( خَمْـرِيَّة ) بقلم الشاعر السامق /محمد سليم خريبة

( خَمْـرِيَّة )

بقلم الشاعر السامق /محمد سليم خريبة

بِصَبَايَا الحلم تحْيَـا مُهْجَتى تَنْشُرُ النُّـورَ ، بِيُمْنِ الأيْمَنِ
زَادُهَا عِشْـقٌ نَيِبلٌ ، غَايَتى مِنْهُ مَجْلى مِن جِـلاءِ الأعْيُنِ

يَا حَبِيبى ، قُلْ لِلَيْـلَى إِنها لم تَزَلْ لَيْلَى عَلَى طُولِ السَّفَرْ

نَشْوَةٌ هَيْمَى ، يُرَوِّيهَا النُّهَى وَيَقِيهَا القَلْبُ إِيهَـامَ الغِـيَرْ
كُلَّمَا حَنَّتْ تَرَاءَى حَوْلَهَـا لَهِفُ

الوَجْـدِ مَهِيبًا ذَا خَفَرْ
وَوَجِيبٌ لَيْسَ يَدْرِى لَوْ سَهَا مَا الذِى يَجْرِى بِقَلْبٍ مُنْفَطرْ

هُوَ يَقْظَانُ الرُّؤَى ، رَانٍ إِلى مَا يُرَى ، يحمِى نَقَـاءَ المأْمَنِ

لا تجادِلْ فى هَوَاهَا مَنْ خَلا مِنْ

سَنَا الرُّوحِ وَذَا نَفْسٍ تهُونْ
خُذْ جَنى الإقْبَالِ عَنْ حُبٍّ وَلا تخشَ مما كانَ ، أَوْ مَا لا يَكُونْ

وَتَفَيَّأْ ظِلَّ أَعْطَــافٍ حَلا حَوْلهَا مَا طَيَّبَ الوَصْلُ الحَنُونْ
لكَ مِنْ لَيْلاىَ شَهْدٌ أَوْ طِلا مِنْ هَ

، إنَّهُ الصَّفْوُ الهَتُونْ
حَىِّ نُورَ اللهِ فى صَرْحٍ عَلا مُعْلِيًا نُبْلَ الهـوَى فى مَوْطِنِى

حُسْنُ لَيْلَى مُنْذُ لاقَانَا صَبَا مُغْرَمًا بَاقٍ وَضِىءَ الذِّكْرَيَاتْ
فَتَهَلَّلْ بَيْنَ أَفْنَــانِ الصِّبَا وَشَبَابٍ صَانَ عَهْدَ الأُمْنِيَاتْ

وَجمالٌ مِنْ جمـالٍ ، مَا خَبَا مِنْهُ نُورٌ رَغْمَ تِلْكَ الْمَاضِيَاتْ
وَعُيُونٌ حَرَسَتْ فِيـهَا الرُّبَا حُلُمًا

فى الْذِّكْرَيَاتِ البَاقِيَاتْ
وَصْلُ حُبٍّ عَزَّ عَزْمًا وَغَلا قِيَمًا فى النُّبْـلِ ؛ إِذْ لم يَنْحَنِ

عَمِرَتْ لَيْلَى لَيَالى العَاشِقِينْ

سَامَرَاتٍ ، عَامِرَاتٍ بِالبَـهَاء
تحتَسِى مِنْ وِرْدِهَا رِىَّ السِّنِينْ تحتَفِى بِالحالِ فى رَحْبِ الضِّيَاء

تَتَسَلَّى عَنْ تَبَـارِيحِ الْحَنِينْ قَبْلَ لَيْـلِ الوَصْلِ أَيَّامَ الرَّجَاء
وَتُؤَاوِيهِمْ بِإِيـوَانِ اليَقِـينْ فى

صَلاةٍ رَحْبُهَا وَادِى النَّقَاء
وَتَسَابِيـحُ الرِّضَى تَعْلُو عَلَى طُهْرِهَا ، فى نُورِ حُسْنٍ رَاقَنِى

قُلْ لأَهْلِ الحبِّ مَرْحَا أَقْبِلُوا قَاسِمُونَا الحُسْنَ فى وَادِى الرِّضَا
سَارِعُوا هَيَّا تَعَالَوْا وَاغْسِلُوا

مُهَجًا فَاءَتْ ، فَأَلْقَتْ مَا مَضَى
خَلِّصُوهَا مِنْ غُـلاةٍ أَوْغَلُوا أَلْزَمُوهَا السَّيْرَ فى وَادِى الغَضَا
أَرْهَقُوهَا ، أَوْجَعُوهَا عَاظَلُوا

