دور الروضة في تفعيل التفكير الابتكاري مقالة (8)

كتبت : الباحثة التربوية الدكتورة/ أسماء حسين التنجى
فى الروضة يجب تهيئة بيئة التعلم والعمل على التقييم المستمر، والملاحظة والتسجيل لسلوك الأطفال للتعرف على مدى نموهم، والتخطيط لأنشطة البرنامج.
تعريف الأنشطة الابتكارية ببرامج طفل الروضة:
هي أنشطة مفتوحة النهاية، وغير مقيدة، ويمكن أن تنجز بطرق متنوعة، وتكون متمركزة حول العملية أكثر من الإنتاج .
الأنشطة التي تتيح للأطفال الفرصة لإظهار ابتكاراتهم وتراعى الفروق فى قدرات الأطفال واهتماماتهم وميولهم مع التركيز على النتائج العملية ، هي تؤدي إلى تنمية الابتكار لديهم.
وتعتمد المعلمة على طرق وأساليب تربوية فى تنمية التفكير الابتكاري لطفل الروضة نلخصها فى أربعة أساليب، وقد أثبتت جدواها عديد من الدراسات الحديثة نعرضها فيما يلي:
1- طريقة العصف الذهني:
وتقوم على ثلاث مراحل تعرض المعلمة المشكلة، ثم تترك لهم الفرصة لعرض أفكارهم بحرية حول المشكلة، ثم يختار

الأطفال مع المعلمة الأفكار المناسبة للوصول إلى حلول عملية للمشكلة.
العصف الذهني من الطرق الحديثة التي تشجع على التفكير الابتكارى، وإطلاق الطاقات الكامنة لدى الأطفال في جو من الحرية والأمان مما يسمح لهم بالتفاعل مع الموقف ومساعدتهم على كم كبير من الأفكار والأداء.
2- طريقة حل المشكلات الابتكارية:
وتسير هذه الطريقة في خمس خطوات هي: جمع الحقائق المتعلقة بالمشكلة، وطرح الحلول المتعددة، واختيار البدائل، وإيجاد معيار للحكم على صحة تلك البدائل وقبول الحل المناسب.
3- طريقة التقصي والاكتشاف:
وتعد هذه الطريقة ذات فاعلية كبيرة مع الأطفال خاصة المبتكرين منهم، وتساعدهم على التنبؤ والتفكير الإنتاجي والتجريب.
4- طريقة الأسئلة مفتوحة النهاية:
وتستخدم هذه الطريقة الأسئلة لتنمية التفكير الابتكاري للأطفال، وتتطلب منهم إيجاد إجابات متعددة للسؤال الواحد حتى يتم حدوث التفكير المنطلق.
إن الأسئلة التي يطرحها الوالدين ، والمعلمات على الأطفال تعمل على اكتشاف المفاهيم المختلفة، وتساعدهم على استخدام الأفكار اكثر من تذكرها، وتربط المفاهيم اكثر بالمواقف الحياتية، وهناك بعض الأساليب التي تساعد الأطفال على تنمية ابتكارهم منها: رواية القصة وقراءة الكتب، واللعب الحر وعزف الموسيقى والرسم والتشكيل بالصلصال والكولاج.
5- الألعاب التعليمية:
تعرف بتلك الألعاب التى تهدف إلى تحقيق هدف تعليمى، يتم تحقيقه بعد ممارستها بغرض تنمية مهارات واستعدادات الطفل، وتحقيق الأهداف التربوية للنشاط التعليمى، وفيها تقوم المعلمة بتعريف الأطفال بقواعد اللعب لتحقيق الأهداف المرجوة من اللعبة، وهي في صورتين:الألعاب اللفظية والألعاب الإنشائية.
وتعطي الالعاب التعليمية فرصاً كثيرة للأطفال للابتكار، بتدريبهم على سرعة البديهة وحسن التصرف في مواجهة المشكلات، فاللعب يلبى احتياجات الطفل ويغذى خياله الواسع ويحببه بالحياة.
6- استخدام القصص:
إن القصص وسيلة جذابة للطفل، ولكي يستفيد الأطفال منها فيجب أن تحتوي على أحداث تدور حول الأعمال والحركة والنشاط، وبها تقليد لأصوات الحيوانات، وتكون أيضاً مولعة بالخيال، وتسرد على ألسنة الحيوانات والطيور.
وتحقق القصة تنمية لمهارات تفكير الطفل الابتكارى، عندما تهتم المعلمة بأساليب التقويم المبتكرة، مثل اقتراح عنوان جديد للقصة، والتنبؤ ببعض أحداثها أثناء سرد المعلمة لها، أو تأليف الأطفال قصة جديده لأحد أشخاص القصة المروية، أو إيجاد حلول لمشكلات القصة، أو تخمين نهاية للقصة، كما تساعد القصة على إظهار مهارات الأطفال في التفكير الإبداعى بالرسم كونه نشاط ممتع يثري خيال الطفل، وينمي قدرته التعبير عن نفسه، بزيادة الحصيلة اللغوية لديه.
7- لعب الأدوار:
إن أسلوب لعب الأدوار من أكثر الأساليب الملائمة للاستخدام في تنمية التفكير الابتكارى لدى الأطفال الصغار بصفة خاصة، حيث إنه يرتبط باللعب الدرامى الإيهامى الخيالى، والذي يعتبر من أهم السمات المميزة لطفل هذه المرحلة، حيث تساعد هذه الأنشطة على تنمية مهارات التفكير الابتكارى للطفل مثل:
تشجيع الأطفال على تمثيل بعض المواقف المرتبطة بفكرة ما تطرحها المعلمة والقيام بأداء الأدوار المرتبطة بهذه المواقف بأسلوبهم الخاص.
أو تقديم موقف أومشكلة على مجموعة من الأطفال، ويطلب منهم البحث باستخدام أدوار يلعبونها بأسلوب التدريب الفعلي لإيجاد حل أو نتيجة عملية توضح لهم حقيقة الموقف أو المشكلة، الأمر الذي يتيح لهم توسيع آفاق شخصياتهم، كأن يتقمص الطفل دور أحد الحيوانات التي يحبها، ويعبر عنها دون الالتزام بحفظ نص معين، وانما يكون التعبير عن أفكاره بحرية وذلك ينمي لديه قدرة الطلاقة ومهارات الاتصال واتخاذ القرارات المناسبة مع احترام آراء الآخرين.
8- الاسئلة الابتكارية:
إن الأطفال الصغار في مرحلة الروضة يكونون شغوفين بالأسئلة المثيرة والمختلفة والمتعلقة باستكشاف البيئة، لذلك يفضل تشجيع الأطفال على كثرة الاسئلة، واستثارتهم على التفكير المتشعب وغير المألوف، فطرح وتوجيه الأسئلة المفتوحه التى تتطلب أكثر من إجابة متنوعة تُزيد قدرتهم على التفكير الابتكارى.
فأسئلة الفهم والتحليل والتركيب والأسئلة مفتوحة النهايات، كان لها دور كبير على مساعدة الأطفال فى إكمال الأشكال الناقصة في الرسم، وتفسير الصور وإعطاء عدد لا نهائي من الإجابات الصحيحة على الأسئلة المطروحة، وتعتبر الأسئلة مفتوحة النهايات من الأساليب الفعالة في تنمية التفكير الابتكارى للأطفال، لأنها تستثير تفكيرهم وتدفعهم للبحث والاكتشاف، وأن استخدام الأسئلة ذات المستويات المعرفية العالية من الاستراتيجيات التربوية لتدريس الأنشطة برياض الأطفال، وذلك لتحقيق التفكير الابتكارى.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.