دور الأسرة والمعلمات فى تنمية التفكير الابتكارى لدى الطفل مقالة (٩ )والأخيرة
كتبت الباحثة التربوية الدكتورة / أسماء التنجى
يرى ” تورانس” أن الابتكارية رأس مال يحتاج إلى استثمار، وأن الطفل مهيأ لممارسة أنماط وأشكال من السلوك المبدع، حيث إن الإبتكارية كثيراً ما ينتابها نوع من الكسل أو الخمول، وقد تأخذ إجازة بعد سن الخامسة، وإذا عادت من الإجازة فإنها تعود لقلة من الأفراد، وهم أولئك الذين تساعدهم الظروف المحيطة بهم على إظهار هذه القدرة .
وتعتمد تنمية الأسرة والمعلمات للتفكير الابتكارى لدى الطفل على فهم ما يلى:
1- أن التفكير الابتكاري ليس هو الذكاء، أو التفوق بل هو حسن التعامل مع الأمور.
2- إن لكل فرد قدرة معينة على التفكير الابتكارى، والفرق بين شخص وآخر يكون في درجة هذا التفكير.
3- أن التفكير الابتكارى يتحدد من خلاله عوامل متعددة، منها العوامل المعرفية والوجدانية والمزاجية والاجتماعية، وعلى الوالدين هندسة المحيط الأسري بشكل يساعد على التفكير الابتكارى.
4- لابد أن تتخلص الأسرة من عقدة الألفة، أي أن تتقبل ما هو غير مألوف لها، وتعليم الأطفال قبول عدم الشيوع ما دام لا يخالف القيم والدين.
5- لابد أن تتقبل الأسرة كل مخرجات التفكير الابتكارى لأبنائها، حتى لو أثر ذلك على مجالات أخرى داخل الأسرة، وداخل المجتمع، فلا نمو ولا تطور إلا بالتفكير الابتكارى لأبنائهم.
6- إن تشكيل القدرات لابد، وأن يبدأ مبكراً حتى يمكن توظيف الإمكانيات فى اقصى حد لها .
دور الأسرة فى تنمية التفكير الابتكارى لدى الأطفال:
إن الظروف الأسرية التى تساعد الطفل على تنمية السلوك الابتكارى، هى التى تشجع الطفل على التعبير عن نفسه بتلقائية بأن تخلو من القهر والتسلط، فاصطباغ جو الأسرة بالأمان والتشجيع على المبادأة يساعد على النمو الابتكارى لدى الأبناء.
وقد ذُكر أن بعض المبدعين والمبتكرين كانوا يتمتعون أثناء تنشئتهم بقدر كبير من الحرية، وأنهم لم يتعرضوا لحماية زائدة، وكان الوالدان يحترمان أبناءهما ويثقان في قدراتهم على العمل بالطريقة الملائمة .
فالطفل يتأثر بأسرته باعتبارها أولى المؤسسات التربوية غير النظامية، التي تتعهده بالرعاية والتربية، ويقع على الوالدين دور هام في تحقيق النمو السوي المتكامل للأطفال، وذلك باتباع الأنماط التربوية السوية تجاه البيئة والصحة وتجنب الأخطار والكوارث التي تواجهه في مجتمعه.
لذا وجب على الوالدين والمعلمات تشجيع التفكير الابتكارى لدى أطفالهم بمراعاة ما يلي:-
1- تعليم الأطفال تقدير مجهوداتهم الابتكارية والتعبير عن سعادتهم بها.
2- استغلال أسئلة الأطفال غير المعتادة لعمل بحوث صغيره.
3- احترام حلول الأطفال أو بدائلهم المقترحة منهم لحل مشكله.
4- السماح لهم بالتجربة حتى وإن كانت المحاولة خاطئة، لأن المحاولة تولد محاولات قد تؤدي للنجاح وتحقيق الابتكار لديهم.
5- الإصغاء الجيد لحديث أطفالهم وتوليد أفكار جديده منه.
6- تخصيص وقت يومى للحوار مع الأطفال عن أي موضوعات يهتمون بها.
وتساهم السمات الشخصية للوالدين في نمو التفكير الابتكارى عند أطفالهم عن طريق تدعيم الوالدين للصفات الإيجابية عندهم فى تفتح الذهن ، والقدرة على التكيف، والبعد عن التزمت وعدم التسلط ، والقدرة على تناول وجهات النظر المتعددة، ومنح الطفل الاستقلالية .
دور المعلمة في تنمية التفكير الابتكاري لدى الأطفال:
إن المعلمة التي تبتكر في تصميم أدواتها، أوتنويعها في عرض أنشطة الروضة بأساليب مختلفة، مع تشجيع الأطفال على طرح بدائل متنوعة، وغير مألوفة لأي مشكلة، مع عدم تحقيرها لأي فكرة يقدمها الأطفال، بل تجعلها نقطة البداية لحثهم على تحقيق زيادة لفهمهم، وتنمية التفكير لديهم هى تلك التى توفر المناخ الإبتكارى الجيد لأطفال الروضة.
وقد أكدت نتائج بعض الدراسات أن المعلمة ذات التقدير العالى للذات تؤثر بالإيجاب فى تنمية قدرات التفكير الابتكارى لطفل الروضة لأنها تتميز بسعة الخيال، الثبات الانفعالي حيث انها لا تجبر الطفل على أسلوب معين في حل المشكلات، وتتيح له فرصة الاستقلالية وفرصة الانتقالية من معلومة إلى أخرى، ومن فكرة إلى أخرى دون خوف أو تردد، كما أنها تعطي لكل فكرة تصدر من الطفل أهمية، وتشجعه على تغيير الحالة العقلية بتغير الموقف، وإعطاء عدداً متنوعاً من الاستجابات بحيث لا تنتمي إلى فئة واحدة، والتلقائية بالتعبير عن آرائه وأفكاره، وبذلك تزداد قدرة الطفل على تناول الموضوع بأكثر من زاوية، واستخدامه لأساليب مختلفة في حل المشكلات.
فالمعلمة يساعدها على أداء دورها في تنمية التفكير الابتكارى لأطفالها قدرتها على تهيئة الطفل لتلقي المعارف، والتأمل في هذه المعارف، وطرح التساؤلات، وذلك يعني زيادة وعى الطفل بموضوعات الدراسة، واستثارة غريزة حب الاستطلاع لديه، وزيادة رغبته في الحصول على المعرفة، وتحديد الهدف من النشاط، وكذلك تهيئة البيئة المناسبة للتعلم بالروضة، والبيئة المناسبة للتعلم في حجرة الأنشطة بما تضمه من وسائل تشويق، ومهارات اتصال وجو نفسى محبب، وهذه البيئة المناسبة تشجع على التجريب، والاستفادة من الأفكار الجديدة، وتوفير الوقت الكافى للابتكار.
ويلزم لتنمية التفكير الابتكارى لدى طفل الروضة التعاون بين المعلمة والعاملين بالروضة والأسرة حتى يتوفر المناخ التربوي المهيىء الذى يساعد في تحقيق مطالب النمو النفسى والاجتماعى السوي مما يحقق النمو فيه التفكير الابتكارى للطفل.