رحلة عبر ممرات كورونا مع إحدى أفراد ملائكة الأسرة البيضاء من الجيش الأبيض

رحلة عبر ممرات كورونا مع إحدى أفراد ملائكة الأسرة البيضاء من الجيش الأبيض

 

بقلم ..حنان عبدالله

مفاجآت مثيرة خلف كواليس ملائكة الأسرة البيضاء ممن يطلقون عليهم الجيش الأبيض
فى مواجهة فيروس كورونا كوفيد 19، فأمام هذا الوباء ، يواجه الأطباء المتواجدون في الخطوط الأمامية الخطر الأكبر ويفهمون الموقف بشكل أفضل.فمعنا في حوارنا هذا احد جنود الجيش الأبيض المتعافي من كورونا تسرد لنا تجربتها مع رحله الإصابة والعودة والتعافي.

نرحب بملكة من ملائكة الاسرة البيضاء من جنود الجيش الأبيض وتعرفنا بنفسها

**إسمي : هناء عبدالعزيز أعمل ممرضة بالمستشفي العام بالغردقة في العناية قسم القلب وأحد أطقم التمريض المسئول عن حالات الإصابة بكورونا بمستشفى العزل بالغردقة

***البطولة ليست فى أرض المعركة فقط لكن أيضا في تلك المحن، فكيف كانت المواجهة الأولى بينك وبين فيروس كورونا المستجد؟

**المواجهة الأولى كانت مع فيروس كورونا حينما إكتشفت إني مصابة بهذا الوباء اللعين من أعراضه المعروفة حيث طبيعة عملي كممرضة فتم عمل تحليل لي في المستشفى العام بالغردقة وعمل مسح وكانت النتيجة إيجابية وبناء عليه تم تحويل لمستشفى العزل بإسنا.

ما مدى سرعة إستجابة المستشفى لتحويل لمستشفى العزل بإسنا؟
م يتوانى أحد في المستشفى في سرعة التواصل مع مستشفى عزل إسنا، فكانت الإجابة سريعة جدا حيث كانت عربة الإسعاف جاهزة في أقل من نصف ساعة حينما ظهرت النتيجة وتم تحويلي لمستشفى العزل بإسنا.

 وماهي العوامل التي ساعدت على الإصابة بذلك الفيروس؟

** بداية اقول كل شئ بيد الله والعدو وماهي إلا أسباب
ومن العوامل التي تصيب بالعدوى مخالطة حاملي الفيروس بحكم اني ضمن طاقم التمريض في مستشفى الصدر التي كانت بها حالات العزل للمصابين الأجانب التي كنت مسئولة عنهم ضمن طقم التمريض، فكان إختلاطنا بهم مباشر رغم الإحتياطات الإحترازية الناس كنت اتبعها من الملابس الواقية والتعقيم لكن الله أراد اصابتي.

 العزيمة والإصرار أحد مقومات الحياة لرفع المناعة الطبيعية فكيف كانت تحدياتك الأولي نحو طريق الشفاء؟

** حينما عرفت النتيجة انها إيجابية وصلت لحالة من الإنهيار النفسي ولم استطيع التحدث مع أحد حتى أقرب الناس لي لدرجة أصبت بجلطة في قدمي من الضغط النفسي التي كنت أعيشه وخوفي على إبنتي ااوحيدة وأهلي، لكن بإيماني بالله عز وجل وبمساندة أسرتي واخواتي وزملائي في المستشفى والأطباء تغلبت على هذا الوضع السئ الذي كنت اعيشه والخوف والرهبة وانا في مستشفى العزل بإسنا التي قضيت بها اكتر من ستة أيام، وتواصلهم معي تليفونيا يوميا أعطاني إفراجة أمل للحياة والحمد لله إتعالجت من جلطة القدم وشوفيت من الفيروس.

كيف كانت مراحل العلاج في العزل؟

** طقم التمريض بمستشفى العزل بإسنا والأطباء لم يبخلوا برعايتهم وإهتمامهم فكان كل شئ بمواعيد ونظام
جرعة كل 12ساعة، برشام كل 8ساعات،
ولكن أزيد أهم شئ الاكل الصحي وزيادة المناعة.

