رحلة إبداع ” شاهيناز الفقي ” بين ” سعيدة درب الأربعين ” و” الدبلة والمحبس ” حوار/ تامر عبد الحليم.

كانت ضمن الحاضرين للندوة التي أقيمت بدار الأوبرا المصرية ،عن ديوان “أول العرفان” للدكتور مرسي عواد وتحاورنا حول الكتابة والصعوبات التي يواجهها الكُتَّاب الآن ، إنها الروائية المصرية شاهيناز الفقي ،ودار بيننا حوار ثري حول كتابة الرواية ومؤلفاتها وأهم الجوائز التي تتمنى الحصول عليها في المستقبل ،وقدوتها من الكُتَّاب ، وإليكم محطات الحوار :-
العلاقة بين الدراسة والعمل وموهبتك في الكتابة :

1-هل هناك علاقة بين الدراسة وموهبتك في الكتابة؟
* الموهبة عادة تبدأ في سن مبكرة، اما الذي يحدد المجال الدراسي هو المجموع والتنسيق، درست في كلية التجارة قسم محاسبة، وعملت بالمحاسبة لفترة طويلة، وخلال تلك الفترة كنت أكتب وأراسل بعض الجرائد والمجلات؛ فتنشر لي بعض المقالات او قصة قصيرة أو خاطرة، و كان يسعدني جداً أن أشعر أن ما أكتبه يجد صدى عند المتلقي.
2-هل هناك علاقة بين العمل و إصقال موهبتك في الكتابة؟
*كل تجربة يمر بها الكاتب تصقل موهبته، الكتابة هي نتاج التجارب وتراكم الخبرات التي نمر بها، هي مجموع قراءات الكاتب ومشاهداته وتجاربه وتجارب الاخرين ثم يضيف عليها رؤيته، عملي في أكثر من مكان واختلاطي بأصناف متنوعة من البشر، بالتأكيد كان له فضل كبير في صقل موهبتي.
بداية الكتابة :
3-متى بدأت الكتابة؟
*بدأتُ من موضوع التعبير في حصة اللغة العربية؛ حيثُ كنت أعشق حصص اللغة العربية وبخاصة حصة التعبير، وأتفنن في كتابة الموضوع بشكل مختلف، ونقلني موضوع التعبير إلى الخواطر
و القصص الخفيفة ،وكنت أهوى تلخيص الكتب؛ حتى إني كنت ألخص قصص و روايات اجنبية و أهديهم لأصدقائي، ، أما عن الكتابة بشكل احترافي أعتقد إنني لم أبدأ بعد ، فأنا أعتبر نفسي هاوية و أكتب بروح الهواية.
الشعور بأهمية النشر :
4-متى شعرت بأهمية نشر ما تكتبين؟
*بعد كتابة رواية سعيدة درب الأربعين، شجعني الأصدقاء وبعض النقاد على النشر، والحمد لله لأنها كانت بداية موفقة، والرواية حققت صدى جيدًا وكانت خطوة مهمة للتعارف بيني وبين القراء من خلال عمل له قيمة.
اكتشاف موهبة الكتابة :

