دندراوى الهوارى يكتب الأهلى بدون «عمود فقرى».. فلا تبحثوا عن بطولات !
فى ظل حراك عنيف ومتغيرات جوهرية تشهدها الساحة الكروية المصرية، فإن نادى القرن، ومن خلال أدائه فى المباراة التى جمعته أمام نادى «تاون شيب» الباتسوانى، أمس الأول، ورغم فوزه الكبير، بعث برسالة لكل جماهيره العريضة، بأنه سيعانى الأمرين هذا الموسم..!!
نعم، فاز الأهلى، نتيجة، ولكن الأداء كان باهتًا، وضعيفًا، ولا يٌطمئن، وظهرت نفس الوجوه، التى نفد رصيدها الفنى والبدنى بفعل الزمن وتقدم العمر ، أو بفعل الانشغال بالبحث عن المغانم، والحصول على الأموال..!!
فريق مهلهل فنيًا، ويلعب بدون خط «وسط»، فحسام عاشور المنتهية صلاحيته الفنية والبدنية «لا عارف يدافع، ولا عارف يهاجم» ونفس الأمر عمرو السولية، مجهول الهوية والدور فى الملعب، وعلمتنا تجربة كأس العالم المنتهية منذ أيام قليلة، أن كل المنتخبات التى أدهشت العالم، كانت تمتلك خط وسط قويًا ورائعًا ومبدعًا، كان بمثابة العمود الفقرى، والدليل، الفرق التى حصلت على المراكز الثلاث الأولى.
ونبدأ بصاحبة المركز الثالث، بلجيكا، وما أروع خط وسطها، المتمثل فى «كيفن دى بروين وأيدن هازارد» واللذان صالا وجالا وانتزعا أهات الجماهير فى كل أنحاء العالم، وأخذا بيد منتخبهما للحصول على المركز الثالث، والميدالية البرونزية، والأهم حصوله على احترام وتقدير كل من تابع الساحرة المستديرة على سطح هذا الكوكب.
ونذهب لصاحب المركز الثانى، كرواتيا، فتجد الكابيتانو والمعلم الكبير «لوكا مودريتش» بأدائه وتفانيه وقدراته الدفاعية والهجومية، وكان «أسطى» خط وسط منتخب بلاده، ونظرًا لعطائه المذهل، وقيادة فريقه بحنكة ومهارة، فاز بجائزة أحسن لاعب فى كأس العالم 2018.
وفوز لوكا مودريتش، بجائزة الأفضل من بين كل لاعبى المنتخبات الأفذاذ من عينة ميسى ورونالدو ونيمار وسواريس، وغيرهما من النجوم، يؤكد حقيقة أن الكرة الحديثة، يتحكم فى وتيرتها، لاعبو خط الوسط، ولا ننسى أن الذى كان يلعب بجوار لوكا مودريتش، هو المعلم «إڤان راكاديتش»، واستطاع الثنائى أن يصنعا مجدا كرويا وسياسيا وسياحيا لبلادهما الصغيرة، ما لم تصنعه السياسة والاقتصاد منذ نشأة هذه الدولة..!!
ونذهب إلى صاحبة المركز الأول، فرنسا، الفائزة بكأس العالم، وننظر إلى خط وسطها، لتجد القصير المكير صاحب المجهود الخرافى، نجولو كانتى، يجاوره بلايسى ماتوديه، وأمامهما، باول بوجبا، وتميز الثلاثى، بالقدرة على تحطيم كل الأمواج الهجومية المتتالية التى كانت تشنها المنتخبات المنافسة، تحت أقدامهما، ثم يبدأون فى تنظيم موجات هجومية من الخلف، من خلال تسليمها يدًا بيد لبوجبا، الذى يمررها بدوره للفيرارى فائق السرعة صاحب التسعة عشر ربيعًا «مبابى» ليحطم كل دفاعات منافسيه، تحطيمًا..!!
الفرق الثلاث التى أبهرت العالم، كانت تتمتع بخط وسط هو الأقوى، بجانب الأداء الجماعى، بينما الفرق التى اعتمدت على نجوم الشباك فى الخط الأمامى، خرجت خروجًا مخزيًا، ولكم فى ميسى الأرجنتين، رونالدو البرتغال، ونيمار البرازيل، وسواريس أوروجواى، مثالًا حيًّا، وشاهدًا قويًا على ما نسطره وندلل به فى هذا المقال..!!
