د. جابر عصفور: نعيش كارثة ثقافية والأزهر فيه قوى سلفية وإخوانية

خليل زيدان

 

أكد الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق أن الثقافة المصرية لم تشهد لحظات مأساوية أكثر من التي تعيشها الآن، وعلى حد وصفه قال أن مصر تعيش كارثة ثقافية، والسبب في رأيه حسب ما صرح به أمس في حوار له بقناة Ten” ” مع الإعلامي عمرو عبد الحميد أننا ومنذ عام 1972 وحتى الآن نحصد الثمار المرة لفترة السبعينيات، فقد حدث تحول جذري في الثقافة وتحولت من ليبرالية إلى ثقافة منغلقة على نفسها وحدث تديين لها.

 

وعن خلافته مع الشعراء بسبب كتابه “زمن الرواية” فقد أكد أن مصر دخلت العالمية عن طريق الرواية عام 1988 عندما حصل نجيب محفوظ على جائزة نوبل، لذلك كتب “زمن الرواية” الذي أحدث زوبعة ضده من قبل الشعراء، وفاجأه الإعلامي عمرو عبد الحميد بأنه رغم إصراره على أننا في زمن الرواية أو القصة فأنه قد غازل الشعراء بكتاب أصدره بعنوان “في محبة الشعر” فهل يعيد به التوزان للشعراء؟ فأكد عصفور أنه في كتابه عن الشعراء يبعث برسالة يقول فيها أنه ليس ضد الشعر لكنه يؤكد أن العصر هو عصر القصة.

 

وامتد الجوار ليصرح د. عصفور بأن مصر تعيش أخطر فترات تاريخها، فالمجتمع في رأيه يعيش في تناقض واضح، وقد اصطدم بالأزهر والجماعات السلفية في الأسبوع الأول من توليه وزارة الثقافة، وقد ذهب بنفسه مسرعاً إلى شيخ الأزهر د. الطيب حتى لا يصطد أحدهم في الماء العكر، وأكد د. عصفور أن شيخ الأزهر يملك كل مقومات التطور، وقد سأله أثناء اللقاء هل الأزهر سلطة دينية؟ فأجاب د. الطيب بالنفي وقال حاشا لله .. ولكن د. عصفور يصر أن كل ما يقوم د. الطيب يؤكد أن الأزهر سلطة دينية.

 

لمح مقدم البرنامج عمرو عبد الحميد تحامل د. عصفور على الأزهر، فأورد أن الأزهر قام مؤخراً بغربلة المناهج وتنقيح الكتب فأين المشكلة ، وأكد عصفور أن ذلك حدث، ولكن إلى حد ما، وهو يرى أن ليس بالأزهر إعمال للعقل، وأنه يتحامل على الأزهر لأنه الطليعة لذلك يطالبه بالتطور، فالدولة في نظره يجب أن تنفصل عن الدين، وحسب وصفه : الدولة مثل الماكينة، ولا دين للماكينة، والدين بين الإنسان وربه فقط، وعلاقة الإنسان بالله لا تحتاج وسيط، فلماذا تتدخل مؤسسة دينية بيننا وبين الله؟

 

وعاد د. عصفور ليؤكد أن الأزهر خارج ركاب التقدم ، وتدخل مقدم البرنامج ليسأله عن دور الأزهر ليلحق بركب التقدم، فقال عصفور يحب أن يحدث بالأزهر من الداخل تطوير وثورة، وعليهم أن يجروا حوارات مع المثقفين المدنيين، فقد كان الأزهر في رأيه شديد الانفتاح على مر العصور، لكنه الآن يؤكد أن في الأزهر قوى إخوانية وسلفية وهي القوى الغالبة على التيار العقلاني، وأنه ليس بينه وبين الأزهر صراع بل خلاف فكري.

 

شمل الحوار الذي أجراه عمرو عبد الحميد ببراعة العديد من النقاط التي قد تظهر تناقض في الوضع الحالي وتصريحات د. عصفور، فهو يؤكد أن الجامعة قديماً لم يكن بها منتقبة أو محجبة، ولم نر للأزهر دور في فرض الحجاب أو النقاب، بل هو ميل مجتمعي وسلوك إنساني لا تأثير لأحد عليه، ويرى د. عصفور أن على الأزهر أن يعلن أنه لا وجوب للنقاب في الدين ولا السنة، حتى الحجاب هناك اختلاف عليه، فأكد له المحاور أننا شعب متدين بطبعه ولا أثر للأزهر في فرض نقاب أو حجاب، فقال نعم، ونحن أيضاً شعب عامل بطبعه “واللي يعوزو البيت يحرم على الجامع”، ويري أن أزياء وملابس الوزيرات الآن لا علاقة لها بالزي الإسلامي.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.