داليا السبع تكتب … درس وتكليف

درس وتكليف

داليا السبع

في معترك الحياة مواقف كثيرة قد تُلحق بالإنسان وهو يواجهها الكثير من الانكسارات، مواقف صعبة في بعض الأحيان على الاشخاص تحمل ما قد تحدثه من صدوع في النفس البشرية ،

أزمات قد تكون غير متوقعة تغّير تكونك النفسي بشكل كبير ونظرتك للأمور حتى طريقة تناولك لها ، قد تجعلك شخصاً متشائماً لا تعطي نفسك حتى الفرصة في إيجاد الحلول الإيجابية لها، ليس هذا فحسب وإنما تجعل منك شخصاً ناقماً على كل ذي قيمة جمالية من حولك، سترى فقط النصف الفارغ من الكوب دائما، ترى البقعة السوداء في اللوحة البيضاء الصافية، نظرة تجعل من الشخص إنسانا منفّراً بشكل كبير والذي ليس بالضرورة أن يكون شخصاً لا يتمتع بمقومات النجاح، ما المنتظر من شخصيات متقوقعة بنفوس متشائمة غير الافكار السلبية والإسقاطات النفسية التي قد يصدرونها وبمنتهى المتعة للأخرين.

المواقف والازمات سبب رئيسي في التغيرات النفسية والسلوكية البشرية قد تخلق شخصاً محارباً للظروف يبحث الحلول ولا يستسلم للهزيمة يحفر لنفسه بالمثابرة والاصرار والعزيمة ورفض الانكسار مكانة داخل المنظومة الحياتية الناجحة

النظرة المحايدة للنفس البشرية ومحاسبتها أولاً بأول قد تفيدك وبشكل كبير في تقيم الأمور ووضع القواعد التي تسعى وأن تطبقها في حياتك لتحقيق ذاتك تضمن لك التعامل السوي مع الأخر ،الجميع لا يحيى في المدينة الفاضلة لست معصوماً من الأخطاء ولست بالمنزهِ عن الأفعال السيئة فأنت بالضرورة في مرحلة ما من مراحل حياتك كنت سيئاً بشكل أو بأخر، فربما قصّرت مع الاخرين بنصيحة عندما احتاج البعض لمشورتك، ربما لم تمد يد المساعدة لمحتاج في وقت ما وأنت كنت تستطيع مساعدته ربما تنازلت عن مبادئك في سبيل تحقيق أهدافك ربما أغمضت عينيك عن رؤية الخطأ و ارتضيت تطبيق المثل الشعبي اليباني للقرود الحكيمة الذي يربط بينها وبين حسن التصرف والكلام والتصرف السليم ” لا أري شراً لا أسمع شراً لا أتكلم شراً ” هذه الحكمة التي استخدمها الكثيرين بمعنى البحث عن المخالفة وتطبيقها وادعاء الجهل بمعنى أنا أعرف الحقيقة ولكني لا أراها أعرف الخطأ ولكني لن أقر بوجوده فأنا لا أراه بهذا يقع الانسان سجينا لأفكار شخصية سلبية من أجل تحقيق مكاسب وهمية ،ليس عليك محاسبة الأخرين على ردود أفعالهم وشكل معاملاتهم ابحث في ذاتك واجعل أسس التعامل هو الفكر السوي والنفسية السليمة التي تحسن الظن بالأخر

ضرورة تربية الجيل الجديد على زرع القيم السوية الكفيلة بخلق جيل بمجموعة من المقومات النفسية السليمة، نعيش الحياة والواقع لا المدينة الفاضلة المستحيل تحقيقها في مجتمعاتنا. لكي نطلب المعقول لا تسعى للمستحيل تحقيقه فلابد وأن نزرع في أبناءنا التعامل السوي السليم ، فهو ما يميز جنسك البشري عن غيره ف “الإنسانية تشكل كائناً جماعياً يتطور مع الزمن” قول الفيلسوف الإجتماعي “أوجست كونت “، هناك صفات عديدة على الشخص أن يتحلى بها كي لا يفقد إنسانيته ويسقط من هذا التصنيف، الإحسان والإيثار تفضيل الأخر على النفس وتقديمه عليها ، الاحترام أي كيف تحترم الاخر في تعاملاتك، الرحمة والتعاطف الأخوة البعيدة عن تقيمات الشكل واللون والعرق والدين، تقبل الأخر فقط كما هو أساس الإنسانية الحقة تخلق الانسجام بين الأفراد وبالتالي بين المجتمعات وبعضها، اعمل جاهداً على التفرقة بين الجيد والقبيح بين من يدفعونك للأمام وبين من يحاولون جاهدين استخراج ما بداخلك من قبح تعامل بإنسانيتك مهما كلفك ذلك خلقنا الله بشرا من روحه خلائف على الأرض فالنرتقى على قدر هذه المكانة وهذا التكليف

قد يعجبك ايضآ

التعليقات مغلقة.