رؤية مجرد رؤية بقلم الشاعرة والأدبية  //إنتصار محمد حسين

رؤية
مجرد رؤية
بقلم الشاعرة والأدبية 

//إنتصار محمد حسين

إليكم أعزائي تكملة من كتاب
القلوب وفيض جديد من فيوضاتها…
اليوم سأحكي عن ضحكات القلوب.سأحكي كيف تضحك داخلنا قلوبنا حينما تتجرأ يوما وتفتح إحدى نوافذ سجنها ..وعجباً لقد فُتحت تلك النافذة بمجرد لمس قفلها وكأنها كانت تُخيفني فقط بوجود ذاك القفل حتى لا اقترب منها.و لا أقدم على فتحها…

نافذة بعيدة الملامح

إنها نافذة على الأُخرى لكن من منظور آخر لم أكن أعهده ..وحينما فتحت وجدت عالم بسيط و للأمانة أنه ليس بعالم وردي كما كنت ارسمه بمخيلتي وأطمح بالسفر إليه بأحلامي لكنه عالم واضحةُُ معالمه كعالمنا هذا لكنه يختلف عنه في تفاصيله الدقيقة ذاك العالم به بشر
بمعني الكلمة يحملون معاني للإنسانية الحقة لاوجود فيه للأنانية ولا وقت فيه للحقد والحسد والضغينة .عالمُُ منشغلُُ بإصلاح ذاته قبل أن ينشغل بإصلاح الآخرين ويمارس عليهم تسلطه . إنه عالم فيه الأخوة واضحة المعالم محددة بالود موصولة بحبل من حديد قوية الملامح لا تعطي أي مجال لأي خذلان .عالمُُ فيه وجدتُ المرأة نجمُُ مضئ الكل يخشى بأن يقترب
كي لا يحترق من أضوائها الفجة
وحولها تدور أنجمُُ كُثُر وكواكب في مجرةٍ من الألفة لا لاختلاس النظر لمفاتنها الجسدية ولا المعنوية.
وكأن قلوب من بهذا العالم شفافة نقية يرى ما بداخلها بلا تكلف وبأريحية .عندها ضحك قلبي ضحكةُُ في فضائهم مدوية..
نظرت المجرة لي وتعجبت قلت لاتتعجبوا .فإني حين رأيتُ عالمكم
عز على قلبي الحياة هناك في عالمي.فعالمي قبيح المعالم شديد الظلم متيبس القلوب كالحجارة المراةُ هناك مطمع والرجل هناك يرى الدنيا له مرتع يفعل كل مايحلو له دون قيدٍ ودون حياء الا من رحم ربي ويظهر أمام الجميع بصورة الإنسان المتميز وربما يظهر بأنه فوق معاني الإنسانية يتربع .فلما قارنت عالمكم بعالمى وجدت أني
كنت ميتاً وعندكم وجدتُ الحياه
فهل تقبلونني بينكم صمتوا جميعا وتركوني والبكاء يتساقط من الأنجم كالمطر قلتُ أغيثوني من عالمي قالوا تلك هي دنياك فاتعظ . ولابعدُ لدنيانا تقتحم وادعوا الله دوما بأن يبدلك بخير منها لكن بعد أن تفارق الحياة في جنات رب البرية وذكروني بكلام الله قال تعالى (وما الحياة الدنيا الا لهو ولعب ولدارُ الآخرةُ خيرُُ لمن اتقى) وفي نفس اللحظة أُغلِقت النافذة .وأيضا ضحكت ضحكة مدوية لكن هذه المرة ضحكت ندم على ضياع فرصة الخروج من الدنيا بعد أن رأيتُ نبذةً من نعيم الآخرة. وتندمتُ علي عودتي لعالمٍ ليس به نفع وأُناسُُ ليس لهم قيمة ولا فائدة. ومنذ هذا الحين وانا اخشى تلك الضحكات
(ضحكات القلوب على زمن الخيبات)
وإلي نبعٍ قادم من أنهار أسرار القلوب.في ……
(وما زال بالقلب حكايات لا ترويها الكلمات)…..

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.