خلجنة الأغاني وأغاني المهرجانات هل هي موضة الجيل أم كارثة ؟!

بقلم المؤرخ الفني د/ أحمد عبد الصبور

25488750_1959436484307100_1485550045_n

من يتأمل واقع الحياة الفنية في مصر يكتشف أنها فقدت الكثير من سحرها وبريقها الخاص ، فلم تعد السينما غذاء العقل ولم يعد المغنَى حياة الروح ، هجر المبدعون السينما وتركوا الساحة للراقصات والكومبارس كي يتحركوا بحرية ودون رقيب ، وظهرت على السطح فئة جديدة تدّعى أنها من أهل الطرب ، فئة لا تهدف للغناء وإسعاد الناس ، بل لإفساد وتدمير الذوق العام ، وباتت لدينا مسميات جديدة للأغنية مثل أغاني « التوك توك » و« أغاني المهرجانات » فهي خطر جديد يهدد الذوق العام … وللأسف صناعها يدافعون عنها بكل قوة وشراسة ويبررون ويقولون : نحن نعبر عن الواقع الفعلي الحالي للشعب و « إحنا الشعب » وهى أغاني تدخل في تصنيف الأغاني الشعبية !!!

ورغم أن البعض وصفهم بـ « الظاهرة المؤقتة » فإنهم أصبحوا الآن وبالأرقام … الأكثر طلباً في سوق الحفلات والإعلانات والأفلام … وتبدل الحال وتغير الزمان وتغير معه شكل الأغنية الشعبية التي تحول أسمها إلى أسم أغنية المهرجانات !!!

والجمهور تحول إلى ضحية لا حول له ولا قوة ، ولم يقتصر الأمر على تقديم أغاني جديدة بلا طعم أو معنى ، وإنما أمتد الأمر إلى تشويه أغاني التراث ، والإستهزاء بعمالقة الغناء الذين قدموا أعمالاً رائعة أمثال أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش ووديع الصافي .

والمدهش أن إزدياد تدهور حال الغناء جاء بعد القيام بثورتين ، وكان متوقعاً أن ثورة الشارع السياسي ستمتد إلى عالم الغناء ونرى أعمالاً جديدة تعكس طبيعة شعب أدرك قيمة الحرية ، ويسعى لبناء وطن أفضل ، ولكن الرياح تأتى بما لا تشتهى السفن !!!

وقد ألقى الموسيقار ” حلمي بكر ” المسئولية على الجمهور في إنتشار هذة النوعية من الأغاني الهابطة ، وقال : « هذة الأغاني لا يمكن أن تسمى أغاني « شعبية » ، لأنها لا تمت بأي صلة للمطربين الشعبيين الذين يملكون أصواتاً قوية مثل عبد المطلب أو محمد رشدي أو أحمد عدوية وغيرهم من نجوم الأغنية الشعبية ، فهي مجرد مجموعة من الألفاظ والكلمات البذيئة يقدمها مجموعة من البلطجية الذين ليس لهم أي علاقة بالغناء ، ويتحمل الجمهور مسئولية إنتشار هذة الأغاني ، لذا لابد من وجود رقابة في المنازل ؛ إذ كيف يسمح أب أن يسمع أبناؤه هذة الأغاني التي تحتوى ألفاظاً وإيحاءات جنسية تخدش الحياء ؟ والمشكلة أن هذة الأغاني أصبحت تقدم في كل الأفلام الآن بهدف الدعاية والربح المادي فقط ، حيث يعتمد المنتجون على هؤلاء المؤدين لقلة أجورهم ، وإرتفاع أسعار المطربين المعروفين .

 

وكذلك من الملفت للأنظار في السنوات الأخيرة هو إنتشار ظاهرة تحول الفنانين للغناء والطرب بشكل ملفت جداً ، ولجوء بعض الفنانين للغناء لكسب الأموال والإنتشار ، وبالرغم من أن هناك فنانين كبار لمعوا في التمثيل والغناء معاً بإقتدار ولكن هذا لا يعني عودة صورة الفنان الشامل على ساحة الغناء والتمثيل في تلك الفترة الحالية .

