المحاضرة و المراقبة الدولية الدكتورة نيرمين فاروق حسن تكتب: حكم الفيديو المساعد VAR لضمان العدالة

المحاضرة و المراقبة الدولية الدكتورة نيرمين فاروق حسن تكتب:

حكم الفيديو المساعد VAR لضمان العدالة

Written By: Dr. Nermeen Farouk Hassan
⚽ صُمّمت تقنية الفار في أوائل عام 2010 تحت إشرافِ الاتحاد الملكي الهولندي لكرة القدم، واختُبرت لأوّل مرة – بشكلٍ غير رسميّ – خلال موسم 2012 – 2013 من الدوري الهولندي الممتاز، بحلول عام 2014 قدّم الاتحاد الملكي الهولندي التماسًا إلى مجلس الاتحاد الدولي لتعديل قوانينه الخاصة من خِلال السماح باستخدام النظام خلال تجارب أكثر.
⚽ وافقَ المجلس على التماس الاتحاد الهولندي وذلك خلال اجتماعٍ عُقد في عام 2016، في السياق ذاته قالَ لوكاس برود سكرتير مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم: «مع وجود كل من شبكات الفور جي والواي فاي في الملاعب اليوم … كنا نعلم أنه يتعين علينا حماية الحكام من ارتكاب الأخطاء التي يمكن للجميع رؤيتها على الفور مثلَ ما حصل مع تييري هنري حينما لمس الكرة بيدهِ ما تسبّبَ في إزاحةِ أيرلندا من التأهل لكأس العالم حيث لم يكن الحكم في وضعٍ يسمح لهم بمشاهدة المخالفة.» حينَها أُخبر رئيس الفيفا جوزيف بلاتر بشأنِ هذه التقنية لكنّه عارضها بشدة كما عارض إدخال أيّ تكنولوجيا جديدة في كرة القدم، لكن و بعدما ترك بلاتر منصبه بسبب فضيحة الفساد في عام 2015 تلقى اقتراح الڤار VAR «استقبالًا حارًا» من رئيسِ الفيفا الجديد جياني إنفانتينو.
⚽ بدأَ تجربة نظام الفار في آب/أغسطس 2016 في مباراةٍ بين فريقين احتياطيين في الدوري الأمريكي لكرة القدم، حينَها لجأ حكمُ المباراة مرتين للتقنيّة، واحدةً منهما تسبّبت في طردِ أحد اللاعبِين وذلك بعد التشاور مع مساعد الحكم في غرفة الفيديو ألن تشابمان. أُعيد اختبار التقنيّة من جديد في مباراة ودية بين فرنسا وإيطاليا، كما تقرّر الاستعانة بها في كأس العالم للأندية 2016 حيثُ كان يُسمح للحكم بمراجعة لقطات الفيديو من الشاشة على جانبِ الملعب.
⚽ تسعى تقنية الڤار بشكل عام إلى توفير وسيلة «لتصحيح الأخطاء التحكيميّة الواضحة» و«الحالات الضروريةّ التي تستوجبُ قرارًا دقيقًا»،
⚽ لازلت أحدثكم عن التحكيم بمساعدة الفيديو (video assistant referee) – VAR
‏أو حكم الفيديو المساعد، و هي تقنيّة تقوم على مراجعة القرارات التي يتخذها حكم المباراة باستخدامِ لقطات فيديو وسمّاعة رأس للتواصل معَ الحكم المُساعد عندَ الضرورة.
⚽ بعد تجربة واسعة النطاق في عدد من المسابقات الكُرويّة الكبرى، أُضيفت تقنيّة الڤار رسميًا إلى قوانين لعبة كرة القدم من قِبل مجلس الاتحاد الدولي في عام 2018، وعلى الرغمِ من إقرارها بشكلٍ رسميّ إلّا أنّ التقنية تعتمدُ على فلسفة «التداخل الأدنى مُقابل الفائدة القصوى» ما يعني تدخلها بشكل حصري في الحالات الضروريّة وذلك لضمانِ العدالة.
