رحاب حسين: نمتلك الموهبة والخبرة ونفتقد فرص العمل التي نستحقها

تبرز الفنانة رحاب حسين كواحدة من الأسماء المميزة التي استطاعت أن تترك بصمة واضحة في الساحة الفنية رغم الضغوط والتحديات التي تواجهها.

حوار: ريهام طارق 

تظل رحاب حسين متشبثة بـ شغفها وحبها للفن، مسلطة الضوء على تجاربها ومواقفها الفريدة في هذا الحوار، نستعرض مع رحاب حسين رؤيتها حول أهم القضايا والأزمات التي يعاني منها الوسط الفني الآن، والتحديات التي تواجهها، و آمالها المستقبلية، لتكشف لنا عن جوانب جديدة من حياتها المهنية والشخصية.

في البداية نرحب بالفنانة رحاب حسين في جريدة أسرار المشاهير وتشكرها على إتاحة الفرصة لإجراء هذا الحوار:

رحاب حسين: أشرف زكي يسعى دائمًا لإيجاد حلول ترضي الجميع.

يواجه العديد من الفنانين حاليا أزمة قلة فرص العمل، من وجهة نظرك ما السبب الرئيسي لهذه المشكلة؟

في الحقيقة، لا أعرف السبب الدقيق لهذه الأزمة، لكن الواقع مؤلم؛ فهناك مئات الممثلين الذين قد لا يجدون فرصة واحدة للعمل لسنوات، وبعضهم يعتمد بالكامل على التمثيل كمصدر للدخل ومع ذلك، أستطيع أن أؤكد أن النقابة ليست مقصرة في هذا الجانب، الدكتور أشرف زكي يبذل جهوداً كبيرة لإيجاد حلول ترضي الجميع، ويسعى باستمرار لتوفير فرص عمل ودعم الفنانين، كما أن النقابة تقوم بدور فعّال في تقديم الخدمات الطبية والعلاجية، وتقف بجانب أي فنان يواجه أزمة، وهذا شيء يحسب لها.

اقرأ أيضاً: أحمد سعد .. عملية معقدة وتطورات صعبة وقرار إعتزال ” نهائى أم مؤقت”

هل تعتقدين أن المخرجين الحاليين يلعبون دوراً في هذه الأزمة خاصة أنهم من يختارون فريق العمل؟

بالتأكيد، بعض المخرجين يميلون إلى الاعتماد على نفس فريق العمل في كل مشروع جديد، مما يقلل من فرص ظهور وجوه جديدة، ومع ذلك، هناك أيضاً مجموعة من المخرجين الذين يفتحون الأبواب لمن يستحق، بالنسبة لي ولزوجي، الفنان أحمد سعد، نحن نمتلك من الخبرة والموهبة ما يؤهلنا لتقديم أدوار متنوعة، وقد شاركنا في العديد من الأعمال الفنية المختلفة، وهذا يجب أن يعطينا فرصًا أكبر للعمل في المستقبل.

كيف أثرت أزمة قلة فرص العمل على حياتك الشخصية والمهنية؟

قبل أن أكون فنانة، أنا إنسانة لديها التزامات مالية و حياتية، لدي أطفال يحتاجون إلى رعاية والتزامات شهرية مثل أي أسرة مصرية على سبيل المثال، نحن نسكن في شقة إيجار، و نلتزم بدفع أقساط السيارة، للأسف، أنا وزوجي نعتمد كليا على دخلنا من الفن، لم نحاول يومًا أن نفتح مشروعا تجاريا أو أن نعمل في مجال آخر بجانب التمثيل، وهو ما يضعنا في موقف صعب عندما تكون هناك فترة طويلة بدون عمل.

منذ متى بدأت تتفاقم أزمة العمل علي الساحه وكيف أثرت سلبا على العديد من الفنانين؟

بدأت العمل منذ أن كنت طالبة في المعهد العالي للفنون المسرحية، وكان هناك العديد من الفرص حينها، لكن بعد الثورة، بدأت الأمور تتغير تدريجيًا، وبدأت الأزمة تتفاقم خاصة عندما أصبحت شركة واحدة فقط مسؤولة عن الإنتاج في مصر، السؤال الذي أطرحه هو: هل القائمون على هذه الشركة لا يلاحظون تكرار نفس الوجوه في الأعمال الفنية؟ لماذا لا يتم الاستعانة بالنقابة لترشيح أسماء جديدة وقوية للمشاركة في هذا الإنتاج الضخم السنوي في الدراما التلفزيونية؟

