“فعلاً مبيتنسيش” تامر ورامي معا في ديو.. استدعاء ذكريات الاكس أم سامو زين؟
صحفية قادمة من عالم "التخاطر الموسيقي"
منذ إعلان النجم تامر حسني عن طرح ديو الجديد مع المطرب والملحن رامي صبري بعنوان “فعلاً مبيتنسيش”، كنت في قمة الشغف والترقب، فكل منهما من أبرز النجوم الذين قدموا العديد من الأعمال المميزة على مدار العقدين الماضيين.
كتبت ريهام طارق
لا يقتصر تميز تامر حسني ورامي صبري على كونهما مطربين فحسب، بل باعتبارهما أيضًا من صناع الموسيقى الذين قدموا ألحانًا وتوزيعات رائعة، وقادرين على إضفاء سحر خاص على أعمالهم.
ركزت جيدًا و انصت بكل تركيز، وقلت في همسٍ: “بعض الظن إثم”، و استمررت في سماع الأغنية على أمل أن أسمع شيئًا مختلفا، شيئًا يثبت لنا أن هؤلاء النجوم قادرون على إبهارنا، بل وتجديد الألحان بما يتناسب مع أذواقنا العصرية.
اقرأ أيضاً: ريهام طارق تكتب: حين يسقط ضمير صاحبه الجلاله في مستنقع التريند
الصدمه الكبري:حالة غريبة من “التخاطر الفني”!!
لكن، بعد الاستماع الأول، شعرت بشيء غريب، شعور مختلط بين الإعجاب والدهشة، فأنا لست من محبي “التكرار”، وبينما كنت أظن أنني أستمع إلى لحن جديد تمامًا، اكتشفت بعد ساعات من الاستماع المتواصل أنني كنت أمام حالة غريبة من “التخاطر الفني”!! نعم، عزيزي القارئ، الأغنية الجديدة لتامر ورامي لم تكن سوى إعادة تقديم للحن أغنية “أيامنا في بعادنا” للمطرب اللبناني سامو زين، التي كتب كلماتها تامر حسين، وألحان أحمد حسين، وتوزيع تميم.
دفعني الفضول إلى مقارنة الأغنيتين، وعندما قمت بتشغيل “فعلاً مابيتنسيش” بجانب “أيامنا في بعادنا”، شعرت وكأنني أشاهد فيلمًا من أفلام الخيال العلمي! فهل يعقل أن يصل الأمر إلى حد نسخ لحن الأغنية الجديدة بنسبة 70%؟ هل كان هناك توارد أفكار قوي بين شادي حسن، ملحن الأغنية الجديدة، وأحمد حسين، ملحن أغنية سامو زين؟ وهل تزامن ذلك مع توافق مدهش بين موزع الأغنية الجديدة طارق توكل وموزع “أيامنا في بعادنا” تميم؟ يبدو أنني بدأت أشك في وجود شيء غامض يحدث وراء الكواليس!
كيف يمكن أن يحدث هذا من نجوم بحجم تامر حسني ورامي صبري؟
المفارقة هنا أنني ما زلت في حالة من الصدمة، وأتساءل: كيف يمكن أن يحدث هذا من نجوم بحجم تامر حسني ورامي صبري؟ ألم يكن هناك من ينبههم إلى أن هذا “التخاطر” الموسيقي قد يصبح “فعلاً مابيتنسيش” وستكون نقطة سوداء في تاريخهم.
ربما كنت سأقبل تفسير الأمر على أنه مجرد صدفة لو كان التشابه طفيفًا، لكن عندما يصل إلى 70%، تصبح الصدفة غير منطقية. مثل هذه الأمور قد تُغتفر لفنانين مبتدئين، أما تامر حسني ورامي صبري، مع كل عبقريتهما الموسيقية وتاريخهما الحافل، فلا يمكن أن يتركا الأمور بهذه البساطة.
تامر، رامي، لماذا؟! هل كنا بحاجة إلى هذا النوع من “التخاطر” الموسيقي؟ أليس هناك حدود لما يُسمى بـ”توارد الأفكار”؟ كنت متفائلة عندما سمعت الأغنية لأول مرة، ولكن بعد هذه الصدمة، أشعر أنني بحاجة إلى استراحة موسيقية أستوعب فيها ما حدث، لعلني أتمكن من التعامل مع هذا التخاطر الذي تجاوز كل الحدود ووصل إلى حد التوحد في عالمنا الموسيقي.
أحترم تاريخ هؤلاء النجوم، لكن هذا النوع من “الإلهام” أو “التخاطر”، كما أحب أن أسميه، يبدو بعيدًا عن مستوى التوقعات التي ننتظرها من فنانين بحجم قدراتهم ومكانتهم.
في تلك اللحظة، تذكرت الموسيقار الراحل محمد رحيم، الذي كثيرًا ما تعرضت ألحانه للسرقة، لكنه كان يرد بابتسامة هادئة قائلاً: “جميعهم إخوتي الصغار، وهذا مجرد توارد أفكار، وليس سرقة”. كم كنت راقيًا وحليمًا، و رحيما، يا رحيم، في ردود أفعالك!
تامر ورامي، لقد تركتم لنا سطورا مليئة بالأسئلة، كان بإمكانكم تقديم عمل أكثر إبداعًا بدلاً من هذا التكرار الفني، الذي جعلني أتساءل: هل كانت الأغنية اقتباسًا مقصودًا أم مجرد تخاطر ساذج؟
صحفية قادمة من عالم “تخاطر الأغاني”:
وبالرغم ذلك، لا يمكنني إنكار أن الأغنية ما زالت تحمل شيئًا من الجمال في لحنها، لكن من الآن فصاعدا، ربما سأكون أكثر حذرا في منح ثقتي أثناء الاستماع إلى الألحان الجديدة.
تحياتي، لك عزيزي القارئ كان معك صحفية قادمة من عالم “التخاطر الموسيقي”، حيث تطلق الألحان وتترك وراءها أسئلة وعلامات استفهام لا نهاية لها، تنتظر الإجابة.