 

هناك العديد من أبطال وفنانات برعوا في مجال التمثيل وأتجهوا مؤخراً نحو الغناء والطرب لكن قليلاً منهم يتمتعون بصوت يطرب فعلاً وأداء غنائي رفيع وجميل ، فقد دخل بعض هؤلاء في مجالات الإستعراض الغنائي وحرص آخرون منهم على أحتواء أعمالهم سواء كانت سينمائية أو تليفزيونية أو حتى مسرحية لأغنيات لهم … وبين الحين والآخر يظهر كثير من الفنانين والفنانات الراغبين في خوض مجالات الغناء عبر سلسلة أعمال خاصة تعبر عن مواهب مختلفة ربما فضلها الجمهور أو تعرضت لنقد كبير لكنها تبقى محاولات جادة لإحياء صورة الفنان الشامل .

 

وقد كان قديماً من هؤلاء النجوم الفنان الكبير محمود عبد العزيز الذي كان لا يخلو فيلم سينمائي له من أغنية يؤديها وكأنه مطرب … وكذلك كان الفنان القدير فؤاد المهندس هو الآخر أحد أهم نجوم التمثيل الذين يتمتعون بأداء جيد وكان يقدم دائماً داخل أعماله السينمائية أو المسرحية أغاني ويتذكر الجمهور أغنيته الشهيرة ” خمس قارات ” وأغانيه في مسرحية ” هالة حبيبتي ” خاصة أغنية ” مارونج لاسيه ” … وأيضاً كان النجم أحمد ذكى من الممثلين الموهوبين في الغناء فقد كان في الكثير من أعماله السينمائية يغنى ففي فيلم ” كابوريا ” مثلاً قام بالغناء في أكثر من موقف درامي وفى فيلمه ” مستر كاراتيه ” غنى أيضاً وفى فيلم ” سواق الهانم ” وفى فيلم ” البيه البواب ” وكان الراحل موهوب جداً ولديه مساحات صوتية متنوعة .

وأيضا كان الفنان عبد المنعم مدبولى من النجوم الذين يتمتعون بصوت شجي مميز وقام بأداء أغاني كثيرة في أعماله ففي مسلسله ” بابا عبده ” قدم أغنية ” الشاطر عمرو ” وفى فيلم ” مولد يا دنيا ” برع الفنان عبد المنعم مدبولي في غناء أغنية ” طيب يا صبر طيب ” كما كان يغنى في مسرحيته الشهيرة ” ريا وسكينة ” عدداً من الأغاني مع شادية وسهير البابلى .

وهناك مواهب حقيقية في الغناء كانت لها تعاطف خاص وتفاعل مع الجمهور الذي أحبها فمن الجيل الحالي نجد الفنان محمد هنيدى والفنان محمد سعد لديهما مساحات صوتية ولديهم قدرة على الأداء الغنائي بشكل محترف وكل منهما قام بأداء عدد كبير من الأغاني في أفلامهما السينمائية … أما الفنان الراحل محمود الجندي فيدخل أيضاً قائمة الفنانين المطربين وقام محمود الجندي بالغناء في أكثر من عمل فني فغنى في مسلسل ” أبو العلا البشرى ” مع المطرب على الحجار ونذكر منها أغنية ” إحنا الثنائي محسن وعمرو” وغنى أيضاً في عدد من الأعمال المسرحية .

أما الفنانة فردوس عبد الحميد فظهرت لها مواهب غنائية في مسلسل ” في المشمش ” فقد غنت أكثر من أغنية وكانت متميزة في أدائها وقامت أيضاً بالمشاركة في غناء تتر المقدمة والنهاية للمسلسل وشاركها في الغناء الفنان محمود الجندي .