لا تتدخل تقنيّة الڤار بكل أطوار المباراة بل يُمكن للحكم اللجوء لها في أربع حالات فقط وهي كالتالي:
١) هدف/عدم وجود هدف: يُمكن لحكم الساحة العودة لتقنيّة الفار عندَ تسجيل أحد الفريقين لهدفٍ حيثُ يتحقّق من صحّته وما إذا كان أحدُ اللاعبين قد ارتكبَ مُخالفةً – على غرار لمس الكرة باليد أو الاعتداء على لاعبٍ آخر وهكذا.
٢) ركلات الجزاء: يُمكن لحكم المباراة أيضًا العودة إلى تقنية الفار في حال ما أعاقَ مدافع الفريق مهاجمَ الفريق الخصم أو حتى في الحالة التي يدّعي فيها هذا الأخير عرقلته وهكذا. بشكلٍ عام فإنّ الحكم يعودُ للتقنيّة حينما يكونُ هناك شكٌ في وجود ضربة جزاء لكنّه لا يُعلن عنها دومًا بل قد يُنذر في أحيان أخرى المُهاجم بدعوى «التمثيل».
٣) البطاقة الحمراء: يُمكن لحكم المباراة العودة لتقنيّة الفار أيضًا للتأكّد من تصرف أو سلوكِ لاعبٍ مُعيّن وما إذا كان يستحقّ الطرد المٌباشر أم لا، في مثلِ هذهِ الحالات عادةً ما يعودُ الحكم عندَ منعِ لاعبٍ ما لتسجيل هدف بطريقة غير شرعيّة أو حينما يتدخل بشكلٍ عنيف وفي حالات العض والبصق وحتّى عندَ استخدام إيماءات مسيئة أو مهينة وهكذا.
٤) تحديد المُنْذَرْ: قد يعودُ الحكم للتقنيّة للتأكّد من هوية اللاعب الذي يستوجبُ الحصول على بطاقة سواءً كانت صفراء أم حمراء.
⚽ يقوم فريق VAR المُتمركز في غرفة تشغيل الفيديو بالتحقق تلقائيًا من أي قرار للحكم في الميدان يندرجُ ضمن الفئات الأربعة القابلة للمراجعة، يُطلق على هذه العملية «الاختيار الصامت» بحيثُ لا يتطلب أي إجراء آخر وعادةً لا يتسبب في أي تأخير، في المُقابل قد يفشلُ فريق الفار في اتخاذ قرارٍ مُعين فيُعلم حكم الساحة – عبر السمّاعات – للعودة بنفسهِ والتحقّق مما جرى مما قد يتسبّبُ في تأخير المباراة بضع ثواني وربما بضع دقائق.
⚽ لكن حينما نسمع صافرة حكم المباراة على خطأ ما فهناك ثلاثة سيناريوهات محتملة:
١) إلغاء الخطأ بناءً على نصيحة من فريق الفار الموجود في غرفة تشغيل الفيديو.
٢) المراجعة الميدانية والتي تتمثلُ بالأساس في عودة حكم الساحة نفسه لشاشة الفار واتخاذ قرارٍ بناءً على ما شاهده.
٣) تجاهل نصيحة الفار والاعتماد على قراره الشخصي.
عمومًا لا يمكن إلغاء أيّ قرار يتخذه الحكم إلّا عند التحقق منال VAR وخاصّة في القرارات المهمّة مثل التسلل أو ما إذا كان قد حدث خطأ داخل أو خارج منطقة الجزاء، أو في حالةِ ارتكاب خطأ قد يستوجبُ بطاقة حمراء، و بالرغمِ من ذلك فإنّ القرار النهائي يعودُ للحكم الذي يمكنهُ تجاهل نصيحة الفار تمامًا.
