رئيس التحرير خالد فؤاد يكتب / أمسك حرامى ..الملف الكامل للسرقات الموسيقية قديما وحديثا
رئيس التحرير خالد فؤاد يكتب / أمسك حرامى ..الملف الكامل للسرقات الموسيقية قديما وحديثا
رئيس التحرير خالد فؤاد يكتب / أمسك حرامى ..الملف الكامل للسرقات الموسيقية قديما وحديثا
في حقبة الخمسينات من القرن الماضي رصد الصحفي الكبير محمد التابعي تحت عنوان “أمسك حرامي” مجموعة السرقات الفنية التى قام بها الموسيقار محمد عبدالوهاب.
وأثارت مقالات التابعي جدلا واسعا وردود أفعال كثيرة وقتها .
وفي مطلع التسعينات من القرن الماضي قامت ارملة الملحن الراحل رؤوف ذهنى عقب وفاته برفع دعوى قضائية أتهمت فيها الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب بأخذ كل ألحانه ونسبها لنفسه .
وقمت انا كاتب هذه السطور خالد فؤاد بزيارتها في شقتها بالدور الرابع بعمارة الجندول التى كان يملكها الموسيقار محمد عبدالوهاب حتى خمسينات القرن الماضي وكان يقيم بالدور الحادى عشر من العمارة وخصص الدور الثانى عشر للقاءات والبروفات .
وقالت لي بالنص أن عبدالوهاب أحضر زوجها ليقيم معه بنفس العقار وقام بأعطائه الشقه مجانا ليكون تحت عينيه ويستمع لكل ألحانه وموسيقاه أول بأول ويأخذ منه مايريد .
وقمت بنشر الموضوع بصفحة كاملة بصحيفة الأحرار المصرية المعارضة وقامت الدنيا ولم تقعد ونجح المستشار محمود لطفي وأخرين في إحتواء الأزمة ودفع السيدة للتنازل حرصا علي اسم وسمعة الموسيقار الكبير الراحل .
سرقة السلام عليكو
وبعدها ببضعة سنوات وكان أسم مصطفي كامل ظهر بشدة علي الساحة تقدم الملحن حسن إش إش وكان يشغل منصب عضو مجلس إدارة نقابة المهن الموسيقية وكذلك عضو مجلس إدارة جمعية المؤلفين والملحنين بشكوى للنقابة أتهم فيها مصطفي كامل بسرقة لحنه الذي قدمه حكيم تحت عنوان “السلام عليكو”، ووضعه على أغنية “بس قول يا رب” والتي طرحت في أحد ألبوماته .
وقال إش إش في تصريحات صحفية وقتها “كان لا بد وان أحارب السرقة والفساد وإذا لم آت بحقي أولا فكيف إذن آتي بحقوق الآخرين الذين يتعرضون لنفس هذا الموقف وهؤلاء منحوني المسؤولية والثقة في نقابة الموسيقيين، كما أن المحكمة الدستورية أعطت كل ذي حق حقه وقالت لا بد لمن يدخل المجال الغنائي أن يكون له ترخيص سواء من جمعية المؤلفين والملحنين أو نقابة المهن الموسيقية بخلاف ذلك يعرض للمساءلة القانونية .. فليس كل من هب ودب يصبح فنانا”.
وفي تحقيق أجرته صحيفة “الشرق الأوسط” منتصف عام 2005، لفت الموسيقار حلمي بكر الانتباه إلى كارثة سرقة بعض الملحنين المصريين للألحان الغربية كالإسبانية والتركية. وقال “كل صاحب لحن من هؤلاء مدرك تماما لما يحدث حوله ويعرف جيدا ما إذا كانت ألحانه تمت سرقتها في أي مكان في العالم أم لا”.
عمرو دياب ونانسي ونوال الزغبي
وقمنا نحن الصحفيين بعد هذا بتتبع تفاصيل السرقات الموسيقية.
