المزيد من المشاركات
في ظل انتشار المعلومات الطبية عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، يختلط الأمر على كثير من الناس بين ما هو صحيح علميًا وما هو مجرد خرافة متداولة. هذا الخلط قد يؤدي في أحيان كثيرة إلى اتباع عادات خاطئة أو ممارسات تضر بالصحة. في السطور التالية، نستعرض أبرز المعتقدات الشائعة ونوضح حقيقتها وفقًا لما أكدته الدراسات الطبية الحديثة.
اللبن قبل النوم وزيادة الوزن
يعتقد البعض أن تناول كوب من اللبن قبل النوم يؤدي إلى السمنة. غير أن خبراء التغذية يؤكدون أن اللبن لا يسبب زيادة في الوزن، بل يحتوي على عناصر تساعد على الاسترخاء وتحسين جودة النوم بفضل مادة “التربتوفان”. أما زيادة الوزن فترتبط غالبًا بالأطعمة السكرية التي قد يتناولها البعض بجانب اللبن.
الشمس والحصول على فيتامين “د”
رغم أن أشعة الشمس تعد المصدر الرئيسي لفيتامين “د”، إلا أن الحصول على الفائدة يحتاج إلى تعريض مباشر للجلد لمدة تتراوح بين 10 و20 دقيقة عدة مرات أسبوعيًا. وفي حالات نقص الفيتامين أو قلة التعرض للشمس، قد يلجأ الأطباء إلى وصف مكملات غذائية لتعويض النقص.
البيض والكوليسترول
من المعتقدات الشائعة أن البيض يرفع مستوى الكوليسترول في الدم. لكن دراسات حديثة أوضحت أن تأثير الكوليسترول الغذائي محدود، وأن الجسم هو المصدر الأساسي لإنتاجه. ويعد البيض من الأغذية الغنية بالبروتين والعناصر الغذائية، ويمكن تناوله بشكل معتدل دون قلق إلا في بعض الحالات المرضية الخاصة.
شرب 8 أكواب مياه يوميًا
تتردد كثيرًا النصيحة بضرورة شرب 8 أكواب مياه يوميًا، غير أن الأبحاث تشير إلى أن الاحتياجات المائية تختلف من شخص لآخر وفقًا للوزن ومستوى النشاط والظروف المناخية. المؤشر الأدق لحالة الترطيب يتمثل في الشعور بالعطش ولون البول، حيث يشير اللون الفاتح إلى ترطيب كافٍ.
المضادات الحيوية ونزلات البرد
من أكثر الأخطاء شيوعًا الاعتقاد بأن نزلات البرد تستدعي تناول مضاد حيوي. والحقيقة أن معظم حالات البرد سببها فيروسات، بينما تعمل المضادات الحيوية فقط ضد البكتيريا. الاستخدام غير الصحيح لهذه الأدوية يؤدي إلى ضعف فعاليتها وظهور سلالات مقاومة تمثل تهديدًا للصحة العامة.
يقول الدكتور أحمد سمير، استشاري الباطنة:
“المشكلة الأساسية أن المعلومة الطبية أصبحت متاحة للجميع عبر الإنترنت، لكنها ليست دائمًا صحيحة. خطورة الخرافات الطبية أنها قد تبدو بسيطة لكنها تؤدي إلى ممارسات خاطئة تضر بصحة الفرد والمجتمع، لذلك من الضروري التحقق من المصدر قبل اتباع أي نصيحة.”
نصائح لتجنب الخرافات الطبية
التحقق من مصادر المعلومة قبل اتباعها.
استشارة الأطباء أو الصيادلة قبل استخدام الأدوية أو المكملات الغذائية.
الاعتماد على هيئات طبية موثوقة وتقارير علمية حديثة.
مراقبة إشارات الجسم الطبيعية مثل العطش أو الإرهاق لتحديد الاحتياجات.
الالتزام بالوقاية واتباع أسلوب حياة صحي.
الخلاصة
الخرافات الطبية قد تبدو بسيطة لكنها تحمل في طياتها مخاطر حقيقية عند تطبيقها. ويبقى الحل في الوعي، والتحقق من المعلومة من مصادر موثوقة، وعدم الاعتماد على ما يتداول بين الناس دون سند علمي.

كاتب بجريدة اسرار المشاهير .. ريجيم وتغذية وطب وصحة
المقال التالى
قد يعجبك ايضآ