رحلة نحو تذوق الجمال والإبداع من خلال رفع الوعي الفني

 

 

بقلم: سامية البابلى

رحلة نحو تذوق الفن .. الفن ليس مجرد ألوان وأشكال تُرسم على الورق أو تصاميم تزين الجدران، بل هو لغة راقية تُخاطب الروح وتُهذب الذوق وتفتح آفاق الفكر. رفع الوعي الفني في مجتمعاتنا هو خطوة أساسية نحو بناء إنسان أكثر حساسية للجمال وأكثر قدرة على الإبداع. فكيف نحقق ذلك؟

 

البدء بالتعليم المبكر

التربية الفنية تبدأ من الطفولة، تجعل الطفل قادرًا على التعبير عن نفسه وعن الإحساس بالجمال من حوله من خلال الأدوات مثل الرسم، التلوين، والموسيقى، فهى  أدوات رائعة لغرس الوعي الفني منذ الصغر، وهذا  من خلال: إإبراز الفنون في الحياة اليومية فلماذا يظل الفن حبيسا  للمعارض والمتاحف؟ الفن يمكن  إدخاله في تفاصيل حياتنا اليومي ..فى: التصميم الداخلي، فى أثاث المنازل، حتى منتجاتنا البسيطة يمكن أن تتحول إلى لوحات جمالية. وبذلك ندخل فى دائرة المنفعة للفرد والمجتمع… وهي إعادة تدوير المنتجات بحيث يمكن إعادة إستخدامها بعد إعطائها لمسة فنية وذوق رفيع.

 

اقرأ ايضا: الفلسفة بين الواقع والتجربة الإنسانية “رؤى وتأملات”

تفعيل دور الإعلام والمنصات الرقمية

وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي أصبحت مؤثرة بشكل كبير في تشكيل الوعي… فتخصيص برامج أو محتوى مرئي يشرح أسس الفنون المختلفة، يبرز المواهب، ويشجع الجمهور على التجربة العملية، يسهم في نشر الثقافة الفنية بشكل واسع..ومن هنا تبدأ مهمة تنظيم معارض فنية مفتوحة للجمهور وورش عمل مجانية أو بأسعار رمزية ، وتفعيل المبادرات المجتمعية التى تجعل الفن متاحا للطبقات كافة، كلها وسائل لخلق علاقة طبيعية بين الإنسان والفن مما يجعله متاحا للجميع.

 

اقرأ ايضا: بتكلفة 10 ملايين جنيه.. انطلاق مشروع تطوير ساحة مسجد سيدي إبراهيم الدسوقي

تعزيز دور الفنانين كصناع وعي

الفنان ليس مجرد مُبدع؛ بل هو مُلهم ومعلم… مشاركة الفنانين في المدارس والجامعات، والمنصات العامة يفتح المجال أمام الأجيال الجديدة لتقدير الفن من منظور عملي وتجريبي وهذا يقودنا إلى نشر ثقافة التذوق الفنى…فالتذوق الفنى
يعني فهم العمل الفني وتقدير قيمته وليس فقط النظر إليه. ويمكن تحقيق ذلك من خلال نشر مقالات قصيرة، فيديوهات تعليمية، أو حتى جلسات حوارية تبسط مفاهيم الفنون المختلفة.

وإذا أردنا أن نستخلص ما ذكرناه آنفا نقول أن رفع الوعي الفني لا يتم بين يوم وليلة، بل هو جهد جماعي يبدأ من الفرد وينتشر عبر الأسرة، المجتمع، والمؤسسات… الفن ليس ترفًا، بل ضرورة لبناء إنسان متوازن، مبدع، قادر على الإحساس بالجمال، وهذا بدوره ينعكس على سلوكياته وحياته اليومية.

كاتبة المقال


الأستاذة سامية البابلى
كاتبة كتابة مقالات ومراجعات الكتب وتبدع في الفن التشكيلي والديكوباج وتؤمن بأن التعبير الإبداعي بالكلمة والريشة .

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.