رجال الدين احترمهم لكني لا أقدسهم.. الفرق بين البشر والأنبياء

خطر تقديس رجال الدين ووضعهم في منزلة الأنبياء والصحاب

 

بقلم: ريهام طارق 

يمثلون رجال الدين المعتدلين البعيدين عن أي تعصب او اتجاهات متشددة رموزًا هامة في المجتمع لما يقومون به من دور عظيم في نشر التعاليم الدينية وتوجيه الناس نحو القيم الروحية والأخلاقية، موجهين المجتمع نحو ما فيه الخير، ولكن علينا أن نعرف جيدا أن رجل الدين، ما هو إلا وسيلة لحماية أصول الرسالة وليس نبينا مرسلا لنشرها من خلال وجهة نظره الخاصة، خاصتا لو كانت محرفة أو بعيدة عن تعاليم القرآن أو السنة الشريفة، لذلك يجب علينا أن ندرك الفرق الجوهري بين رجال الدين وبين الأنبياء والصحابة الذين يملكون مكانة دينية خاصة واستثنائية.

اقرأ أيضاً:علي إسماعيل وفؤاد الظاهري أبرز الموسيقيين خلف أفضل الأفلام الرومانسيه

رجال الدينبشر يخطئون و يصيبون، و يظلون في إطار الاجتهاد البشري المحدود:

يجب أن ندرك جيدا أن رجال الدين، مهما بلغت خبرتهم ومعرفتهم، هم بشر يخطئون و يصيبون، يظلون في إطار الاجتهاد البشري المحدود، أما الأنبياء، فقد جاءوا بـ رسالات سماوية وكانوا معصومين من الخطأ، و رسلًا من عند الله، وهو ما يجعلهم في مكانة لا يمكن لأحد أن يقارن بها، كذلك، الصحابة الذين عاشوا مع النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) و شهدوا نزول الوحي، قد نالوا من الفضل والمكانة ما يجعلهم في مرتبة أعلى، من هنا يجب أن نفرق بين الاحترام الذي تمنحه لرجال الدين لدورهم الاجتماعي والديني، وبين التعظيم الذي لا يجوز أن يصل إلى حد التقديس.

اقرأ أيضاً: ياسمين صبرى تعود إلى الدراما الرمضانية 2025 بمسلسل “الأميرة ضل الحيطة”

المشكلة هنا قد تنشأ في أن البعض قد يرفع من مكانة رجال الدين بشكل مبالغ فيه وكأنهم معصومون من الخطأ، هذا الفهم الخاطئ قد يؤدي إلى تضليل العامة، حيث ينظر إلى آرائهم على أنها غير قابلة للنقاش، لذا من الضروري أن نحافظ على الاحترام والتقدير لرجل الدين ولكن دون أن نضعهم في مكانة تعادل الأنبياء أو الصحابة، ونكون في غاية الحذر من رجال الدين الذين يتقمصون أدوار الأنبياء ويطالبون الناس تمجيدهم و تعظيمهم، هؤلاء يشكلون خطراً كبيرًا، خاصة على ضعاف النفوس و الجهلة الذين قد يقعوا في شباك الخداع، فبدلاً من أن يكونوا قدوة صالحة للالتزام بالقيم الدينية، يتحولون إلى أدوات لاستغلال مشاعر الناس و استنزافها عقليا و روحيا.

اقرأ أيضاً: مهرجان الإسكندرية السينمائي يكرّم الإيطالية فرانشيسكا ريتونديني في دورته الـ40

استغلال الدين لمكاسب شخصية هو أحد أخطر قضايا العصر :

إن استغلال الدين لـ مكاسب شخصية هو أحد أخطر قضايا العصر كما يعتبر شكل من أشكال الخداع، حيث يختلط الحق بالباطل، مما يضعف معتقدات المجتمع ويهدد استقراره الفكري والأخلاقي، لذلك يجب على الأشخاص أن يكونوا واعين وأن يميزوا بين الدين الصحيح و أولئك الذين يستغلون مكانتهم كرجال دين موثوق بهم لتحقيق غاياتهم ومصالحهم الخاصة.

أهمية التوازن بين الاحترام والتفريق بين المقامات:

باختصار شديد يجب علينا احترام رجال الدين باعتبارهم مرشدين و موجهين، ولكن مع الوعي الكامل بحدود دورهم، و باتباع هذا التوازن بين الاحترام والتفريق بينهم  وبين الانبياء نضمن بذلك أننا على الطريق الصحيح في تقديرنا للدين و نظرتنا لمن يمثلون رموزه.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.