د.سهير الغنام رئيس رابطة المرأة العربية الحرة في الإمارات تقدم “حبر وورق”
أدْركً أن السوادَ يُحلقُ في سماوات اليأس، وأن الغدَ مُغيّمُ الأمل، وأن الكثير يتشحُ بالحزن والتشاؤم، وأن الفقد يأخذ معه رونق الحياة وبهجتها، ويترك حُطام المجهول يخيم في محاولات السعادة المفتعلة، ولكننا لو تناولنا الموضوع بموضوعية فكر وبمنطقية ثقة بأن ما يأتي من عند الله كله خير سنرى أن كل شيء عنده بمقدارِ، وأن لكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون، إذن كورونا مهما حصدت من أرواح فهي أعمار قد نفد أجلها، وإن كان السبب واحدًا أو أسبابًا عدة، فالنتيجة هي الرحيل؛ لأنه لديه حياة جديدة تنتظره بمكان أكثر نقاءً وجمالًا.
وهنا لابد أن تقف مع نفسك وقفة تأمل وفكر ماذا قدمت لدعم مجتمعك في وقت الأزمة؟ هل أنتَ مازالتَ تشكو كما يفعل البعض من الملل والرتابة بسبب الحظر؟ أو من الضيق والسأم بسبب عدم القدرة على التجول في المحلات و” المولات “؟ أم من السمنة بسبب كثرة الأكل والنوم ومشاهدة التلفاز؟ أم أنكَ شمرتَ عن ساعدي تطوعك وبدأت في تقديم الدعم النفسي أو المادي لهؤلاء الذين أوشك الأمل أن ينطفئ في نفوسهم؟
بِربكَ من أنتَ من هؤلاء؟ هل اعتدتَ الأخذ حتى أصبحت لا تعرف كيف السبيل إلى العطاء؟ أم أنكَ تربيت على حُبِّ الذات حتى أنه لم يعد يلفتُ انتباهك ما يعانيه الآخرون، فلا ترأف بحالهم، ولا تستثيرك أوجاعهم؟
ابذلْ جهدًا، ازرعْ أملًا، احجرْ يأسًا، كُنْ ذا أثرِ، فما أجمل أن تترك بصمة حُب بقلوبٍ قد أتلفها الفقد!
فهناك الكثير ممن ضحى بنفسه؛ لأجل إحياء الأنفس، فالأطباء مرابطون عند جبهة الخطر، لم يستسلموا، وكل أفراد الشرطة أعلنوا حالة الطوارئ؛ فتركوا صغارهم وتجولوا ليل نهار للمحافظة على أمن الوطن، وهناك غيرهم الكثير، والدولة لم تتوانَ في تقديم الدعم وعلاج المصابين، وأنتَ جاء دورك الآن لتكون أحد هؤلاء، لتثبت لنفسك أنك مازلت على قيد الإنسانية، وأن روحك تنبضُ مسؤولية، وأن الوفاء والإخلاص لا يحتاج سوى للنية.