رحلة جميل راتب العالمي ابن الباشوات في الفن بقلم أحمد علي

جميل راتب راتب سليل عائلة من الباشوات تعود إلى الحكم العثمانى وهى عائلة راتب الموظف الكبير فى الديوان الملكى إبان حكم محمد على باشا وكان أبناء العائلة يلتحقون بمدارس الأمراء، والده أبو بكر راتب الذى تزوج من فتاة جميلة ابنة عمر باشا سلطان.

جميل راتب في فيلم الكيف

مولد جميل راتب ودراسته

ولد جميل أبو بكر راتب، في 28 نوفمبر عام 1926 بالقاهرة، والده أبو بكر راتب وأمه ابنة شقيق هدى شعراوي، أكمل دراسة الشهادة التوجيهية في مصر، وكان يبلغ من العمر 19 عامًا، ثم أكمل دراسته في مدرسة الحقوق الفرنسية، وأرسلته اسرته بعد عام واحد من انضمامه لمدرسة الحقوق الي فرنسا لاستكمال دراسته الجامعية في فرنسا، بمنحة للدراسة في مدرسة السلك السياسي، ليحقق حلم اسرته ان يصبح سياسي مرموق. 

جميل راتب عندما كان طالبا

جميل راتب يترك السياسة لدراسة الفن

كان الفنان جميل راتب يهوي الفن، لذلك اتخذ قرارا ضد رغبة اسرته متمردا عليها وقرر دراسة التمثيل في السر دون معرفة عائلته التي كانت ترفض عمله بالفن، وبسبب ذلك تم إيقاف المنحة التي كانت تبلغ 300 جنيه، وعندما وصل لأسرته خبر دراسته الفن ، قامت بقطع علاقتها به، ولكي يتمكن من مواصلة دراسة التمثيل عمل جميل راتب في مهن كثيرة، منها «شيال» في سوق الخضار وكومبارس، ومترجم، ومساعد مخرج.

جميل راتب وليلي علوي

البداية الفنية لجميع راتب

بدأ الفنان جميل راتب مشواره الفني بالعمل كمساعد مخرج في فيلم «زيارة السيدة العجوز» لأنطوني كوين، وكان أول عمل سينمائي له عام 1946، عندما شارك في فيلم «أنا الشرق»، من بطولة الممثلة الفرنسية كلود جودار، وجورج أبيض، وحسين رياض، وتوفيق الدقن، الذي تم تصويره في مصر،وبعد انتهاء دوره في الفيلم رجع جميل راتب إلى فرنسا مرة أخرى.

جميل راتب وفاتن حمامة

جميل راتب والوصول للعالمية

شاهده الكاتب الفرنسي أندريه جيد، خلال تمثيله في مسرحية «أوديب ملكًا» فأعجب به وطلب منه أن يقوم بدراسة فن المسرح في باريس، وهو ما قام به بالفعل،حتي أصبح أحد الفنانين الذين وصلوا إلى العالمية بأكثر من فيلم، مثل الفيلم الأميركى “Trapeze” والفيلم الفرنسى – التونسى – البلجيكى “A Summer in La Goulette” وكذلك الفيلم الفرنسي “To Commit a Murder”.

جميل راتب في مشهد من فيلم عالمي

وكان جميل راتب فى حديث الصحافة العالمية، وكانت الصحف الفرنسية لفترة ليست بالقصيرة،ودائماً ما تتحدث عن أعماله وموهبته الاستثنائية.

جميل راتب حديث الصحف والمجلات الفرنسية

جميل راتب والعمل في السينما العربية

لم يقتصر عمل جميل راتب في السينما الغربية فقط،لكنه شارك فى عدد من الأعمال فى السينما العربية، خاصة التونسية، وكانت بدايته في العمل في السينما التونسية بالمشاركة في فيلم «Check Mate» للمخرج والمؤلف رشيد فرشيو فى عام 1995، الذى شارك فى المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائى، ثم عاد جميل راتب وكرر التجربة فى السينما التونسية عام 1996 مع المخرج فريد بوغدير فى فيلم “صيف حلق الوادى”.