أما الفنانة الكبيرة سعاد حسنى فكانت أحد أهم المواهب في تاريخ الفن العربي وكانت تتمتع بصوت مرح ومبهج في الأغاني التي تتطلب ذلك وحتى في الأغاني الطربية سنجدها تطرب وغنت في أفلامها ” أميرة حبي أنا ” و ” خلى بالك من زوزو ” وفيلم ” المتوحشة ” و” شفيقة ومتولي ” وفى مسلسلها ” هو وهى ” قدمت مع الراحل أحمد ذكى العديد من الأغاني التي لا تمحى من ذاكرة المشاهدين مثل أغنية ” لا تجبلى الشيكولاته ” وأغنية ” خالي البيه ” وتتر المسلسل نفسه الذي شاركها غنائه الفنان أحمد ذكى .

يرى الكثير … إن إتجاه الممثل للطرب مجرد رؤية لكسب المال ولقد تقبلنا فكرة تحول المطرب لممثل لكن من الصعب تقبل الممثل ليكون مطرباً .

والحقيقة أن كثيراً من الممثلات عانين من قلة الأعمال التي تعرض عليهن لذلك تحول البعض للغناء لتوفير أي عائد مادي لها وأعتبر هذا إفلاساً وخطوة للوراء .

ويرى أن الفنان الراحل فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولى وشويكار وفردوس عبد الحميد عندما غنوا كان الغناء ليخدم الدور وليس أكثر من ذلك فهناك فرق كبير بين هذا الجيل وبين جيل الفنانين الشباب بالتأكيد .

ومن أمثلة ذلك نرى في السنوات الأخيرة … إتجاه الفنانة لقاء الخميسي للغناء فقد قدمت حفلاً مع فرقة ” فؤاد ومنيب ” في مكتبة الإسكندرية ثم عادت وشاركت نفس الفرقة في حفل بساقية عبد المنعم الصاوي بمصر ، فقد قامت بتجربة الغناء ولم تقدم سوى أغنية واحدة .

وأيضاً الفنانة لقاء سويدان بدأت مشوارها الفني من خلال بوابة التمثيل وقدمت العديد من الأفلام السينمائية والمسلسلات وفاجأت الجمهور بحبها للغناء وبالفعل قدمت أغنية ” مش عارفة أنا ليه ” وقامت بتصويرها بطريقة الفيديو كليب وعندما أستشهد شقيقها تأثرت كثيراً وقدمت أغنية له ثم عادت لقاء مرة أخرى للتمثيل .

وعلى جانب آخر بدأت الفنانة سمية الخشاب كفنانة في عدد من المسلسلات والمسرحيات إلا أنها ذكرت أكثر من مرة أنها جاءت من الإسكندرية للقاهرة لكي تغنى ولكنها نجحت في عالم التمثيل وقدمت عدداً من المسلسلات مثل ” الحقيقة والسراب ” و ” يا أنا يا أنت ” و” الضوء الشارد ” ومن أهم أفلامها ” حين ميسرة ” و “عمارة يعقوبيان ” … وبعدها أتجهت سمية الخشاب للغناء وبالفعل قدمت ألبوم كاملاً بعنوان ” عايزاك كده ” ثم أتجهت لتقديم الأغانى الخليجية وخاصة لأن جمهورها كبير في دول الخليج وآخر أغنياتها باللهجة الخليجية أغنية ” يا مسكين ” من كلمات أسير الرياض وألحان محمود الخيامى وتوزيع مدحت خميس وقام بإخراج الكليب رندا قديح .

والغريب والمدهش في الأمر هو توجه الكثير من الفنانين خاصة من مصر وبلاد الشام في السنوات القليلة الماضية للتحول للغناء باللهجة الخليجية ، وإقامة الحفلات الغنائية الصاخبة في دول الخليج .

