خطوبة طفل كفر الشيخ بين رأي الاعلام ورأي المجتمع مع ام ضد؟

الموروث الثقافي وقضية الخطبة لطفل كفر الشيخ مع ام ضد؟

كتب وائل جنيدي
في أطراف المدن كبيرة كانت أو صغير تتناثر القرى يحتضنها الحزام الأخضر وفي الاسقاع البعيدة التي لا تصلها انظار الانظمة الحاكمة ولا الترتيبات الادارية والتنظيمية للدولة نجد ان نظرة السكان من اهالى تلك البقاع النائمة على أطراف الوطن لما نعتنقه نحن من مسلمات اجتماعية أو ثقافية أو غيرها نظرة من لا يأبه بالامر ولا يعنيه فهم قوم لا يغيرون عاداتهم بسهولة ولا حتى عبر الاجيال فلا تجد تغيرا يذكر ولو على راس كل عقد وربما لا تتغير تلك العادات مع تغير النطاق الجغرافي لهذه المجموعات التي ترتحل إلى المدن. كذلك
فنجد مثلا ان من لهم اصول صعيدية يحافظون على كثير من عادات الصعيد وان اصبحوا من سكان العاصمة ذاتها ولربما والحال هذه تجد تراثهم المحفوظ هذا تتوارثه الاجيال فيصير الرجل القاهري من اصول ريفية يحافظ على تقاليد الريف في كثير من شؤنه.
وهو أمر إلى البداهة أقرب من ان يوضح.
وفيما كانت وسائل الاعلام وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي تشتعل غضبا على إعلان إحدى العائلات الميسورة خطبة ابنهم الذي هو في عمر خمسة عشر عاما على فتاة من اقربائهم تصغره بعام واحد.وقد اقاموا لهم حفل خطبة كامل. خرج بعض من ياخذون على عواتقهم الدفاع عن أي شيء (حرفيا) ليهاجموا ويلوحوا بالالتجاء إلى القضاء والتدخل بشكل رسمي من قبل الدولة ولا يخفى ان تلك الاخيرة لا تستطيع حل مشاكل الأطفال المشردين والمدمنين والذين احترفوا الاجرام فاسسوا عصابات ربما في يوم ما تكون تهديدا حقيقيا لهذا البلد.
ولان الملأ من قومنا لهم عقل غير عقولنا ولهم اعراف غير اعرافنا بل وربما لهم تاريخ مغاير لتاريخنا فقد عكفوا على الهجوم على كل ما هو متجذر في هذا المجتمع.
ولست هنا اشجع على الزواج المبكر ولست أيضا احذر منه ولكني اقرر ان الأمر ما هو الا حرية لمن اراد.فلن تجد صعيديا يقبل ان ياخر زواج ابنته أو ابنه باي حال من الاحوال ولن يمنعه من ذلك الا ضيق ذات اليد ولو تيسر له لفعل. فلا قانون ولا منظمات حكومية ولا اهليه قد تردعه عن إقامة ما يراه حق له من تزويج اولاده حتى يراهم وقد تشعبت بهم شجرته وصارت جيش من البشر يحمل اسمه.
هذه ثقافة لا ينكرها أحد.
لكن التصايح بالشجب والادانه والاتهام بالتعدي على الاصول المرعية في الأمر ما هو الا العبث بحد ذاته.
لن اعر ض الموضوع من وجهة نظر دينية ولا شرعية ولا حتى طبية ولكن اعرضه من وجهة النظر الاجتماعية.
ومما اثار دهشتى أو لنقل تصعني الدهشة هو انطلاق وسائل التواصل الاجتماعي على نفس الخط الإعلامي تبنيا لنفس وجهة النظر والنداء بالخطا الفادح الذىوقعت فيه العائلتين.
وقد نصب كل من له حساب على موقع من مواقع التواصل الاجتماعي قاضيا وجلادا في ان واحد
يحركهم في ذلك العقل الجمعي الذي يتحكم فيه الاعلام.
وهنا وجب ان ندق الجرس للتنبيه والتذكير ان مصر ليست فقط هذه النخبة التي تظهر على الشاشات وليست كذلك هؤلاء المتانقون اللبقون الذين تجوب كلماتهم المثقفة المتحذلقة في احيان كثير افاق الفضاء. لا
انما السواد الاعظم من هذا الشعب هم اولائك الذين لا صوت لهم ولا يعلم بوجودهم أحد.
وان كنت لا ارى باسا فيما صنع الاهل ولا ارى أيضا فرضا عليه فاني أيضا لا ارى حقا لاحد في ان يتدخل فيما لا يعنيه بحجة الحفاظ على الطفولة والنقاء وغيرها من المصطلحات التي اكاد اجزم ان الناس لاتعرف لها معنى اصلا.
وحيث هبت جمعية لا ادري بالضبط ما عملها يتحدث عنها رجل لا ادري أيضا ما يصنع لتهدد وتتوعد بان تلاحق هذه الشرزمة من الشعب التي يعنيها معتقدات السادة تدعمها في ذلك الة اعلامية دفعها الملل إلى التطرق إلى مالا ينتفع به أحد لتناقشة وتقيم له الحوارات وتصنع من خلاله حوارا مجتمعيا فارغ المحتوى.
اما كان أقرب إلى الصواب ان نناقش حال من هم في نفس السن وقد صاروا من عتاة المجرمين؟
الم يكن أفضل ان نبحث عن شريحة كبيرة من الشعب المصري تحترق عيونهم بكاء لجوع ابنائهم وضيق ذات اليد عن توفير المسكن والماكل والملبس؟
وفي النهاية وللتوضيح انى لا اشجع هذا ولا ارفضه واعتقد انه في اطار الحرية الشخصية طالما لم يكن مخالفا للقانون أو الاعراف أو الدين.
ونسال الله ان يهيئ لهذا الشعب من أمره رشدا وان يوفقه الى ما يحبه ويرضاه

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.