⚽ إذا تحدثنا عن المراجعة الميدانيّة فتعنى عودة حكمُ المباراة بشخصهِ إلى الڤار لمشاهدة ما حدث، ولا يمكن إجراء هذه المراجعة إلا بناءً على توصية حُكّام الفار في غرفة الفيديو، و يُمكن اللجوء إلى المراجعَة الميدانية عندما تكون الكرة خارج أرضِ الملعب كما يُمكن للحكم ايقاف المباراة والعودة للڤار في الحالات التي تستدعي تدخلاً ضرورياً و سريعاً.
عند إقرار المُراجعة الميدانية يطلق حكم المباراة الرئيسي صافرتة ثم يصنعُ بيديهِ مستطيلًا في إشارةٍ إلى شاشة فيديو التي تكونُ متاخمة للملعب ومرئية للجمهور والمشاهدين لضمان الشفافية.
تُمكّن شاشة الفار حكمَ المباراة من الإعادة البطيئة للحركة كما يُمكنه تسريعها، و أثناءَ المراجعة الميدانية تنقلُ الڤار لقطة العمليّة من مُختلف الزوايا للسماح للحكم باتخاذ القرار الصائب والصحيح، بمجرّد اكتمال المُعاينة أو المراجعة يعودُ الحكم صوب ملعب المباراة من جديد ويُشير إلى شاشة الفار مُعلنًا عن قراره المتخذ وفي حالةِ ما لم يكن هناك أي إجراء مع توقف اللعب؛ يُسقط الحكم الكرة بين لاعبين من أحلِ استكمال باقي أطوار المباراة.
⚽ ولا ننسى أنه عند سنّ قرار الڤار كقانونٍ من ضمن قوانين اللعبة حذرت الفيفا كل اللاعبين ومسؤولي الفُرق من الاحتجاج على الحكم ومطالبته بشكلٍ مفرط بالعودة للتقنيّة من خِلال الإشارة باليدِ للشاشة، كما تمّ تحذير أي لاعب أو مسؤول من دخول غرفة الفيديو وفي حالةِ ما فعل فسيُطرد مباشرة.
3 مارس 2018، قام مجلس الاتحاد الدولي بكتابة الڤار في قوانين اللعبة بشكل دائم ومع ذلك فإنّ استخدامها يظلّ اختياريًا في المسابقات حيثُ لم يكن من المتوقع مثلًا أن يقوم الدوري الإنجليزي الممتاز وَدوري أبطال أوروبا بتطبيق التقنيّة لكنهما فعلَا فيما بعد، حيثُ أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في 27 سبتمبر 2018 أنه سيستخدم التقنيّة في مُسابقة دوري أبطال أوروبا 2019-2020، لكنها لم تُفعّل في مرحلة المجموعات بل بدأ استخدامها بشكلٍ رسمي من مرحلة خروج المغلوب التي انطلقت في شُباط/فبراير 2019. في 15 نوفمبر 2018، صوّتت فرق الدوري الإنجليزي على إحضار حكم مساعد الفيديو إلى الدوري الممتاز من موسم 2019-2020 فصاعدًا في انتظار موافقة مجلس الاتحاد الدولي والاتحاد الدولي وذلك بعدما رفضَ الحكم سيمون هوبر هدفًا صحيحًا سجّله مهاجم ساوثهامبتون تشارلي أوستن بالرغمِ من عودته لتقنيّة الفيديو.
تعتبر بطولة كأس القارات 2017 هي أول بطولة رسمية تابعة للفيفا يتم استخدام فيها هذه التقنية، وكان أول استخدام لها في مباراة البرتغال والمكسيك، حينما ألغى الحكم هدفاً لمصلحة لاعب البرتغال بيبي بداعي التسلل، بعدما تم اللجوء لخاصية حكم الفيديو المساعد.
