داووا أنفسكم بالكتابة

صحيح أن أساليب الكتابة إختلفت عن ذي قبل ولكن تظل الكتابة دواء للروح …كيف أبدأ؟ولمن أكتب؟

هذا المقال سيداعب أناملكم لتعودوا للكتابة من جديد إن كنتم ودعتموها وستزيدكم حظاً منها إن كنتم لا تزالون تستمتعون بممارستها.
عندما كنا صغار كانت واجباتنا المدرسية تدغدغ أصابعنا الصغيرة ،وأقلامنا الخشبية تجعلها تنتفخ وتتأذى من طولها وصعوبة إنجازها ،ومن الطبيعي أن هذه الخبرة السيئة جعلت الكثير منا يتهربون من الكتابةكلما تقدمنا في العمر .

ولكن يظل لدى البعض الشغف بها ومحبتها محبة لا تقل عن حبهم للحديث والكلام بل وتزيد في كثير من الأحيان .إذ أن الكتابة والتي يلجأ إليها الانسان ليعبر عما بداخله وتفسح المجال لكلماته التي قد ينعقد لسانه عن النطق بها ،وتجعله ينطلق ويعبّر ،فتريحه بتعبيره المطلق عن مشاعره وإن كان يكتب لذاته ،ولن يقرأ له أحد .وكثيرا عندما كنا في سن المراهقة _وهذا ما يحدث في الأغلب _نكتب مشاعرنا ورسائلنا لمن نحب لتصله أو لا تصل المهم أن نكتب لنستريح وعلى النقيض فهناك من يرى أن ذلك الأمر افشاء مزعج للأسرار ،وربما تكبد صاحبه المشاكل ؛ إن وجده أحد وقرأ مافيه (فلا داعي للفضائح )كما يقال ولكن الواقع وجود هذه الأسرار بدواخلنا قد يؤلم ويتعب نفسياتنا خاصة في هذا السن الحرج ،وأذكر أنني عندما كنت في عقدي الثاني كنت كثيراًما أحلم بفتاي الذي سأحب وكنت أترجم أفكاري لكتابة ورسم عندما وقعت في يد شاب من حارتنا ظنني عاشقة ولهة والأمر لم يكن أبعد من أحلام يقظة  وبالمناسبة لي لم أكن أستحي من طرحها لأصدقائي لتدور بينهم بالتوالي ليقرأوا جديدي إلا أن الرعب كل الرعب أن تقع في يد والدي بالرغم من كون عمي كان يتابعها ويستمتع بقراءتها ويشجعني.

ولذا فعلينا كآباء أن تهتم بدفع أولادنا للكتابة منذ الصغر وإن كان الأمر غير محبب لديهم إطلبوا منهم كتابة شكواهم في ورقة وإن كان من إخوانهم وقت غيابكم ،وناقشوا معهم مشاكلهم وخططهم من خلال الكتابة  ،بل واجعلوهم يدونوا حتى مشاعرهم الغاضبة تجاه أحكامكم عليهم ،وتقبلوا النقد من خلال كتاباتهم أكثر من تقبلكم إياه في حواراتكم معهم كي يتعلموا التأني وحسن الطرح .فجد الأمر مهم وستجدون في أنفسكم سعة صدر أكبر في الإصغاء إلى مايكتبون .وبادروا بالإيضاح لهم كتابيا تشجيعاً ودعماً لهم …

صدقاً الكتابة ملاذ للروح ومن يعرف !ربما تكتشفوا في أنفسكم يوماً كاتب مبدع ،أوفي أطفالكم صحفي موهوب ويكفي أن الصفحات تحمل عن أدمغتنا الملتهبة وقلوبنا التي أجهدت من ثقل مشاعرها.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.