“وتقابل حبيب”.. دراما متكاملة تعيد التوازن إلى المشهد الفني  

الدراما القوية لا تقتصر على حبكة جيدة فحسب، بل هي نسيج متكامل تنصهر فيه كل العناصر الفنية لصنع تجربة متماسكة ومؤثرة.

كتبت ريهام طارق 

في مسلسل “وتقابل حبيب”، الذي يعرض ضمن الموسم الرمضاني 2025، قدّم الكاتب المبدع عمرو محمود ياسين سيناريو محكمًا يتميز بحوار ذكي و متزن، بعيد عن المبالغة والتصنع، مما يمنح الشخصيات عمقًا واقعيًا يجعلها أقرب إلى الجمهور. هذه السلاسة في الكتابة تفتح أمام الممثلين مساحة إبداعية حقيقية، انعكست في أداء متقن وطبيعي، الأمر الذي أضاف للعمل مصداقية وتأثيرًا أعمق.  

اقرأ أيضاً: “وتقابل حبيب”.. دراما تطيح بالمنافسين وتعيد صياغة معايير النجاح!

نص راقٍ يعيد للدراما رونقها  

تميز عمرو محمود ياسين، بقدرته على صياغة نصوص تحترم عقلية المشاهد، وهذا ما يتجلى بوضوح في “وتقابل حبيب”. فالحوار سلس وعميق، يحمل مشاعر إنسانية حقيقية دون اللجوء إلى الإثارة المفتعلة أو اللغة المبتذلة. هذا النهج الراقي يعيد التأكيد على أن الدراما الهادفة لا تزال قادرة على تحقيق النجاح والتأثير عندما تُبنى على أسس فنية متينة. 

 

 

المخرج محمد الخُبيري.. رؤية إخراجية تمنح العمل بعدا بصريا خاصًا  

برع المخرج محمد الخُبيري في تقديم رؤية إخراجية متقنة، توظف زوايا التصوير والإضاءة بذكاء لصياغة أجواء درامية غنية تعزز التجربة البصرية، براعته لا تقتصر على الجوانب التقنية، بل تمتد إلى توجيه الممثلين بدقة، مما ينعكس في أداء طبيعي ومتوازن، يمنح العمل طابعًا واقعيًا متماسكًا.  

لكن قوة النص وحدها لا تكفي، فالإخراج هنا يلعب دورًا جوهريًا، يمتلك محمد الخبيري، عينًا فنية قادرة على التقاط التفاصيل الدقيقة التي تصنع الفارق، سواء في تعبيرات الممثلين أو ضبط إيقاع المشاهد، مما يحافظ على التوازن الدرامي دون مبالغة في الانفعالات، هذه الرؤية الإخراجية لا تكتفي بإبراز جماليات الصورة، بل تُلهم الممثلين لتقديم أقصى طاقاتهم، ليصبح المشهد أكثر من مجرد أداء، بل تجربة درامية نابضة بالحياة تجعل المشاهد يعيش الأحداث بكل تفاصيلها، لا مجرد متابع من بعيد.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.