذكر فيه من ذاكر؟ وكم شكر فيه من شاكر؟ وكم خشع فيه من خاشع؟ وكم فرّط فيه من مفرِّط؟

إنتهي رمضان لكن لم ينته الصوم ولن ينتهي ،لم يرحل القرآن ولن يرحل ..
لم يرحل القيام ولن يرحل ..
لم ترحل الصدقات ولن ترحل ..
لم يرحل الحب ولن يرحل ..
لم يرحل القلب الطيب ولن يرحل ..
لم يرحل اللين والرفق ولن يرحل ..
لم تتوقف أستجابة لله لدعواتنا ولن تتوقف ،ام يقف الأجر ولن يقف.

لا تودّع رمضان بل أصحبه وأصطحبه معك لباقي العام ،ام يكن رمضان شهر إنما كان منهج وأسلوب حياة ،كان منهج أخلاقي قائم على محور سلوكي وإيماني وتعبدي ،رمضان كان الولادة التي يجب إن نعيش عليها باقي العام.

أفسح لرمضان الطريق وأمنحه المجال ليحيا معانا وبنا طول العام.
إن كانت أيامه المعدودات قد أنتهت بما فيها من إعداد ..
فإن أيام العطاء قادمة ووقت المنح آتى في الطريق…

فأللهم لك الحمد أن بلغتنا شهر رمضان، أللهم تقبل منا الصيام والقيام، وأحسن لنا الختام، أللهم اجبر كسرنا على فراق شهرنا، وأعده علينا أعواماً عديدة وأزمنة مديدة، واجعله شاهداً لنا لا علينا، اللهم اجعلنا فيه من عتقائك من النار، واجعلنا فيه من المقبولين الفائزين…

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.