اقرأ أيضاً: افتتاح مهرجان الجونة السينمائى فى دورته الـ 7..أبرزها تكريم محمود حميدة 

الشركة المتحدة حالياً هي المسؤول الأول عن الإنتاج في مصر هل تقوم بالتدخل في اختيار فريق العمل تترك الأمر بالكامل للمخرج؟

المخرج هو من يتولى مسؤولية اختيار فريق العمل، لكنني لست متأكدة مما إذا كانت الشركة تشرف على هذه العملية بشكل مباشر أم تتركها بالكامل للمخرج ومع ذلك، أرى أن هناك حاجة ملحة لـ إشراك النقابة في عملية الترشيح، لضمان تحقيق تنوع أكبر في الوجوه والمواهب.

هل تعتقدين أن مكاتب الكاستنج في مصر تلعب دورًا رئيسيًا في أزمة قلة فرص العمل؟

نعم، هناك العديد من مكاتب الكاستنج التي تعمل بشكل غير مؤهل، بعضها يتقاضى مبالغ مادية مقابل توفير فرص العمل، وهناك بعض ورش التمثيل التي تقدم لأشخاص غير أكاديميين، مقابل مبالغ كبيرة، بالنسبة لي ولزوجي، كخريجي المعهد العالي للفنون المسرحية، من غير المنطقي أن نلتحق بهذه الورش للحصول على فرص عمل.

في الماضي، كان “الريجيسير”  هو المسؤول عن توصيل السيناريو للفنان،كيف تغير دوره وتحول مسؤولا عن اختيار الترشيحات للممثلين؟

بسبب ضيق الوقت وقلة فترة التحضير قبل التصوير، يعتمد المخرجون اليوم على الريجيسير في الترشيحات المبدئية للممثلين، بدلا من البحث عنهم بأنفسهم، لكن هذا أدى إلى اعتماد كبير على أشخاص قد لا يكونون مؤهلين بما يكفي لاتخاذ هذه الاختيارات، أو يكون الاختيار تحت تأثير حسابات شخصية أخرى.

لماذا لم تلجأين إلى شركات الانتاج الفني بشكلٍ شخصي للحصول على فرصة عمل؟

بالفعل، جربت ذلك، ذهبت إلى شركة سعدي جوهر، وهناك التقيت بأحد الأشخاص المسؤولين الذي استمع لي باهتمام ووعدني بالاتصال، لكنه لم يفي بوعده، بعد محاولات عديدة، قررت التركيز على البحث عن فرصة عمل مناسبة، بصفتي نقابية وخريجة المعهد، طلبت مقابلة المنتج سعدي جوهر شخصياً، ووعدني بالمشاركة في أحد أعمال الشركة، لكنني لم أتمكن من لقائه مرة أخرى، عدت لاحقاً إلى الشركة، والتقيت بمسؤول آخر وعدني بفرصة عمل قريبة، لكنني عندما حاولت التواصل معه هاتفياً بعد ذلك، لم يجب، ما لاحظته هو أن العديد من العاملين في شركات الإنتاج يتعاملون مع الفنانين بأسلوب يخلو من التقدير، و كأن الفنان فقد هيبته واحترامه مقارنة بالماضي.

اقرأ أيضاً: يوسف وهبى: أسطورة المسرح والسينما المصرية ورحلة الصعود والهبوط

علمنا أن زوجك الفنان أحمد سعد كان لديه فكرة مميزة لبرنامج تلفزيوني، لماذا توقف المشروع ولم يتم تنفيذه؟

بالفعل، الفكرة كانت من إبداع أحمد، وعرضها على مدير الإنتاج حسام شوقي رحمه الله الذي تحمس جداً لها منذ البداية، حتى أنه طلب من أحمد عدم نشر أي تفاصيل على السوشيال ميديا لحمايتها، مؤكداً أن الشركة المتحدة ستتولى إنتاج البرنامج، لكن للأسف، بعد وفاة حسام شوقي، توقف المشروع، وحاولت جاهدة الوصول إلى أحد المسؤولين في الشركة المتحدة لإحياء الفكرة، لكن لم أتمكن من ذلك.

هل حاولت عرض مشروع البرنامج على الشركة المتحدة مرة أخرى؟

بصراحة، لا أعلم، لقد حاولت بالفعل الوصول إلى أي مسؤول في الشركة المتحدة لكنني لم أتمكن من ذلك، وفشلت كل محاولاتي.

