دعاء سنبل… تكتب “البحث عن فضيحة”

نحن في مجتمع أصبح أهم غاياته البحث عن فضيحة  ، وازدادت هذه الظاهرة مع وجود مواقع التواصل الإجتماعي الذي يسرت إنتشار ونقل الشائعات ووجود صحف متخصصة في الفضائح أطلق عليها الصحافة السوداء ، بالإضافة إلى الإعلام الشخصي، ففي متناول الجميع كاميرا في هاتفه الجوال، يستطيع أن يلتقط وينشر الخبر بسرعة البرق، أضف إلى ذلك قلة الوازع الديني، وغياب القوانين الصارمة.

التغير في المعايير والقيم والتربية في المجتمع ، له أثر كبير في انتشار الفضيحة ،   حيث كان في الماضي إذا حدثت ازمة او جريمة مخلة لأحدى المشاهير كانت تحدث على نطاق ضيق عكس وقتنا الحالي أصبحنا لانهتم بالأخلاق ولا بالقيم الدينية و وصايا رسولنا الكريم في قوله ” «من ستر مسلما في الدنيا ستره الله يوم القيامة” ،أين الستر الذي أمرنا به الله ورسوله ،من منا بلا خطيئة من منا بلا عيوب ،  لماذا أصبحنا قاضي وجلاد لبعضنا البعض ، من أنت لتحاسب غيرك وتفشي خطاياه ، من انت لتحكم على أخلاق غيرك من موقف أو غلطة وأنت لا تعلم ما الظروف أو الموقف الذي أدى به لفعل تلك الخطيئة ، أرجوكم أعلموا جيداً أن ” من عاب أبتلى ” ولا يعلم المستقبل غير الله ، اتقوا الله في أعراض غيركم .

قال الفيلسوف نيتشه “نحن مهوسون بالفضيحة حد الخلاعة ”  ، معظم البرامج التلفزيونية لتنجح وتحصل على أعلى نسبة مشاهدة تبحث  عن فضيحة أو جريمة ضد الإنسانية لتقديمها ونفس الحال بالصحف والمواقع ، البحث عن الفضيحة اصبح اسلوب حياة كل خصم يبحث لغيره على أخطاء ، فنانة او فنان او إعلامي أو رياضي أو أي شخصان يعملون في مجالاً واحد ، كل طرف  يبحث لخصمه عن فضيحة ليبعده عن طريقه ويكون الأفضل حتى لو الفضيحة غير صحيحة لكنها بالطبع ستؤثر على حياته وعمله ، وهذا يحدث ليس مع الأشخاص فحسب ،لكنه يحدث أيضاً مع الدول وبعضها ، فنرى مثلاً الأخبار السياسية التي لا تخلو من نشر فضائح لبعض الدول والرؤساء، بهدف زعزعة مكانتهم وشعبيتهم أمام العالم، ولضرب السياحة واالأقتصاد  أحياناً وبالفعل حتى وإن كان الخبر كاذب فهو يؤثر بالسلب في المستوى المحلي والعالمي ويوقع دول بأكملها في بعض الأحيان .

حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وترجعوا إلى الله ، الفضيحة والتشهير بسمعة الغير خطيئة كبرى ، إن جميع الأديان السماوية ترفض هذه  السلوكيات الشنيعة وانتشار الفضائح أياً كانت شكلها أو نوعها ، التشهير بسمعة الناس سواء كانت المعلومة صحيحة أو إشاعة كاذبة فهو أسلوب رخيص لا يمت للأخلاق الحميدة بصلة .

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.