مروان موسى رجل فقد قلبه.. اعترافات لا تناسب ضعاف القلوب

يأتي ألبوم “الرجل الذي فقد قلبه” كعمل موسيقي استثنائي يتجاوز التوصيفات التقليدية، ويمنح الفن معنىً جديدًا حين حول مروان موسى الألم إلى صوت.

كتبت: ريهام طارق 

مروان موسى، لم يصنع مجرد ألبوم من 23 تراكًا؛ بل كتب سيرة روحه، بجرأة من يسرد مذكراته في العلن دون مواربة، بنضج فني يليق بفنان قطع شوطًا طويلًا على طريق الذات والموسيقى معًا.

منذ اللحظة الأولى، يتضح أن هذا الألبوم هو عمل شخصي بامتياز، يشبه دفتر اعترافات موسى بعد تجربة فَقْد والدته، وهي تجربة محورية هزّت كيانه ووجدت صداها في كل تفصيلة من تفاصيل المشروع.

اخذنا مروان موسى في هذا الألبوم في رحلة موسيقية الي عالم خريطته مقسمه الى خمس مراحل من درجات الاكتئاب والتعافي منه وهي: الإنكار، الغضب، المساومة، الاكتئاب، و التقبل لكنها رحلة لا تسير بخط مستقيم، بل تتداخل المراحل و تتشابك، كما الحياة تمامًا، ولعل هذا ما منح العمل طابع من الصدق الشديد مع النفس ، فينطق بالألم دون ابتذال، ويروي الانكسار بجراه.

اقرأ أيضاً: لميس تشعل السوشيال ميديا بلقاء ناري مع حدوتة… وقريباً عودة الخلطة السحرية

برز في هذا الألبوم أسلوب موسى الذي تجاوز مجرد “البيت” التقليدي، ودمج ببراعة التراب الشعبي مع أصوات السنث الثقيلة والميلوديات العاطفية، دون أن يفقد هويته وقد استعان بمقاطع صوتية عائلية منها صوت والده ليُضفي طابعًا وثائقيًا على العمل، يقرّب المستمع من قلب التجربة، وكانه جزء اصيل منها.

اقرأ أيضاً: هيفاء وهبي تقلب الطاولة: “لم أُقاضِ النقابة”… فمن يشعل النار باسمها؟

الرجل الذي فقد قلبه” ليس عنوانًا فقط، بل توصيف دقيق لحالة، وحكاية فنان قرر ألا يدفن وجه في الرمال ويواجه الألم الساكن في اعماق وجدانه وقلبه، بل استعرضه بوضوح في كلماته، فيجد فيه الآخرون ما يعينهم على الألم، جاء الألبوم كوثيقة موسيقية صادقة، ومزيج بين السيرة الذاتية والخيال السمعي وربما لم يفقد مروان قلبه فعلًا، بل أعاد اكتشافه داخل كل نغمة، وكلمه.

انه ألبوم لا يقتصر على مستمعي الهيب هوب فقط، بل على كل من مرّ بتجربة فقد، وسعى إلى النجاة.

لم يكتفي مروان موسى بصوته وحده، بل شارك دنيا وائل، التي مثّلت صوتًا أنثويًا محوريًا داخل الألبوم، يتردد صداه كضمير داخلي، أو معالجة نفسية، أو ظلّ لحبيبة غائبة، أو حتى تجسيد للغائب ذاته: الأم.

في النهاية ألبوم “الرجل الذي فقد قلبه” عمل فني متكامل يجمع بين الموسيقى والشعر، بين السيرة الذاتية والاعترافات النفسية العميقة،  استطاع مروان موسى أن يحوّل الحزن إلى إبداع، والفقد إلى بوصلة فنية تقوده  ويقود مستمعيه  نحو ضوء بعيد في آخر نفق التجربة الإنسانية، و منح الحل لكل من عانى، ومرّ من نفس الطرق المظلمة.

مروان موسي فنان حقيقي، قوي، صادق، وجريء ومثقف بما يكفي ليقول: “نعم، انكسرت… لكنني هنا، اصنع من شظايا ألمي قوتي ونجاحي وطريقي للنجاه”.

 

 

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.