ما الذي تتمنيه لهذا المشروع؟

كل ما أتمناه هو فرصة لعرض فكرتنا على الشركة المتحدة و تقييمها بموضوعية، فهذا حقنا البسيط وإذا لم تحقق النجاح المطلوب، نقبل بالتوقف عن المحاولة، لكننا نأمل أن تنال الفكرة حقها من الاهتمام والإنصاف.

هل فكرتي يومٍ ما، خلال لحظات اليأس والإحباط، في اعتزال الفن؟

لا، لم أفكر في ذلك أبداً، لأن حبي للفن والتمثيل يمنعني من اتخاذ هذه الخطوة، أؤمن أن هناك دائماً أملاً في أن أجد الفرصة المناسبة يوماً ما، التمثيل هو جزء من هويتي ، ولا أستطيع التخلي عنه ولكن زوجي، أحمد، كان لديه تفكير جاد في الاعتزال، لأنه كان يشعر بمسؤولية الأب لأربعة أطفال، ولم يكن قادراً على تلبية احتياجاتهم في ظل الضغوط المالية التي نواجهها، الوضع كان صعباً للغاية، فمع التزاماتنا المادية وغياب دخل ثابت، بدأ أحمد يفكر في العمل في أي مجال آخر لضمان استقرار عائلتنا، حتى أنه بدأ يستكشف فرص العمل خارج مصر، خصوصاً في السعودية حيث يرى فرصاً أكبر، أحمد ممثل موهوب يشهد له الجميع بقدرته على تجسيد شخصيات متنوعة باحترافية عالية، لذا كان قرار الاعتزال مؤلماً جداً له، لكنه لا يزال يتمسك بالأمل في أن تتحسن الأوضاع في مصر، وأن يجد الفرصة التي يستحقها هنا.

 أصبحت الشهرة علي التيك توك معيارا لاختيار الممثلين في الأعمال الفنية

كيف ترين ظاهرة لجوء بعض الفنانين إلى “تيك توك” ؟

السؤال هنا هل يتم اختيار الممثلين للمشاركة في أعمال فنية مهمة فقط بناءً على شهرتهم على “تيك توك” وعدد المتابعين؟ هل أصبح معيار تقييم الفنان يعتمد على شعبيته على وسائل التواصل الاجتماعي بدلاً من موهبته الحقيقية؟ أنا شخصيا أراها كارثه بكل المقاييس، وبالنسبه للفنانين الذين يقدمون فيديوهات على التيك توك أنا مع أي محتوى راقي ومفيد يقدم للناس، وأنا بالفعل لدي بعض الفيديوهات على “تيك توك” مع أولادي، لكنني لا أراه بديلاً أو حلاً لتقييم الموهبة الحقيقية للفنان.

ما هو أكثر شيء يثير حزنك في الفترة الحالية؟ 

أكثر ما يثير حزني هو الشعور بأننا كفنانين نمتلك الموهبة والخبرة لكننا نفتقد الفرص التي نستحقها، أن تعمل لسنوات طويلة وتقدم مجهودك وتتعلم كل التفاصيل الفنية، ثم تجد نفسك في موقف صعب بدون عمل، هذا أمر مؤلم جدًا.

ما هو حلمكِ في مجال التمثيل؟ وهل هناك شخصيات معينة تتطلعين للعمل معها؟

حلمي أن أكون جزءًا من أعمال تحمل رسائل إنسانية قوية وتترك أثراً عميقاً لدى الجمهور، سواء كان ذلك في فيلم أو مسلسل هادف أما بالنسبة للأشخاص، فهناك الكثير من المخرجين والفنانين الذين أطمح للعمل معهم، لأن كل مخرج يمتلك بصمته الخاصة، ويمكنه اكتشاف جانب جديد من موهبتي، العمل مع مخرجين مختلفين يمثل فرصة ثمينة لاكتساب خبرات متنوعة وتجارب غنية.

في ختام هذا الحوار الشيق، نود أن نشكر الفنانة رحاب حسين على إلقاء الضوء علي أهم القضايا التي تواجه الساحه الفنيه حالياً وعلى صراحتها في تناول هذه القضايا التي تشغل بال العديد من الفنانين اليوم.

لقد أثبتت رحاب حسين أن الإبداع يتطلب شجاعة وصبرا، وأن الفن لا يقتصر على الأضواء والشهرة، بل هو رحلة مستمرة مليئة بالتحديات والانتصارات.

نتطلع جميعاً إلى رؤية المزيد من أعمال رحاب حسين ونتمنى لها النجاح الدائم في مسيرتها الفنية، علي وعد بحوار آخر مع نجم جديد ونجاحات جديدة مع ريهام طارق