وسألنا الدكتور رضا رجب – عميد المعهد العالي للموسيقى العربية ووكيل نقابة الموسيقيين وقتها عن كيفية تحديد هوية الألحان المسروقة ونسبها إلى أصحابها الأصليين وساهم معنا بكشف لنقاب عن أغانى كثيرة حققت نجاح كبير وهى في الأصل مسروقة وهي كالتالي، أغنية “يا حبيبي لا” تلحين عمرو مصطفى وتوزيع طارق مدكور منقولة بالنص من أغنية “اليوم السابع” للمطرب كريج ديفيد.
أما المطرب عمرو دياب فقد غنى الكثير من الألحان المسروقة منها “بيلوموني” الذي نسبه إلى نفسه والمأخوذ من الفريق الإسباني جيبسي كينغ.
نجوم الطرب الشباب
شهدت الساحة الغنائية العربية العديد من حالات الاقتباس الموسيقي، حيث تم تسجيل تشابهات واضحة بين بعض الأغاني العربية وألحان عالمية.
على سبيل المثال، أغنية “تملي معاك” التي لحنها شريف تاج لعمرو دياب، مأخوذة من أغنية “متى أحلم بالليل” لمارك أنطونيو، في حين أن أغنيته “قلبي اختارك”، من ألحان شريف تاج أيضًا، مستوحاة من لحن “سوسموز” لكارلوس سانتانا. كما أن أغنية “صدقني خلاص”، التي لحنها عمرو مصطفى، مقتبسة من أغنية “حبي للحياة” لدافيد كروفر، بينما يتشابه لحن أغنية “أنت ما قولتش ليه” مع لحن “سألوني الناس” لفيروز، من ألحان الرحباني. كذلك، وُجد أن أغنية “بعترف قدام عنيك” مأخوذة من أغنية “ماي بيبي نيو” لمارك أنطونيو، وأغنية “علم قلبي الغرام” تحمل تشابهًا كبيرًا مع لحن أجنبي آخر.
أما في الساحة اللبنانية، فقد تبين أن أغنية “يرخص الغالي” لراغب علامة، من ألحان أحمد فرحات وتوزيع مدحت خميس، مستوحاة من الأغنية التركية “دورا دورا”. كذلك، فإن أغنية “لو عندك كلام” للمطربة ألين خلف، التي لحنها أشرف سالم، مقتبسة من لحن “يا واد يا تقيل” الذي غنّته سعاد حسني.
كما لم تخلُ الساحة المصرية من الاقتباسات، حيث تبين أن أغنية “أوقات يا دنيا” لمحمد فؤاد، من ألحان أحمد محيي الدين، تحمل تشابهًا واضحًا مع أغنية “وايلد وورلد” لكات ستيفنز. أما أغنية “كل الأوقات” لسميرة سعيد، من ألحان عمرو مصطفى، فقد وُجد أنها مقتبسة من أغنية “ارسيس ريبل” لنازر باغ، بينما استُوحي لحن أغنيتها “من يومي”، من ألحان حمدي صديق، من أغنية “بابا لفيفوس” لديسبينا فاندي.
حلوة يابلدي لداليدا
من بين الحالات اللافتة، ثبت أن أغنية “ليالي زمان” لسميرة سعيد، من ألحان عمرو مصطفى، مستوحاة من أغنية “انبريكابل” لمايكل جاكسون. كما أن أغنية “ويلي يا هوى” لنوال الزغبي، من ألحان محمد رحيم، مأخوذة من أغنية “حلوة يا بلدي” لداليدا. أما أغنيتها “مالك علي يمين”، التي لحنها سمير صغير، فهي مقتبسة من الفولكلور الإسباني “المالا جوينا”، بالإضافة إلى أن العديد من أغنياتها تحمل تشابهًا مع أعمال شاكيرا.
كذلك، فإن أغنية “يا رموشها” لإيهاب توفيق، من ألحان حسين محمود فهمي، مقتبسة من “جول سونغ” لبوستن بروينز. وأغنية “وحداني” لخالد عجاج، من ألحان وليد سعد، متشابهة مع أغنية “بنغابوينز سالالا” للمطربة لندا غراب ونهارت. كما أن أغنية “أنت بتروح” لباسكال مشعلاني، التي لحنها طارق أبو جودة، تحمل تشابهًا مع “وادي كول” لفرانك ماريان وجورج ريام، بينما تبين أن أغنية “تحلف لي” لشيرين وجدي، من ألحان محمد رحيم، مقتبسة من أغنية “قارئة الفنجان” لعبد الحليم حافظ، من ألحان محمد الموجي.