5-من الذي أكتشف موهبتك؟
*موهبة الكتابة تختلف عن المواهب الأخرى، لا تظهر بشكل محدد لنستطيع ان نقول أن شخصا يستطيع اكتشافها، هي موهبة تنمو على مراحل وتتغذى على الخبرات والمعرفة والقراءة المستمرة، لكن بالطبع كانت لي محاولات أعرضها على الأصدقاء او أرسلها لأحد المجلات فتجد صدى وترحيب وتلقى قبولا، ومن هنا بدأت أعي أني أمتلك موهبة في الكتابة ،تحتاج مني لمجهود كبير لصقلها وتنميتها.
سعيدة درب الأربعين :
6-ما موضوع رواية سعيدة درب الأربعين؟
– سعيدة درب الأربعين هي رواية اجتماعية وإنسانية في إطار تاريخي، تدور أحداثها في عهد الخديوي إسماعيل، وهي تناقش مفهوم الحرية، من خلال بطلة الرواية التي تقع في الأسر مع مجموعة من الفتيات في صفقة لبيع الرقيق، لينكشف أمر الصفقة وتثار بسببها قضية دولية يتخذها الانجليز
و الفرنسين مبررًا للتدخل في شئون مصر و حل البرلمان، هذه هي الفكرة الأساسية في الرواية ،ويدور في فلكها مجموعة من الأفكار والمفاهيم الإنسانية عن الفضيلة و الحب و التضحية من خلال شخصيات الرواية.
سنوات التيه :
7-ما موضوع رواية سنوات التيه؟
*سنوات التيه رواية نفسية تشويقية، تدور حول فكرة تأثير الزمن على حياتنا، من خلال بطلة الرواية التي تصاب بمرض نادر وتفقد من خلاله سنوات من عمرها، وتلجأ للطبيب النفسي ليساعدها في البحث عن تلك السنوات الضائعة، و تتوالى الأحداث لنكتشف مع الطبيب العديد من المفاجآت حتى نصل للنهاية لتفجر الرواية قضية مهمة، وسؤال يتبادر لذهننا طوال أحداث الرواية عما هو الأفضل.. التعايش مع واقع لا يحمل لنا سوى الألم أم الاستغراق في غيبوبة تحقق لنا سعادة، حتى لو كانت سعادة زائفة؟
الميل لكتابة الرواية والقصة القصيرة :
8-لماذا تميلين لكتابة الرواية والقصة القصيرة؟
* الرواية هي فن المعرفة الجميل لأنها تخاطب العقل والوجدان، وهناك عبارة للفيلسوف الألماني هيجل يصف فيها الرواية بأنها الصورة التعبيرية الملائمة لحالة الوعي في المجتمع، فالرواية هي مرآة المجتمع وتؤرخ لمن لا تاريخ له، وأنت من خلال الرواية تستطيع التعرف على مجتمع ما بكل تفاصيله في فترة من الفترات: الشوارع والبيوت والمعاملات المالية والمشكلات السياسية والاجتماعية ومستوى ثقافة المجتمع، والرواية تعطي مساحة كبيرة من الحرية للكاتب ليبدع، من خلال شخصيات متعددة وأحداث وتداخل الأزمان ومن خلال ذلك تجنح الرواية للتعميم، بعكس القصة القصيرة التي انتقلت للتخصيص فتعرض لجانب واحد من جوانب الحياة لفرد أو موقف من المواقف بشكل مكثف، و كل لون أدبي له أهميته و قيمته و تأثيره.
القدوة من الكُتَّاب العرب والأجانب :
9-من قدوتك من الروائيين العرب والأجانب؟
*كل كاتب أقرأ له يترك في نفسي أثرًا، ويضيف لي شيئًا، ومن الكتاب العرب تأثرت من بداية حياتي بالكاتب الكبير نجيب محفوظ وكانت أول رواية أقرأها له هي رواية “رادوبيس”، وأدهشني قدرته على الوصف و أسلوبه الساحر؛ فقرأتُ له أعماله الكاملة، وتعلمت منه الغوص في عمق الشخصية ،فلا توجد عند نجيب محفوظ شخصية مسطحة في أعماله ،حتى الشخصيات الثانوية في الرواية تجد لها أبعاد وعمق و كل كلمة لها مغزى، توفيق الحكيم كان له أثر في نفسي كبير جداً من خلال أفكاره الفلسفية في الروايات، إحسان عبد القدوس و يوسف ادريس و يوسف السباعي ، وكما قلتُ كل كاتب أثرى حياتي و وضع بصمته على شخصيتي و بالتالي على كتاباتي، أما بالنسبة للكتاب الأجانب فكانت لدي عقبة اللغة، أنا دراستي فرنسية و الكتب المترجمة من الإنجليزية للفرنسية نادرة تقريباً، و كنت اشعر بشيء من الغرابة حين أقرأ لكاتب روسي أو ألماني باللغة العربية، أشعر بأن هناك فجوة بين ما يكتبه الكاتب و ما يصلني من خلال الترجمة، و لكن بالطبع قرأت لديستوفسكي و تشيخوف و جورج اوريل و ألبير كامو و معظم الكتاب العالميين.
حلم جائزة البوكر العربية في الرواية :
10-ما الجوائز التي تطمحين في الحصول عليها؟
الجائزة هي تقدير لمجهود الكاتب سواء كانت مادية أو معنوية، والمسابقات التي تقوم في الرواية والقصة تحقق إثراء للمشهد الثقافي وتحفز على الإبداع من خلال المنافسة، وبالطبع أطمح في الحصول على جوائز لرواياتي وعلى رأسهم: جائزة البوكر العربية.
الأعمال القادمة :
11-ما هي أعمالك القادمة؟
*إن شاء الله أعكف على كتابة رواية؛ أتمنى أن يوفقني الله؛ لتكون خطوة جديدة وهامة في مستقبلي الأدبي ،وستُنْشَر لي مجموعة قصصية قريبًا بإذن الله : ” الدبلة والمحبس ” .

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.