والنادى الأهلى، فريق عجوز، لا يمتلك خط وسط قوى، ومن ثم ووفقًا لمعطيات ما حدث فى كأس العالم، فإن النتيجة ستكون وبالًا، وأن الفريق الذى لا يمتلك خط وسط قوى، خاصة أن هذا الخط هو «العمود الفقرى» لأى فريق، لن يستطيع أن يؤدى بقوة، ولن يظفر ببطولة مهما كانت محلية ضعيفة، أو قارية..!!
ولا نعرف، كيف لإدارة يأتى على رأسها أسطورة كرة القدم المصرية والعربية، بلا منازع، الكابتن محمود الخطيب، والرائع المحترم عبدالعزيز عبدالشافى، بجانب كوكبة أخرى من النجوم فى الهياكل الفنية المختلفة مثل خالد بيبو وعادل عبدالرحمن ومحمد فضل وحسام غالى، أن يفوتهم هذه الثغرة، والخطيئة الكروية الفنية، وعدم الإسراع بالتعاقد مع خط وسط قوى، يكون العمود الفقرى للفريق..؟!
وإذا حاول البعض، أن يردد نغمة أن النادى يتعرض لحرب شعواء ومؤامرة كونية كبرى، أفسدت كل الصفقات التى حاولت وتحاول الإدارة إبرامها، أرد عليهم، بسؤال، ألا تمتلكون بين صفوف ناديكم بدءًا من فرق الناشئين وحتى الفريق الأول لاعبين أقوياء فى خط الوسط؟!
وأتبرع أنا بالإجابة، نعم، يوجد ثلاثة لاعبين صغار السن، يتمتعون بمهارات عالية، وقدرات بدنية كبيرة، وهم: ناصر ماهر وأكرم توفيق وأحمد حمدى، وأن كل لاعب منهم، أفضل من الثنائى التقليدى والعشوائى، عمرو السولية وحسام عاشور..!!
وأشم رائحة حسام البدرى، فى تشكيل الفريق فى مباراته أمام تاون شيب، متمثلًا فى محمد يوسف، صاحب الفكر العقيم والروتينى والتقليدى العفن، فأصر أن يلعب بخط الوسط “المكسح” المعتاد، عمرو السولية وحسام عاشور، ولو لعب محمد يوسف بتشكيل من حيث انتهى به الفريق أمام النادى المصرى فى آخر مباريات الفريق ببطولة الدورى المنصرم، وفاز بهدفين، مع أداء ولا أروع، لكان للفريق شأن آخر أمام تاون شيب..!!
نعم، التشكيل الذى خاض به أحمد أيوب بعد إقالة حسام البدرى، أمام المصرى البورسعيدى، وكان عماده البدلاء، وصغار السن، مثل صلاح محسن وأحمد حمدى وأكرم توفيق، ومحمود الجزار، كان رائعًا، ورأينا قدرات أحمد حمدى وأكرم توفيق، وصلاح محسن، تحديدًا، بما فاق أقرانهم حسام عاشور والسولية ومروان محسن ومؤمن زكريا، بمراحل كبيرة..!!
وأهمس فى أذن المدرب الفرنسى «كارتيرون» إياك من نصائح محمد يوسف الفنية، لأن فيها سم قاتل ومدمر، ولو كنت تبحث عن نجاح حقيقى ومبهر فى مسيرتك مع نادى القرن، اجعل من عيناك وتقييمك الفنى، مرشدًا ودليلًا، ولا تعتمد على الحرس القديم، منتهى الصلاحية، الفنية والبدنية، والمتمثل، فى حسام عاشور وعمرو السولية وأحمد فتحى ومؤمن زكريا وسعد سمير، ولا يوجد فريق فى الكون يبحث عن نتائج وفوز بالبطولات، يضم مثل هؤلاء، ويلعبون بجوار الملعب
ولماذا لا تلعب بناصر ماهر بجوار أكرم توفيق، وفى الأمام وليد أزارو وصلاح محسن وجونيور أجاى..؟! ولو لعبت بهذا الخماسى، سيكون للفريق شأن آخر، وأرجو ألا أسمع نغمة لاعب صغير السن، ولكم فى «مبابى» النموذج ..!! نقلا عن اليوم السابع