فَاصْفَحُوا بِاللهِ فَالأَمْسُ انْقَضَى
لا تُجِيلُوا اللحْظَ فى حِينٍ سَلا أوْ قَلَى ، أوْ ضَلَّ لَحْظَ الأعْيُنِ

يَا حَبِيبى ، يَا هَوَى لَيْـلَى ، أَنَا أَنْتَ ، فَاهْنَأْ يَا حَبِيبى ، وَاقْتَرِبْ
جَدِّدِ الأَحْـلامَ ، فى وَادٍ رَنَا لَكَ ،

وَاتْرُكْ سَهْمَ حِينٍ لمْ يُصِبْ
حَسْـبُنَا أَنَّا وَلَيْــلانَا هُنَا وَهُنَا المحْيَـا ، مَتَى نَهنَـأ يَطِبْ
وَندَامَى الحُبِّ مِنَّـا ، حَوْلَنَا وَحُمَيَّا الوَجْدِ إِنْ تُسْأَلْ تُجِبْ
قَدْ تَوَلَّى عَنْ رُبَانَا مَنْ قَـلَى وَاتِّسَاعُ النُّــورِ حُرًّا صَانَنِى

فى رِيَاضِ الحسْنِ أَطْيَافُ الصَّفَا جمَِعَتْ ألوانَُهـَـا فى نَرْجِسِى

صَاغَهَا النُّورُ ، وَحَيَّا وَاحْتَفَى مُوقِظًا جَفْنَ الجمَـالِ النَّاعِسِ
رَامَهَا السَّوْسَنُ تَيَّـاهًا ، هَفَا

يحْتَسِى خمرَ التَّجَـلِّى الْمُؤنِسِ
وَأَتَى الليْلَكُ يُصْفِيـهَا الوَفَا بَاعِثًا طِيبَ الرِّضَى فى الأَنْفُسِ
فَتَعَالَ امْلأْ كُئُوسَ الرُّوحِ لا تَهِمْ ،

لا لا ، اسْتَزِدْ بِالأَحْسَنِ

لَيْلُ لَيْـلَى مُرْتَقًى لِلْمُـرْتَقَى بِشِعَابِ الْحُسْنِ ، فى نُبْلِ الهوَى
رَوْحَةٌ لِلرُّوحِ ، فى حَىِّ التُّقَى

تَحْتَمِى بِالْحَىِّ مِنْ غَىِّ السِّوَى
تُجْزِلُ الرِّى ، وَتَرْعَى مَنْ سَقَى وَتَقِى الأَحْبَابَ أَوْجَاعَ الْجَوَى

وَقُصَارَى رُوحِهَا أَنْ تعْشَـقَ عِشْقَهَا الأَرْقَى نَقِىَّ الْمُـرْتَوى
حَسْبُ لَيْـلَى أَنهَـا نجْمٌ عَلا

بِالهَـوَى ، فى مَلْكِ مُلْكٍ صَيِّنِ

قُمْ وَعَجِّلْ ، وَتجَاوَزْ ” رَبما ” لا تَقِفْ عِنْدَ ” لَعَلَّ ” أَوْ ” عَسَى “

يُوهَبُ الحبُّ لِذِى قَلْبٍ سَمَا أَيْنَ وَلَّى ، أَوْ تجَـلَّى ، أَوْ رَسَا
هَاكَ ، وَامْنَـحْ ، وَتَيَقَّنْ أَنَّمَا مَنْحُ

لَيْـــلانَا يَظَلُّ الأَنْفَسَا
رُوحُهَا رَوْحٌ ، وَمَجْلاهَا حِمَى وحرىٌّ بالحــمَى أن يُحرَسَا

أَوَ لَمْ تعرِفْ هَوَى لَيْلَى ؟ بَلَى فَتَهَــلَّلْ بَيِّـنًا فى بَــيِّنِ

بِصَبَايَا الحلْمِ تحْيَــا مَهْجَتى تَنْشُرُ النُّــورَ ، بِيُمْنِ الأيْمَنِ

حَالُهَا عِشْـقٌ نَبِيـلٌ ، غَايَتى مِنْهُ مَجْلى فى مَجَـالى الأَعْيُنِ
* * *
ــــــــــــ( 107 )ــــــــــــ
ديوان ” نشر الظـلال ” ، شعر / محمـد سليم خريبة

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.