اتسمت المجتمعات قديما بالبساطه وعدم التعقيد فكان الإنسان البدائي يعيش على الفطرة
إلى أن أمتدت يده بالعبث فى البيئة المحيطة به
من هنا نقطة البداية لحدوث خلل ولو طفيف فى البيئة …
ومع التقدم العلمي والتكنولوچى ، وعقب آثار الثورة الصناعية وما أحدثته من خلل فى شتى مناحي الحياة وفى شتى الأنظمة الكونية من ثم أصبح لدينا وفرة فى الملوثات السامه مما لا يدع لدينا مجال للشك فى أن حياة الإنسان أصبحت فى خطر .
التعرض اليومي للتلوث
كما يلوح لنا أن التعرض اليومي للملوثات السامه أخذ يتفاقم فى الآونة الأخيرة ، مما يدعونا بدوره إلى الإهتمام بمثل هذا الخطر الداهم الذى كاد من كثرة إنتشاره أن يصيبنا بالإختناق .
شبح التلوث
فقد أصبح التلوث بمثابة شبح يلازمنا فى كل وقت وفى أى مكان فلم يعد إقتصار هذا الشبح على الشوارع والميادين المزدحمة فحسب بل إمتدت يده إلى منازلنا حتى لا نستطيع الخلاص منه .
إن طبيعة الحياة والروتين اليومي يعرض الكثير من الناس لمواد شديدة الخطورة والضرر بالصحة العامة ، ومن الطريف أن هناك بعض بل كثير من الأشياء التى يحرص الناس على استعمالها فى حياتهم العامه واليوميه فى المنزل ،.
هى أكثر تهديدا لصحتهم من التلوث الصناعي !..!.
لذلك تشير الوقائع الكثيرة التى انتهت إليها الدراسات المتعددة حول التعرض اليومى للملوثات إلى نتيجة واحدة ألا وهى أن ملوثات الهواء نفسها التى تشملها قوانين البيئة خارج المنازل موجوده وبتركيزات أعلى بكثير داخل المنازل.
ويرد ذلك ولو فى جانب منه ،، إلى التقدم الكبير فى تحسين نوعية الهواء خارج المنازل على مدى العقود الثلاثة الماضية ،، وذلك عن طريق ضبط الغازات المنبعثة من السيارات ومن المصانع ،،إذ إن من بين مئات ملوثات الهواء التى تشملها القوانين الأمريكية الحاليه لا نجد إلا الأوزون وثنائى أكسيد الكربون ينتشران فى الهواء الطلق .
ولذلك فإن من المستغرب أن الاهتمام لم يتركز بالقدر الكافي بعد على الملوثات داخل المنازل ،، والتى لا يصعب تحديد مصادرها فهذه المصادر هى فى واقع الأمر على مرأى من الناس ،،ونذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر ( المركبات الطاردة للحشرات،ومبيدات الهواء ،، والمواد المذيبة ،، ومزيلات الروائح ،،.
ومواد التنظيف للملابس التى يتم تنظيفها تنظيفا جافا ،، والسجاد المحمل بالغبار ،، والدهان ،، والمواد اللاصقة ،، والأبخرة الناجمة عن الطبخ أو التسخين ) ….
ومدى تأثيرها على صحة الإنسان الذى يتعرض لهذا الكم الهائل من التلوث ويعيش فيه دون أن يشعر بما يسببه له من أمراض على المدى الطويل ….
من ثم بات سؤال يطرح نفسه علينا .
كيف يمكننا الحد من هذا التلوث والسيطرة عليه؟
ويمكننا الإجابة وإن كنا لا نملك شتى الحلول فإن زمام الأمور لايزال فى أيدينا للتغلب على تلك الكارثة وعلى ذلك الخطر الداهم يجب علينا أن نتكاتف لوضع معايير نستطيع من خلالها أن نساير ركب التقدم دون تلوث أو بعبارة أدق بقليل من التلوث ،.
معايير التقدم
وأهم هذه المعايير على الإطلاق …..
هو حسن استخدام التكنولوچيا وعدم إساءة إستعمالها وتوجيهها وفق الغرض الذى خصصت من أجله .
الإستعانة بخبراء للحد من سلبيات الأشياء التى نستخدمها وتطويعها لتلبية رغبات الجمهور بأقل المخاطر .
وضع تقنيات حديثة لمعرفة مصادر التلوث وكيفية الحد منها.
وما انتشر فى الآونة الأخيرة من وباء كورونا يجب علينا التعامل بحذر واتخاذ الإجراءات الاحترازية والعمل وفق تعليمات منظمة الصحة العالمية للحد من انتشاره وأهم هذه الاحتياطات تطبيق ( منهج الإسلام )وفق ما حثنا عليه رسولنا الكريم فى الإهتمام بالنظافة الشخصية وذلك بالوضوء خمس مرات والإغتسال المستمر وتنظيف المأكل والمشرب والملبس والمسكن وتعقيم الأسطح .
النظافه من الايمان
ولأن النظافة من الإيمان والله جميل يحب الجمال ،
كان لزاما علينا أن نسير على هدى القرآن ذلك لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .