دياب.. من نجم الغناء إلى الشرير المحبوب الذي لا يُقاوَم في قلبي ومفتاحه
"قلبي ومفتاحه".. دراما رمضان 2025 بين التألق والجرأة في الطرح
مع اشتداد المنافسة الدرامية في موسم رمضان 2025، استطاع مسلسل “قلبي ومفتاحه” أن يفرض نفسه بقوة على الساحة، متربعًا على عرش أبرز الأعمال التلفزيونية لهذا العام.
كتبت: ريهام طارق
لم يكن نجاحه مجرد صدفة، بل جاء ثمرة حبكة درامية متقنة صاغها ببراعة الأستاذ تامر محسن، بمشاركة الكاتبة مها الوزير، وإخراج يحمل بصمته الإبداعية المعتادة.
ما يميز “قلبي ومفتاحه“، ليس فقط قدرته على تقديم دراما مشوقة، بل جرأته في تسليط الضوء على قضايا مجتمعية حساسة، كظاهرة المحلل الشرعي، الاتجار في العملة، حرمان الأم من طفلها بعد الطلاق كوسيلة ضغط، و الزواج السري الذي يستمر لسنوات دون أي تعديل قانوني ينصف الزوجة.
هذا الطرح الجريء لم يمر مرور الكرام، فقد أشعل نقاشات واسعة بين الجمهور، ودفع النقاد للتساؤل:
هل نجح المسلسل في تقديم رؤية نقدية قد تساهم في إعادة النظر في هذه القوانين، أم أنه اكتفى بسرد المأساة دون حلول؟
دياب.. موهبة تتخطى الحدود بين الغناء والتمثيل
يثبت الفنان دياب يومًا بعد يوم أنه ليس مجرد اسم في عالم الدراما، بل حالة فنية متكاملة تمتلك أدوات قادرة على تجاوز حدود الأداء التقليدي فمنذ لحظة انطلاقه الأولى، استطاع أن يحطم قوالب النمطية ويقدّم شخصيات متجددة، تجمع بين العمق التعبيري والتأثير العاطفي، ليحجز مكانه ضمن أبرز نجوم الدراما المعاصرة.
في مسلسل “قلبي ومفتاحه”، يتقمص دياب شخصية ذات أبعاد شريرة، لكنه بذكاء فني استطاع كسر الصورة المعتادة للشر المطلق، ليقدّم “الشرير المحبوب” بأسلوب فريد يمزج بين القسوة وخفة الظل هذه القدرة على المزج بين التناقضات أصبحت بصمته الخاصة، إذ يعتمد على بناء نفسي عميق للشخصية، بعيدًا عن القوالب الجاهزة التي تجعل الأشرار مجرد محركات للأحداث.
اقرأ أيضاً: مي عزالدين: بين نارين من ينتصر آسر ياسين أم دياب؟.. “قلبي ومفتاحه”
وعلى مدار السنوات الأخيرة، أثبت دياب أنه ليس فقط صاحب صوت طربي مميز، بل ممثل من طراز رفيع، قادر على التنقل بين الأدوار بحرفية وذكاء ففي الموسم الرمضاني الماضي، قدّم دور ضابط الجيش في مسلسل “مليحة” أمام النجمة ميرفت أمين، وهو دور تطلّب حضورًا قويًا وكاريزما خاصة، نجح دياب في تجسيدهما ببراعة. كما أبدع سابقًا في تقديم شخصية الصعيدي بصدق وتلقائية، ليبرهن على قدرته على التلون وفق متطلبات كل دور، دون الوقوع في فخ التكرار.
اقرأ أيضاً: آسر ياسين: عبقرية الأداء الصادق والواقعي في قلبي ومفتاحه
ورغم هذا النجاح الكبير في التمثيل، إلا أن انشغال دياب بالدراما التلفزيونية أثر بشكل واضح على مشواره الغنائي، حيث باتت أعماله الغنائية قليلة مقارنة بمسيرته التمثيلية المتصاعدة وهو ما يدفعنا للتساؤل: هل سيواصل دياب تركيزه على التمثيل على حساب الغناء، أم سيجد معادلة متوازنة تعيده إلى الساحة الغنائية دون أن يؤثر ذلك على تألقه كممثل؟ فالجمهور الذي استمتع بأدائه التمثيلي، لا يزال يتطلع إلى عودته القوية كمطرب يمتلك واحدة من أجمل الأصوات في المشهد الفني الحالي.