رئيس فرنسا يوبخ ترامب ويصفه ويصفة بالخائن والشيطان والأخير يشكره

استقبلت العاصمة الفرنسية باريس، امس الأحد، نحو 70 من الشخصيات العامة والسياسية والحربية للاحتفال بالذكرى المئوية لاتفاقية وقف إطلاق النار في الحرب العالمية الأولى، والتي انتهت بها الحرب.

وقبل إقامة الاحتفال، اقترح ماكرون خلال مقابلة مع إذاعة “أوروبا 1” الفرنسية، الإثنين الماضي، إنشاء جيش أوروبي حقيقي ومستقل، وذلك لحماية الدول الأوروبية من الولايات المتحدة وروسيا والصين.

وأكد أن أوروبا إذا لم تقرر إنشاء جيش حقيقي من دون حتى مساعدة الولايات المتحدة، فلن يكون لديها القدرة على حماية نفسها.

وأردف “لا يمكننا حماية الأوروبيين إذا لم نقرر إنشاء جيش أوروبي حقيقي، في وجه روسيا التي تمتلك حدودا معنا والتي أظهرت بأنها قد تشكل تهديدا لنا، يجب أن تكون أوروبا قادرة على الدفاع عن نفسها لوحدها بطريقة سيادية، من دون أن تكون مرتبطة بالولايات المتحدة فقط، علينا أن ندافع عن أنفسنا! من الصين وروسيا، وحتى من الولايات المتحدة”.

أثار اقتراح ماكرون استياء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي وصفه بالمهين، ورد عبر منصته المفضلة، وكتب على حاسبه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” : “اقترح الرئيس الفرنسي ماكرون للتو أن تقوم أوروبا ببناء جيشها الخاص من أجل حماية نفسها من الولايات المتحدة والصين وروسيا. إنه أمر مهين للغاية ، لكن ربما يتعين على أوروبا أولًا دفع حصتها العادلة من حلف الناتو ، والتي تدعمها الولايات المتحدة إلى حد كبير”.

أثارت التغريدة استنكار ماكرون، بسبب رغبته في عدم مناقش الأمور الدبلوماسية عبر “تويتر”، وأعرب عن ذلك خلال حواره مع فريد زكريا مذيع شبكة “سي إن إن” الأمريكية، وقال إنه يفضل إجراء المناقشة أو الرد على الأسئلة بصورة مباشرة، بدلا من مناقشة الدبلوماسية عبر التغريدات.

وعندما سأله المذيع فريد زكريا عما إذا كانت تغريدة ترامب خطأ، قال ماكرون “أنا لا أعرف..لست من يدير تغريداته”.

وعند استقباله ترامب، قال ماكرون في مؤتمر صحفي “أتشاطر آراء الرئيس ترامب بأننا بحاجة إلى تقاسم العبء بشكل أفضل داخل حلف الناتو، ولهذا أعتقد أن مقترحاتي للدفاع الأوروبي تتفق تمامًا مع ذلك، لأنه يعني المزيد من أوروبا داخل حلف الناتو، وقدرات أكثر، من أجل أخذ جانبنا من العبء. وأعتقد أنه من العدل جدًا وهو أمر مهم للغاية”.

فيما قال ترامب “نريد أن نكون هناك قطع. نحن نريد أن نساعد. نريد أن نكون جزءًا منه. لكن على الدول المختلفة أن تساعد أيضا. هذا عادل. وأعتقد أن الرئيس – لقد ناقشنا هذا بالفعل – وأنا نتفق كثيرا على ذلك”.

لم ينته الأمر عند هذا الحد، حيث هاجم ماكرون ترامب خلال كلمته أمام قادة العالم في “قوس النصر” وسط باريس.

وبحسب “سي إن إن”، استمع ترامب إلى تحذير قاس من مضيفه ماكرون، بأن القوى التي تسبب في حدوث المذبحة-الحرب العالمية الأولى- بدأت تستعيد عافيتها.في إشارة منه إلى عودة النزعة القومية إلى الولايات المتحدة.

وكان ترامب قد أعلن خلال كلمته بمؤتمر انتخابي، أنه فخور بأنه “قومي”.

وكرر ماكرون، الذي يوصف بأنه أعلى الحراس صوتا ضد المد العالمي للقومية، تحذيراته خلال خطابه قائلا : “الوطنية هي النقيض تماما للقومية، القومية هي خيانة للوطنية، من خلال قول مصالحنا أولًا، من يهتم بالآخرين، نحن نمحو ما تعنيه أمة ، وما يعطيها الحياة، وما يجعلها عظيمة وما هو ضروري: قيمها الأخلاقية”.

وأكد “اعلم أن هناك شياطين قديمة تعود الى السطح. إنهم مستعدون لاشاعة الفوضى والموت. التاريخ يهدد في بعض الأحيان بأن يأخذ مساره الشرير مرة أخرى”.

ولفتت “سي إن إن” إلى أنه كان من المستحيل النظر إلى تصريحاته على أنها أقل من توبيخ لترامب، الذي تبنى بفخر سياسة “أمريكا أولا”، وفي حديثه أمام المقبرة الأمريكية بباريس، لم يرد ترامب على ما قاله ماكرون واكتفى بالتمسك بكلمة موجزة لتكريم قتلى الحرب.

وصلت رسالة ماكرون وهجومه على ترامب إلى الجميع، حيث قال السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام، لقناة “سي بي إس” الأمريكية، إن انتقاد ماكرون لترامب سببه، أن زعيم الحليف الأقدم للولايات المتحدة يواجه مشاكل سياسية داخلية، وأنه يختار معركة مع ترامب للعب سياسة جيدة.

لم تكن القومية وعودة الأشرار هي مجمل هجوم ماكرون على ترامب، فبنظرة أخرى على خطابه نجد أنه لم تخل أي جملة في الخطاب من هجوم على ترامب.

فحين دعا قادة العالم للتصدي إلى التهديدات المتمثلة في “شبح الاحتباس الحراري وتدمير البيئة والفقر والجوع والمرض وعدم المساواة والجهل”. مشيرا إلى النسحاب ترامب من اتفاقية المناخ، وهجومه على تقارير العلماء التي تحذر من تفاقم أزمات المناخ، وأعرب ترامب عن تشككه من علم التغير المناخي، واصفا الاحتباس الحراري بأنه “خدعة” خلقها الصينيون لتدمير الصناعة الأميركية.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.