وافق الفيفا رسميًا على استخدام الفار في كأس العالم 2018 خلال اجتماع اللجنة التنفيذية للفيفا في 16 آذار/مارس 2018 في بوغوتا، لتكون بذلك هذه البطولة أول مسابقة لكأس العالم تَستخدم التقنية بالكامل (في جميع المباريات وفي جميع الأدوار).
⚽ تم انتقاد استخدام تقنيّة الفيديو في كأس القارات 2017 بعد لجوء بعض الحكام للتقنيّة في لحظات أثارت الجدل الكبير بل اتهمَ البعض تقنية الفيديو «بخلق قدرٍ من الارتباك في لحظات واضحة». تعرّضت الفار لمزيدٍ من الانتقادات بعد أن عانت من مشكلات منعت استخدامها فعلى سبيل المثال لا الحصر، فشلَ الحكم في مباراة محليّة في البرتغال من اتخاذ قرارٍ مُعيّن بعدما حجبَ علم أحد الفُرق كاميرا الفار، كما عانت التقنيّة من خللٍ أو عطلٍ فني في المباراة التي جمعت بينَ نيوكاسل يونايتد جتس ونادي ملبورن فيكتوري مما منع الحكم المساعد من مشاهدة الإعادة وتكرّر نفس الأمر في إيّاب نهائي دوري أبطال أفريقيا 2019 التي جمعت بين الوداد المغربي والترجي التونسي.
بعد استخدام الفار في كأس العالم 2018 اعتبرت الفيفا أنّ التقنية كانت ناجحة إلى حدٍ بعيدٍ ومع ذلك فقد انتُقدت من جديد؛ حيثُ أشارت التقييمات المستقلة إلى أنه على الرغم من أن معظم القرارات قد اتُخذت بشكل صحيح إلا أن بعضها كان خاطئًا كما أنّ الحكام رفضوا في حالات أخرى استدعاء التقنيّة مع أنها تستوجبُ ذلك.
⚽ لخصت صحيفة الجارديان في تقريرٍ لها إلى أن الفار كانت أكثر فاعلية حينما تعلّق الأمر بما سمّتهُ «القرارات الواقعية» على غِرار التدخلات العنيفة أو تحديد هويّة المُنْذَر لكنّها فشلت في حالة «القرارات الشخصية» مثل العقوبات وذلك بسببِ «عدم الوضوح والاتساق».
اليكم قائمة الدول التي اعتمدت على تقنيّة الفار في دورياتها أو في أيّ مسابقات محليّة أخرى:
المغرب
الأرجنتين
أستراليا
البرازيل *
بلجيكا
الصين *
جمهورية التشيك *
إنجلترا *
فرنسا
ألمانيا
اليونان *
إسرائيل *
إيطاليا
كوريا الجنوبيّة
الكويت *
ماليزيا *
المكسيك
هولندا
كوريا الشمالية
بولندا
البرتغال
قطر *
المملكة العربية السعودية *
إسبانيا
تايلاند
تركيا
الإمارات العربية المتحدة
الولايات المتحدة
كندا
فيتنام *
مصر
العراق
ليبيا
الجزائر
تونس
دوليًا
كأس آسيا *
دوري أبطال أفريقيا *
كوبا أمريكا
كوبا ليبرتادوريس *
كوبا سود أمريكانا *
كأس العالم للأندية
كأس القارات
كأس العالم تحت 20 سنة
كأس العالم
كأس العالم للسيدات
دوري أبطال أوروبا *
الدوري الأوروبي *
كأس الخليج العربي 25
*: ترمزُ لاستخدامها في بعض المباريات فقط وليس في كلّ المباريات أو الأدوار.
Dr. Nermeen Farouk Hassan
Dr. Nermo of Egypt ⚽ 👑
🔹Bachelor Physical Education
🔹High Diploma Islamic Science
🔹High Diploma Sport Injuries
🔹Master Sport Physiology
🔹PhD Physical Education
🔹Assessor and Instructor at EFA
🔹Commissioner Egypt & CAF
🔹Press Writer in The International
Day newspaper Egypt & London
قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.