داليا السبع تكتب ” عما نبحث داخل الدوامة”

 عما نبحث داخل الدوامة

 داليا السبع 

“دوامة الحياة” كثيراً ما نستمع لهذه العبارة دائمة التكرار على لسان الجميع، المتعب المكدود في الحياة وكذا المُنَّعم فيها، دوامة الحياة جملة حينما تخالط التفكير تدعونا للتأمل للحظات، كيف يعيش الإنسان دوامة كبرى؟ ندور مع عواصفها التي لا تنتهي لقرار لا نهاية له، ركد وسعى هى الحياة تعب وعرق، وبحث دون توقف تُرى عن أي شيء ؟ عن جوهر السعادة، نعم أعتقد أن أغلى ما قد يحلم به الإنسان السعادة الحقيقية، لا مكان للأحزان مطلقاً لا مجال للهموم أن تخترق الفؤاد حياة مثالية خالية من العيوب هل هذا يجوز هل يحدث حقا؟

‏حينما تنقشع الغيوم المتزاحمة بعقل الإنسان الباحث دوماً وأبداً عن السعادة تُرى ما الذي يتكشف أمامهُ حتى يرى الحقيقة كاملة دون نقص أو مواربة؟أين هى حقيقة السعادة؟ ومتى تكون سعيداً؟

هل عندما تحصل علي ما تريد ؟ وماذا بعد أن تحصل عليها هل يقتنع الإنسان بما يحصل عليه لا اعتقد ذلك فهو دائم البحث عن جديد كونه ملول لا يستصيغ مالديه لوقت طويل يبحث دائما عن التغير وهذا يقودنا لسؤال هام ما هى عوامل السعادة الأبدية؟ وهل تجوز أبدية في شيء ما داخل حدود حياة فانية؟

اعتقد السعادة مرهونة بمعطيات نفسية، وقناعات شخصية، نتاج تجارب إنسانية تلخص السعادة في الرضا بقضاء الله ومصاحبة الزمان تقبل مراحله المختلفة ومايأتينا به، والتعايش دون رفض الواقع والتعامل معه دون أن يجتاحك الملل، لابد وأن تركل الضجر قدر طاقتك، لأن تدفق سيول الضيق يحبس أنفاس الأمل يهدم سقف تخيلك ويسمم خيول أحلامك، فدع ما في جعبة الأيام سيتكشف مع دوران عقارب الزمن، تلك الحقيقة الوحيدة التي لا تتبدل أو تتأخر أو تركض في اتجاهات معاكسة.

‏دع عنك عناء التفكير طويلا متي وكيف ومن أين ؟ تساؤلات تريق دماء الحياة بملل وتقتل ومضات الفرحة تقتلع نبت السعادة، النظرة في عين كبير يدعوا لك، بسمة طفل تبهج روحك، دعوة لك بظاهر الغيب وتربيت على كتفك يقتل الهموم من “أمك” محبة أبناءك تغذي وريد أيامك، دنيانا زوال والبقاء سراب علمتني الحياة السعادة في الصحة والرضا فاسعد بما لديك تطيب لك الحياة .

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.