جميل راتب وعمر الشريف في الفيلم العالمي لورانس العرب

فيلم الصعود الي الهاوية نقلة في مشوار جميل راتب

يعد فيلم «الصعود إلى الهاوية»، الذي قدمه عام 1978، نقطة التحول الرئيسية في مشواره السينمائي، حيث أدى دور «أدمون»، حصل عن دوره في الفيلم على جائزة الدولة تسلمها من الرئيس الراحل أنور السادات كأحسن دور ثانٍ، كان عضوًا في حزب التجمع، وكان المنتجون يرفضون التعامل معه لذلك السبب، وظل شهورًا بلا عمل حتى فاز بالجائزة فانهالت عليه العروض.

جميل راتب مع محمد صبحي

تلاه بعد ذلك مجموعة مهمة من الأعمال السينمائية، منها «الصعود إلى الهاوية»، «شفيقة ومتولى»، «البداية»، «الكيف»، «لا عزاء للسيدات»، و«الوداع يا بونابرت»، وغيرها.

تكريم جميل راتب

تم تكريم الفنان الراحل جميل راتب عدة مرات ومنها:

تكريمه في مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية في الدورة السابعة 2017.

تكريمه من نقابة المهن التمثيلية عن مجمل أعماله 2015.

تكريم جميل راتب في مهرجان القاهرة السنيمائي

تكريمه من منظمة الأمم المتحدة للفنون عام 2018 خلال احتفالها السنوي بعيد الأب.

تكريمه من مهرجان القاهرة الدولى للمسرح المعاصر والتجريبى في دورته 33 عام 2016

قام مهرجان القاهرة السينمائي بتكريمه عام 2005 عن مشواره الفني الطويل، الذي قدم خلاله أفلامًا مصرية وعالمية.

جميل راتب يتمني الموت والسبب

ظهر الفنان الراحل جميل راتب قبل وفاته بعامين في برنامج تلفزيوني بعنوان “فحص شامل” الذي كانت تقدمه الإعلامية اللبنانية رغدة شلهوب، وتحدث عن الموت قائلا، إنه بلغ من العمر 90 عاما، ولا يريد من الحياة أكثر من ذلك، ويتمنى الموت لأنه راحة شديدة من آهات وأوجاع المرض”،وأشار جميل راتب إلى أنه يريد الموت لأن قطار العمر تقدم به، وتأخرت حالته الصحية.

جميل راتب مع الاعلامية رغدة شلهوب

وأوضح في حديثه أن الموت هو المجهول الذي يخاف منه الجميع، وأنه ينتظره ويتمنى أن يلتقي والده وأصدقاءه الذين رحلوا عن الحياة.

 

وفاة الفنان جميل راتب

في فجر الاربعاء 19 سبتمبر رحل عن عالمنا الفنان جميل راتب عن عمر ناهز 92 عاما بعد صراع مع المرض، وشهدت جنازته غياب معظم المشاهير ونجوم الفن ، ويظهر في جنازته سوي خمسة نجوم لتوديعه،وتم الصلاة علي جثمانه بالجامع الازهر، وحضر مراسم الجنازة و الدفن، الدكتور أشرف زكى نقيب المهن التمثيلية رئيس أكاديمية الفنون، والفنان الكبير عزت العلايلى، والشقيقان محمد صبحي ومجدى صبحى وسلوى محمد على.

الفنان عزت العلايلي في جنازة جميل  

ولم يستطع الفنان محمد صبحي امتلاك أعصابه خلال مراسم جنازة جميل راتب رفيق مشواره ، حيث انهار بالدموع، وأصر على تتبع السيارة التي تنقل جثمان الراحل إلى مثواه الأخير لحضور مراسم دفنه أيضاً.

علامات الحزن علي وجه محمد صبحي خلال جنازة جميل راتب
قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.