دروس مستفادة من تجربة الكمبيوتر اليابانى مع كارلوس غصن
كتب أحمد الدليل
تداول الإعلام فى الآونة الأخيرة الأنباء عن رجل الأعمال كارلوس غصن الرئيس التنفيذى لشركة نيسان لصناعة السيارات وإلقاء القبض عليه فى اليابان .
بعيدا عن تفاصيل وأبعاد القضية المتهم فيها غصن و التى يتهمه فيها مجلس إدارة شركة نيسان بالفساد سواء كان كارلوس غصن مذنب فعلا أو أنه مظلوم وأن هذه الإتهامات ما هى إلا مكيدة تم تدبيرها بإحكام ضد الرجل .
هذا لا يعنينا فى شىء كل ما أرجو هو النظر إلى علاقة غصن بالشركات اليابانية من منظور مختلف تماما بعيدا عن هذه الإتهامات.
فى البداية أود إلقاء الضوء على هذه الشخصية الأسطورية فى عالم إدارة الأعمال على مستوى العالم.
هذا الرجل يحمل ثلاث جنسيات فهو لبناني الأصل برازيلي الميلاد ونشأ وتعلم فى فرنسا فى أغلب مراحل التعليم حتى نال البكالوريوس فى الهندسة فى عام1978.
فور تخرجه بدأ حياته العملية بشركة ميشلان لصناعة إطارات السيارات وتدرج فى المناصب الإدارية بالشركة حتى أصبح الرئيس التنفيذى لشركة ميشلان فى أمريكا الشمالية وذلك في عام١٩٩٠.
بعد ذلك بستة أعوام أستعانت به شركة رينو الفرنسية لصناعة السيارات فتولى منصب نائب مدير عام الشركة لقطاع العمليات بالشركة عام ١٩٩٦
وظهرت بصمات غصن سريعا على مؤشرات الربحية داخل رينو حيث ارتفعت من جديد فى عام ١٩٩٧.
ثم أصبح الرئيس التنفيذى لشركة رينو فى عام ٢٠٠١ .
لكن متى بدأت علاقة غصن بالشركات اليابانية.
بعد أن أستعادت رينو عافيتها بفضل بفضل بصمات الرجل قام غصن بإقناع مجلس إدارة رينو بضخ خمسة مليارات دولار فى شركة نيسان بالإستحواذ على أكثر من ٣٦% من أسهم هذه الشركة اليابانية التى كانت تعانى من خسائر متراكمة زادت عن ٢٠ مليار دولار وذلك فى مايو١٩٩٩.
بعد ذلك فى أكتوبر١٩٩٩ قام غصن بوضع خطة لإنقاذ نيسان من الإنهيار والنهوض بها من جديد ثم تولى منصب الرئيس التنفيذى لنيسان فى يونيو٢٠٠٠ حتى يقود عملية الإنقاذ بنفسه.
فى غضون ثلاث سنوات من قيادته لنيسان تمكن من قيادتها للربحية من جديد وتعويض الخسائر فقط فى ثلاث سنوات بل حولها إلى شركة رابحة متوسط حجم مبيعاتها السنوى ١٠٠ مليار دولار.
نتيجة ما حققه من معجزات فى نيسان اليابانية عرضت عليه شركة فورد الأمريكية منصب نائب الرئيس التنفيذى إلا أن غصن رفض لأنه ما كان ليقبل بغير منصب الرجل الأول وكان ذلك فى ٢٠٠٦ .
بالطبع ما فعله الرجل مع نيسان كان إعجاز بشتى المقاييس وذلك ما جعل منه بطلا أسطوريا فى اليابان وليس أدل على ذلك من قيام الإمبراطور أكيهيتو بمنحه الوسام الوطنى اليابانى فى عام٢٠٠٤.
ثم أستحوذت نيسان بقيادة غصن فى ٢٠١٦ على ٣٤% من أسهم شركة يابانية أخرى كانت تعانى من مشاكل إدارية وهى شركة ميتسوبيشي لصناعة السيارات وبدوره تولى غصن أيضا منصب الرئيس التنفيذى لهذه الشركة أيضا.
كان ما سبق نبذة عن هذا الرجل الأسطورى فى عالم إدارة الأعمال لكن ما هى الدروس المستفادة من قصة نجاح الرجل مع الشركات اليابانية المتعثرة.؟
ماذا يتم فعله فى مصر تجاه الشركات الخاسرة والمنهارة مثلما كان الحال مع نيسان التى كانت غارقة فى الخسائر ؟
عندنا فى مصر معظم الإجابات سوف تكون …. لابد من تصفية الشركة.
ماذا كانت ردة فعل اليابانيين هل قاموا بتصفية نيسان أم أنهم قبلوا التحالف مع رينو وتقبلوا أن يقودهم رجل أجنبى من خارج اليابان طالما أن هذا الشخص مشهود له بالكفاءة من واقع ما قام من إنجازات مع المسؤوليات التى تولاها بل تم تكريمه وتقليده أعلى الأوسمة فى اليابان.
بالتالى بالنسبة لنا فى مصر لماذا لا يتم البحث عن أمثال غصن سواء من داخل مصر أو من خارجها لإنعاش الشركات الخاسرة بدلا من تصفيتها.
فعلى أرض الواقع يوجد أكثر من ٤٠شركة من شركات قطاع الأعمال العام فى نزيف خسائر مستمر بلغت ٧ مليارات جنيه هذا الرقم لا يقارن بحجم الخسائر المتراكمة لشركة نيسان عام ١٩٩٩ والذى بلغت أكثر من ٢٠ مليار دولار.
ما العيب فى الإستعانة بأمثال كارلوس غصن سواء كانوا من مصر أو من خارجها لإنعاش هذه الشركات بدلا من أن تصبح عرضة للتصفية.
لماذا لا نقتدى بقصة كارلوس غصن مع الشركات اليابانية التى نستخلص منها أن القائمون على إدارة الشركات هم السبب الرئيسى فى إزدهار الشركات أو أنهيارها لذلك يجب علينا البحث عن أمثال غصن.