خدعة مؤتمرات التكريم جوائز مشتراة ونجوم مصطنعة

خدعة مؤتمرات التكريم جوائز مشتراة ونجوم مصطنعة

 

 

التكريم الحقيقي لا يشترى بل يُستحق من خلال العمل الجاد والإنجاز الملموس و ليس من خلال حفلات مصممة لتلميع صورة مزيفة و أجساد عارية

 

بقلم / ياسر عبدالله

 

تقام حاليا بصفة مستمرة العديد من المؤتمرات والحفلات تحت مسميات كثيرة نري فيها كم فساد أخلاقي وعري ونري تزين المنصات بأسماء لامعة و تطلق فيها الخطب الرنانة وتوزع الجوائز البراقة ولكن خلف هذا البريق تخفي هذه الإحتفالات حقيقة مرعبة و فراغا من المعنى وغاية خفية تتجاوز مجرد التكريم بل و تصل إلى مستوى التلاعب بالرأي العام وتكريس قيم مشكوك فيها وتقديمها للمجتمع فما الذي يجعل هذه الإحتفالات في كثير من الأحيان لا تمثل سوى نصب محكم يقدم نماذج تافهة كقدوات للمجتمع

أولا : يفتقر العديد من هؤلاء المكرمين إلى أي إنجاز ملموس أو هدف واضح يبرر هذا التكريم فبدلا من أن تختار الشخصيات بناءا على إسهاماتها الحقيقية في مجالاتها يصبح المعيار الأساسي هو “الشهرة” أو “الترند” أو “إستعراض الجسد” فنجد أسماء تكرم لأسباب غامضة دون أن يكون لها أي أثر إيجابي يذكر على المجتمع بل قد يكون لها أثر سلبي في كثير من الأحيان فالتكريم هنا لا يمثل تقديرا للإنجاز بل يصبح وسيلة لتعزيز مكانة إجتماعية أو إقتصادية محددة

 

ثانيا : تعاني هذه المؤتمرات من نقص شديد في الشفافية والحيادية فمعايير الإختيار غالبا ما تكون غامضة وعدم وجود آلية واضحة و محايدة لتقييم المرشحين فمن السهل أن تشتري الجوائز وأن تختار الشخصيات بناءاً على علاقات شخصية أو مصالح مشتركة بدلا من الإستحقاق الحقيقي وهذا يضعف مصداقية هذهالإحتفالات ويثير الشكوك حول نزاهتها

 

ثالثا : تساهم هذه الإحتفالات في ترسيخ ثقافة مشوهة للقيم فبتقديم نماذج تافهة كقدوات نرسخ فكرة خاطئة عن النجاح ونشجع على السعي وراء الشهرة والمال على حساب الإنجاز الحقيقي والمساهمة الإيجابية في المجتمع وهذا يؤثر سلبا على الشباب ويشجعهم على إتباع مسارات خاطئة لتحقيق أهدافهم متناسين القيم الحقيقية كالعمل الجاد والمثابرة والتفاني والإخلاص

 

رابعا : تستخدم هذه المؤتمرات أحيانا كأداة للترويج لأهداف خفية قد تكون سياسية أو إقتصادية فمن خلال تكريم شخصيات معينة تحاول بعض الجهات غسل صورتهم أو تعزيز نفوذهم أو ترويج أفكار محددة وهذا يحول هذه الإحتفالات إلى أداة دعائية مخادعة تستخدم لتحقيق أهداف لا علاقة لها بالتكريم الحقيقي

 

و في الختام يجب أن نعيد النظر في هذه الإحتفالات المزيفة وأن نركز على تكريم الشخصيات التي تساهم فعليا في تطوير المجتمع والتي تمثل قدوة حقيقية للشباب و يجب أن تكون معايير الإختيار واضحة وشفافة وأن تراعى الحيادية والنزاهة في عملية التقييم فالتكريم الحقيقي لا يشترى بل يُستحق من خلال العمل الجاد والإنجاز الملموس و ليس من خلال حفلات مصممة لتلميع صورة مزيفة واجساد عارية فمن الذي وراء هدم القيم والمبادئ الأخلاقية سؤال يحتاج لإجابة.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.