وأشهر تلك الحفلات التي تميزت بحضور ضخم وغير مسبوق هي حفلات الفنان محمد رمضان الذي بدأ حياته الفنية بأعمال المسرح والسينما والدراما التلفزيونية وتحول جزري ليقدم بعد ذلك أعمال فنية غنائية غير معتادة له مثل أغاني المهرجانات !!!

والشىء المثير للتساؤل والإهتمام أن تلك الأغاني حققت أرقام قياسية غير مسبوقة في نسب المشاهدة على كل صفحات السوشيال ميديا وخاصة اليوتيوب !!!

 

والحقيقة أنه لوحظ في السنوات القليلة الماضية توجه المطربين لدول الخليج وكأنها صارت موضة هذا الجيل !!! فقد صار يواصل العديد من المطربين والمطربات حالياً الإتجاه إلى الغناء باللهجة الخليجية وهو الأمر الذي بدأه عبد الحليم حافظ بأغنية « يا هلي يا هلي » ، التي غناها في إحدى زياراته إلى الكويت ، وبعدما كانت الأمور تأتي على إستحياء من خلال أغنية أو أثنتين على مدار تاريخ الفنان ، أصبح غالبية المطربين يحرصون – خاصة في السنوات القليلة الماضية – على تقديم أغنية أو أغنيتين في الألبوم الواحد باللهجة الخليجية ، وفي موازاة هؤلاء يسعى آخرون إلى إصدار ألبومات كاملة باللهجة الخليجية كما حدث مع أصالة وأنغام وديانا حداد .

يرى كثيرون أن قيام المطربين المصريين أو المغاربة أو الشوام بالغناء الخليجي يعد نوعاً من المغازلة الصريحة للجمهور الخليجي ، ومحاولة لتسويق ألبوماتهم داخل الأسواق الخليجية بعد الركود الكبير الذي أصاب مبيعاتهم في الحدود الجغرافية لدولهم .

وقد قالت أصالة التي طرحت خمسة ألبومات خليجية عبر مشوارها ، إن لها جمهوراً خليجياً يستمع إلى أغنياتها ، ودائماً يطالبها بتقديم ألبومات كاملة باللهجة الخليجية ، وهو ما تسعى لتلبيته ، خصوصاً وأنها تؤمن بأنها فنانة عربية تهتم بكل الجمهور العربي .

ونفت أن يكون تقديمها للألبومات الخليجية بسبب المقابل المادي الكبير ، وقالت : الكلمة الخليجية تعبر عن مشاعر لا تعبر عنها لهجة أخرى ، وأنا فخورة بأغنياتي الخليجية ، وأجري في الألبوم الخليجي أقل بكثير من أجري في الألبوم العادي لأن توزيعه يقتصر على دول الخليج ، ومع ذلك يوفر لي إنتشاراً ويحافظ على تواجدي في منطقة الخليج .

وترى أنغام التي قدمت العديد من الأغنيات الخليجية ، كما قدمت أغنيات شهيرة لمحمد عبده في حفلاتها ، أن الجمهور الخليجي يمثل شريحة كبيرة من الجمهور العربي ، وقالت : سواء قمت بالغناء باللهجة المصرية أو الخليجية فكلها لهجات عربية والكل يفهمها ، وطالما أنني قادرة على الغناء بلهجات غير المصرية فلماذا لا أقدمها ؟ ، وليس من العيب على المطرب أو المطربة أن يفتح سوقاً جديدة لنفسه بحثاً عن المال والشهرة والجمهور ، خصوصاً وأن المطربين يمتهنون الغناء ويحترفونه ويتكسبون من ورائه ولا يتعاملون معه كهواة .

