دماء باردة بالعلاقات المقدسة… بقلم / إنچي محمد
دماء باردة بالعلاقات المقدسة
إنچي محمد
جميعُنا انصافاً غير مكتملة حتى يأتي من يشاركنا الحياة و نكتمل برفقته في علاقة من أسَّمي العلاقات الإنسانية المقدسة و هي علاقة الزواج ، و لكن اليوم في القرن الحادي و العشرون قد تلوثت هذه العلاقة السَّامية بالدماء الباردة بعد ان تجرد الكثير من الازواج و الزوجات من الإنسانية ، حيث انتشر بشكل كبير في الفترة الاخيرة العديد من النساء يقتلون ازواجِهم ، والعديد من الرجال يقتلون نسائِهم ، و بالنظر لأسبابهم فاهي ليست اسباب تدفع أياً منهم للقتل ، كيف تحولت العلاقات الزوجية المترابطة إلي خيط رفيع يمكن قطعه عن طريق القتل ، ألم يجعل اللّٰه ” المعروف ” في كتابه الكريم أساس لإنهاء هذه العلاقة في سورة الطلاق “فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا “، فاكيف تحول المعروف إلي القتل ، ألم يتحرك ضمير القاتل ولو للحظات قليلة قبل أن يفعل هذا الأمر الشنيع المُحرم ويصبح قاتل في نظر المجتمع والقانون و العدالة الإلهية ، وبعد ان كان الإنسان في السبعينيات و الثمانينات يُحدِث ضجة كبيرة عِند سماع ان هناك زوجة او زوج تم قتلهم فقد كان المجتمع المصري غير معتاد على مثل هذه الأحداث في الماضي ، و لكن في هذا القرن لم يكتفي الاخرون بسماع هذه الاخبار بل انتشرت أساليب سخرية لا تمت لواقع الاخلاق البشرية بصِلة ، حيث انتشرت احاديث تهديد بالقتل بشكل مليء بقلة الوعي و السذاجة على وسائل التواصل الاجتماعي ، و ما يثير الجدل أكثر هو كيف أصبح الأمر مصدر للسخرية بدلاً من أن يكون مصدر لإثارة الدهشة والتعجب في النفوس .