 ومامدي علاقتك باسرتك وأولادك حينها؟

** وقع الخبر على اهلي وقع الصاعقة واخواتي جاءوا من سفرهم على أمل مشاهدتهم لي قبل تحويلي العزل طبعا مع الإجراءات الوقائية لهم كي يروني من بعيد أثناء تحويلي بعربة الإسعاف ورفعهم لروحي المعنوية لمواجهة هذا الوباء اللعين وظلوا على إتصال دائم بي إلى أن تعافيت والحمد لله.

بعد هذه التجربة التي عيشتيها وتعايشتي معها ماهي النصائح التي تقدمينها لتفادي الإصابة بهذ الفيروس اللعين؟

لا يجب أن يكون هذا الوباء مدعاة للهلع أو الذعر ولكنّه مدعاة لمزيد من الإجراءات الوقائية والإحترازية من عدم المخالطة لحاملي الفيروس، أن يكون التعامل مع من حولنا عن بعد بحيث يكون في مسافة بيننا، وغسل اليدين بالماء والصابون باستمرار وتعقيمها بالكحولات ولبس الكمامة الطبية.

وفي نفس السياق ليس هناك تأثير مباشر للأطعمة على الكوفيد-19. ولكن الغذاء الصحي يزيد من مناعة الجسم وبالتالي يقلل ظهور أعراض شديدة أو مضاعفات من المرض.

فإصابة الشخص من عدمه مرتبطة بالعادات الصحية الجيّدة كغسل الأيدي وآداب السعال، وتجنّب التجمعات الكبيرة وخاصّة بدون تهوية جيّدة.

ولكن الطعام الصحي الجيّد، وممارسة الرياضة والنوم الجيّد، كل هذه عوامل تزيد من مناعة الجسم وتقلل من المضاعفات التي قد يسببّها الفيروس.

***هل هناك مجال في أن يصاب متعافي كورونا ثانية؟

بالتأكيد إذا لم يتبع النصائح الوقائية وزيادة المناعة لديه في الأكل الصحي
فالموضوع مش سهل ومن هنا أناشد الجميع حافظوا على أنفسكم، خليكم بالبيت.

 التنمر من ناحية الغير يدمر الإنسان نفسيا فكيف كان الحال معك من المحيطين بك وكيفية تعاملهم معك عند علمهم بإصابتك؟

**بالعكس لم أشعر بأي حال من الأحوال بأي نوع من التنمر ممن حولي ولكني وجدتهم جميعا بجواري يساندونني في محنتي، وحينما تعافيت والحمد لله رأيت الجميع ملتف من حولي يهنئونني، أن دل ذلك يدل على أننا شعب أهم صفاته الرحمة والإنسانية.

 كيف تعيشين حياتك الآن بعد هذه التجربة؟

** التجربة كانت قاسية جدا وعندما تعافيت كأنني ولدت من جديد، فلابد المحافظة على نفسي ومن حولي أكثر من الاول، وتجنب اي شئ ممكن أن يؤذيني ثانية، فلا اريد ان اعيش التجربة ثانية، والإهتمام بالأكل الصحي الذي يضاعف المناعة الطبيعية لأنها سلاح ضد أي وباء.

*إلى من توجهين الشكر بعد تعرضك لهذه المحنة؟

**أوجه الشكر أولا للدكتور جمال مغربي مدير المستشفى، الدكتور عصام قاعود إستشاري الصدر، مس نيفين كمال رئيسة التمريض لوقوفهم بجانبي في هذه المحنة وعمل اللازم حتى تم التعافى.

واتوجه بالشكر أيضا لطاقم التمريض وجميع الأطباء والإستشارين والعمال وجميع من بمستشفى الغردقة العام
وأتوجه بالشكر لجميع الأطباء وطقم التمريض والعاملين بمستشفى العزل بإسنا لمدى الإهتمام والرعاية الصحية الكاملة التي وجدتها وليست أنا فقط بل جميع من باالعزل من مصابي كورونا، فمهما تحدثت عنهم لن اوفيهم حقهم.

وفي الختام كلمك أخيرة تحبي توجيهها للناس؟

**ختاما أوجه كلمتي للناس جميعا فالموضوع صعب جد.

رحلة عبر ممرات كورونا مع إحدى أفراد ملائكة الأسرة البيضاء من الجيش الأبيض

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.