الويل الويل وياسلام ياسلام
لم تتوقف الاقتباسات الموسيقية عند الأسماء السابقة، بل امتدت لتشمل أعمالًا أخرى لعدد من الفنانين المعروفين.
فقد تبين أن أغنية “عيني” لحميد الشاعري وهشام عباس، من ألحان عنتر هلال، مقتبسة من أغنية “الويل الويل” لعبد الحليم حافظ. كما أن أغنية “يا سلام يا سلام” لنانسي عجرم مستوحاة من التراث الشعبي، وتحديدًا من أنشودة “رمضان يا رمضان”.
أما أغنية “بس قول يارب” لمصطفى كامل، فهي مأخوذة من لحن “السلامو عليكو” للملحن حسن إش إش، والتي سبق أن غناها حكيم، مع العلم أن هذه الأغنية نفسها مقتبسة من “انسينك بوب” للويدروبشن وجاستن تيمبرليك.
كذلك، فإن أغنية “يا شارون أنت فاجر” لمحمد الحلو، من ألحان أمير عبد المجيد، تستند إلى لحن أغنية “يا حبيبي عود لي تاني” التي غنتها شادية من ألحان بليغ حمدي. أما أغنية “مشكلني” للفنان الإماراتي حسين الجسمي، فقد أثيرت شائعات حول اقتباسها من لحن إيراني، لكن الجسمي سارع إلى احتواء الجدل.
بالإضافة إلى ذلك، شهدت الساحة الغنائية حالات سطو مباشر على الأغنيات دون إذن مسبق من أصحابها الأصليين. حيث قام الفنان محمد منير بأداء أغنية “وسط الدايرة” التي تعود للمطرب السوداني محمد وردي دون الحصول على إذنه. كما قامت المغنية اللبنانية مروة بإعادة تقديم أغنية “أم نعيمة”، التي تعود بالأصل إلى الفنانة الشعبية ليلى نظمي.
أما المطرب اللبناني أحمد دوغان، فقد قام بأداء أغنية “أنا أولا بحبك”، التي كانت جزءًا من ألبوم “أول حبيب” للفنان المصري إبراهيم عبد القادر، دون الحصول على حقوقها الأصلية.

السرقات الموسيقية الحديثة
1. “الغزالة رايقة” ومأزق الاقتباس
أثارت أغنية “الغزالة رايقة” التي حققت نجاحًا واسعًا في 2022 جدلًا حول تشابه لحنها مع أغانٍ أجنبية سابقة، ما دفع البعض لاتهام صُنّاعها بالاقتباس دون تصريح رسمي.
2. “سلام” لسعد لمجرد
واجه سعد لمجرد اتهامات بسرقة مقطع موسيقي من الفنان المغربي هشام التلمودي في أغنيته “سلام”، حيث تم حذفها مؤقتًا من يوتيوب بعد اعتراض التلمودي على استخدام اللحن دون إذنه.
3. “بشرة خير” لحسين الجسمي
أثيرت شكوك حول التشابه بين لحن “بشرة خير” وأغنية “Mundian To Bach Ke” للفنان بنجابي إم سي، وهو الأمر الذي زاد الجدل حول تأثير الموسيقى الغربية في الأغاني العربية المعاصرة.
4. “وسط الدايرة” لمحمد منير
تردد أن هذه الأغنية مستوحاة بشكل مباشر من عمل للفنان السوداني محمد وردي، ما أدى إلى احتجاجات في الأوساط الفنية السودانية.
5. “ويلي يا هوى” لنوال الزغبي
أثيرت شكوك حول تشابهها مع “حلوة يا بلدي” للمطربة داليدا، مما جعل البعض يتهمها باقتباس غير مُصرح به.
6. “يرخص الغالي” لراغب علامة
تم اتهام الأغنية بسرقة لحنها من الأغنية التركية “دورا دورا”.
7. “يا رموشها” لإيهاب توفيق
تم اتهام الأغنية بأخذ لحنها من جول سونغ – لبوستن بروينز.