رحلة مع التربية الإيجابية
رحلة مع التربية الإيجابية بقلم د.مي البسيوني مستشار أسري وتربوي وأخصائية تعديل سلوك ومعلمة تربية إيجابية معتمدة في الجمعية العربية والأمريكية .
للتربية الإيجابيةمبادئ تصنع شخصية عظيمة
(إن من أهم الأهداف الإنسانية هو الشعور بالانتماء والتأثير )
ألفريد أدلر
هذه المقولة هي المبدأ الأساسي في نظرية التربية الإيجابية التي صاغها أدلر وتلميذه دريكرز وكانت الأساس التي من خلاله طورت د جين نيلسن أبحاثها في مجموعة كتبها عن التربية الإيجابية والتي كانت نبراس للعديد من الآباء والمربين والمعلمين حول العالم تهتم التربية الإيجابية بعدة مهارات مثل الفاعلية في العلاقات والتأثير في الحياة والإنضباط الذاتي والقدرة علي التحكم في النفس وفهم المشاعر الشخصية :
1:الإحترام المتبادل بين الآباء والأبناء الموازنة بين الحزم واللطف =الحزم احترام الكبار واحترام متطلبات الموقف واللطف يكون باحترام الصغير وإحتياجاته حيث ان الأطفال يرتاحون أكثر في بيئة تحكمها قوانين او مبادئ واضحة يحترمها الجميع ويجب مشاركة الأطفال في وضع القوانين وتطبق علي الكبير والصغير ومن هنا احترام متبادل وثقة وتجنب الكثير من الجدل والغضب وأيضا من مسببات الاحترام ثقافة الاعتذار بين من الأبوين عند الخطأ حيث تؤكد للطفل أنه طرف فاعل في المعادلة لا مفعول به وتشعره بأنك إنسان مثله تخطأ وتصيب وذلك يسهل عليه تصليح أخطائة فقط معاملتك له بلطف وقر مشاعره ولكن بحزم فيما يخص مصلحته ومصلحة العائلة ومن هنا جاء مبدأ د جان نيلسن (انا أحبك ..لكن لا )وهذا رد علي رغبة الطفل في فعل تصرف لا يتناسب مع قوانين الأسرة .
2: فهم عالم الطفل :فطفل الثانية من عمره ليس عنيدا ولكنه يبحث عن الاستقلال وطفل التاسعة عشر من عمره ليس فوضوي ولكنه يرضي شغفه لاستكشاف ما حوله وطفل الرابعة ليس كاذبًا ولكنها مرحلة الخيال الثقافة التربوية هي التي ترشدك لتلك المعلومات ومعرفة مراحل تطور الطفل النفسية والبدنية تجنبك الكثير من الصدمات مع الطفل الذي يمر بمراحل نمو حساسة لها متطلبات محدده
3:الانصات الفعال ومهارات حل المشكلات التعاطف مع الطفل من اهم مبادئ التربية الايجابيه وهو ما تسميه د نيلسن (التواصل قبل التصحيح )والتواصل له قواعد منها الاستماع الجيد واظهار التعاطف بتعبيرات الوجه ونبرات الصوت ومشاركة الطفل مشاعره ومساعدته في فهمها وذلك يجعله التعامل مع نفسه فيما بعد مثل (يبدو أنك شعرت بالظلم ) ومساعدته في إيجاد حلول تنبع من نفسه لا من الوالدين وذلك بطريقة الأسئلة لا بالتوجيه المباشر
3:التشجيع بدل المدح التشجيع احد وسائل التهذيب القيمة جدا ويقصد هنا تشجيع الفعل الحسن لا مدح الطفل مثل لقد أصبحت ماهرًا في حل هذه المسألة لا ان تقول أنت عبقري لتجنب فيما بعد شعوره بالرضي عن نفسه عن طريق الاعتماد علي غيره
4:فهم الاعتقاد خلف السلوك إن لكل سلوك ظاهري للطفل (خاصة السلوكيات السيئة) أفكار داخلية راسخة نشأ عنها هذا السلوك ، فمثلا رد الفعل الغاضب الدائم من الطفل – الذي قد يبدو انتقاما – قد يكون سببه الشعور بالإحباط الناتج عن انتقاد الطفل الدائم من الأبوين ، هذه الرغبة في إظهار شخصية قوية قد تخبئ خلفها شخصية هشة ضعيفة لا تشعر بالأمان.
فنوبات الغضب مثلا هي سلوك سلبي ينتج عن طفل يشعر بالإحباط، قد يكون الحل الفاعل على المدى القريب هو أن تعطيه كل ما يريد – أي أن تقوم برشوته- حتى يهدأ، وحينها سيتكرر الفعل دائما طلبا للمزيد، بينما الحل الفاعل على المدى البعيد هو أن تخبره بأنك تقر مشاعره ورغبته في الفعل ولكنك لا تستطيع الاستجابة له الآن حتى يهدأ أو تتغير الظروف، وحينها سيتعلم السيطرة على رغباته وتهدئة نفسه بنفسه.