خواطر الإعلامية مروة مطر بين الواقع والمأمول

 
بقلم الإعلامية/ مروة مطر

تختلفُ ظروف الحياة من إنسان وآخر، وتختلف أهدافهم وغاياتهم أيضًا باختلاف تلك الظروف الحياتية، وتتنوّع طريقة كلّ إنسان في مواجهة هذه الظروف والوصول إلى الأهداف المنشودة وتحقيق الغايات المأمولة، فإذا ما وجد في نفسه الإرادة والطموح استطاع العبور، واستطاع الوصول إلى النجاح والسعادة، هذان الهدفان هم تقريبًا جلُّ ما سعى كلُّ البشر للحصول عليه في حياتهم.

من حقك أن تحلمَ، ولكن ليس من حقك أن تجبرَ الآخرين أن ينفِّذوا لك أحلامك، حلمك أنت الذي صنعتَه دون أن يشاركك في صناعته أحدٌ، فلا جرم أنك وحدك من عليه تحويل هذا الحلم إلى حقيقة، فإنِ استطعتَ ذلك تكون قد قَدَّمْتَ لنفسك إنجازًا كانتْ تتوق إليه ولو يومًا من الأيام، وإن لم تستطع فلن تكونَ شديد الندم حينذاك؛ لأنك اعتمدت على نفسك فقط، فتلك حقيقتك وهذه قدراتك، لم تمكنك من كل ما تريد.

كن حكيمًا، وخُذ من تلك الأحلام ما يُمكن تحقيقه، ولا تُمَنِّ نفسك بما ليس لك فيه يد فتدفعها إلى اجترار أحزان وآلام دائمة، فالمرارةُ التي تملأ أنفسنا حين نفشل في الوُصُول إلى ما نطمح ما كان أجدرها ألَّا تعرف طريقها إلينا لو أننا لم نَسْعَ إلَّا للوُصُول إلى ما نستطيع.

أغلق عينيك على ما لم يَتَحَقَّق من آمالك، وافتَحْها دائمًا على ما تحقق منها؛ لأن ما تحقق هو فعلًا أمامها يمكنها أن تراه، أمَّا ما لم يتم فهو في الظلام لا يدركه بصرُك إلاَّ بعد أن يقعَ عليه بصيص من الضوء.

من الظلم يولد العادلون، من أغوار الجهل قد ينبت العلماء، من دماء جراح لا تندمل وصراخ آلام لا تهدأ قد يبزغ فجر الراحة الأبدية. لذلك؛ الأمل هو سرّ الحياة ودفق القلب، وهو الطاقة الدافعة للسعي في الحياة، وهنا جمعت لكم اجمل وافضل الخواطر التي كتبت عن الأمل.

لماذا لا نتعامل مع أنفسنا ومع حياتنا كلها بمثل ما نتعامل مع بيوتنا؟ كأن نؤثثها بأفضل وأجمل وأفخم الأثاث، أن نؤثثها على ذوقنا وكيفما يريحنا. أن نعيد صيانة أنفسنا من جديد كل فترة وأخرى، مثلا نرمم مواهب قديمة، نطور مهارات جديدة، نكتسب علاقات اجتماعية أفضل، نمارس الرياضة، نمارس التأمل، نقرأ، نرقص، نتعلم العزف على آلة موسيقية أو أي فعالية تضيف شيئا جديدا على حياتنا. ومن المهم دائما أن نحافظ على نظافة هذه الحياة من الشوائب، من السموم البشرية، من الفيروسات الاجتماعية، من القلق المُفرط، من ضغوطات العمل، ومن الأشخاص الذين يفسدون بهجتنا.
وهذا لا يجعلنا أن ننسي أن الحياة تشبه الرواية الطويلة، في بعض صفحاتها يكون الفرح والأمل، وفي بعض صفحاتها يكون الملل، وفي بعض صفحاتها يكون الحزن، كما تضم أبطالًا وقصصًا وحكايات، لذلك يجب على كل شخص أن يُحسن قراءة حياته كي يعيش سعيدًا فيها، وأن يُحسن استغلالها بالصورة الأمثل كي تظلّ حياته مشرقة، لأن الأيام والليالي لا تتكرر أبدًا، وما يمضي من الحياة لا يعود، وهي مثل القطار السريع الذي لا ينتظر أحدًا، ويقول الشاعر في وصف الحياة وما فيها: والناسُ همُّهُمُ الحياةُ ولا أرى طول الحياة يزيد غيرَ خبالِ وإذا افتقرْتَ إلى الذخائرِ لم تَجِدْ ذخرًا يكون كصالحِ الأعمالِ.

هناك كثير من الأفراد من يمضون حياتهم بأكملها بدون هدف محدد فكما يقولون يأكل ليعيش ويعيش ليأكل وهذا بالفعل أمر خاطئ فالحياة مليئة بالنشاطات والأعمال التي يمكن للفرد تحقيقها والنجاح فيها ومن ثم الإحساس بقيمة الحياة وجوهرها الثمين، فقط تحديد الهدف هو أيقونة السر ولذلك فإن الأفراد الذين ليس لديهم هدف تكون حياتهم مليئة بالحزن والاكتئاب والملل والكثير من أوقات الفراغ المهدرة بغير فائدة.

فمن الضرورة أن نعتبر أن تحديد الهدف من البداية هو سر النجاح فلو حدد كل فرد منا هدفه في حياته الذي يسعى للوصول إليه فإنه سوف يكرس حياته من أجل النجاح في الوصول لذلك الهدف وبذلك يكون للحياة معنى ولون وتكون مليئة بالحيوية والنشاط وعند وصول الشخص لمراده وتحقيقه لهدفه فإنه ينسى كل التعب والإرهاق وتسيطر فرحة النجاح على كيانه.

صدقا ما أجملها الحياة!
الحياة لا معنى لها إن عشت لنفسك فقط ، ولا معنى لها إن عشت وحيداً ..
الكون عبارة عن أمم وشعوب وقبائل مختلفة لنتعارف لنتجانس ليخرج كل منا أروع ما فيه من حب وإنسانية ونجاح وعلم وعمل وسلام ..

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.