وقالت نسمة محجوب التي قدمت أغنية « الحفل » في ألبومها « هتقوللي أيه ؟ » : أنا من عشاق حسين الجسمي وأحترم مشواره الفني كثيراً ، كما أنه شجعني على الغناء باللهجة الخليجية في ألبومي الأول والأخير، وحينما وجدت مطربات غير مصريات مثل يارا ومريام فارس ونوال الزغبي وأصالة يغنين باللهجة الخليجية وكانت أغنياتهن ناجحة قررت الغناء الخليجي ووجدتها تجربة ممتعة ومثيرة .

وأضافت : أحببت الجو الخليجي حين ذهبت إلى الخليج ، خصوصاً بعدما وجدت جمهوراً كبيراً هناك يعشق صوتي ويتمنى سماع أغنية لي بالخليجية ، وهو ما حرصت عليه في الألبوم .

أما خالد سليم الذي قدم العديد من الأغنيات باللهجة الخليجية منها « قالت أحبك » و « زعلان » و « لا ليلة ولا يوم » و« أنا عاشق » ، فأكد أنه يتقن اللهجة الخليجية بصفة عامة ، والكويتية بصفة خاصة بسبب نشأته في الكويت حيث كان والده يعمل هناك ، وقال : من الطبيعي أن أغني بالخليجية لأتواصل مع جمهوري هناك ، من دون أن يؤثر ذلك على أدائي باللهجة المصرية ، حيث لم تعد هناك حواجز جغرافية بين الشعوب ، كما أسهمت الفضائيات في إنتشار اللهجة الخليجية على المستوى العربي .

وأوضح أن اتجاه بعض المطربين مؤخراً إلى الغناء الخليجي يعد أمراً طبيعياً في ظل حالة الركود الخانقة التي تعاني منها سوق الغناء المصرية في ظل الظروف الحالية ، وأشترط أن يكون لدى المطرب المقومات الأساسية للغناء باللهجة الخليجية ، وإلا سيفقد مكانته سواء في الخليج أو في مصر .

وقالت وعد البحري ، التي قدمت أغنية خليجية عنوانها « أنام شلون » ، من كلمات علي الغامدي وألحان أحمد محيي ، إنها تعقد جلسات عدة مع الشعراء والملحنين المتخصصين في الأغنيات الخليجية لإختيار عدد من الأغنيات الأخرى الخليجية .

وأرجعت إتجاهها إلى الأغنية الخليجية إلى أن جمهور الخليج ذواق ويحترم الأغاني الأصيلة ، وقالت : أشعر بإنتمائي العميق للشعب الخليجي وفنونه ، وأتوحد معهم من خلال التواصل المستمر المبني على الصداقة والمحبة والود ، والجمهور الخليجي بشكل عام ذواق ويحترم الطرب الأصيل ، ويعشق الأغاني والقصائد والأشعار ويستنكر الفن الهابط .

وأكدت آمال ماهر ، أن ما دفعها إلى الغناء باللهجة الخليجية في « أنا إنسانة » وديو « للزين سر» مع عبد المجيد عبد الله ، كان حبها لتلك اللهجة إلى جانب عشقها لمطرب العرب محمد عبده الذي تعتز بالغناء له .

أما أماني السويسي التي قدمت ألبوماً كاملاً باللهجة الخليجية ، فترى أن الأغنية الخليجية متميزة على مستوى اللهجة والكلمة المعروفة برقيّها ونظافتها ، وهو ما يدفعها إلى غنائها .

وقال الملحن خالد نبيل إن الغناء باللهجة الخليجية ليس جديداً على المطربين المصريين الذين أتجه عدد منهم مؤخراً إلى اللون الخليجي بسبب الركود الذي تشهده الساحة الغنائية في مصر ، وهو ما دفع البعض إلى البحث عن سوق جديدة نظراً لضيق السوق المصرية في الوقت الحالي .

 

وهنا يطرح السؤال نفسه :

خلجنة الأغاني وأغاني المهرجانات : هل هي موضة الجيل أم كارثة تهدد الفن المصري ؟!

1

0

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.