رحله في محراب انثي.. بقلم عميد -أ: ح / رءوف جنيدي

رحلة فى محراب انثى : _

وقفت مشدوها امام اسوار عالية . بيض لبناتها كحبات لؤلؤ مكنون . تراصت فى بنيان مرصوص . ملاطه من حياء رقيق . يقف حارسا على مكنونات عزة نفس لم اعهدها من قبل . تتدلى كثريات الفضة من سقف وجدانها . وجدتها وقد افترشت قدرا من سندس مشاعرها فى بهو قلعتها الشامخة التى تسر الناظرين . وكما فهمت لن يعمر هذه الروضة الكريمة الا من كان له قلب او القى على سمعها ما تشاء . خلعت نعلى وكاننى بواد مقدس . خطوت اولى خطواتى إليها . فاذا بها تلوح لى من خلف باب توقعاتى . فراشة ترتدى أزهى أجنحتها وابهاها . وميض يتشكل ملاكا كل حين . وكاننى حللت بواحة كونية هبطت لتوها من جنة الله . اخذت بيدى ترافقنى رحلتى . ضيفا على الرحب والسعة . او هكذا قالت ضربات قلبها . وقفت عند حافة عينيها . شاطئان يحتضنان صفحة نيل صافية . خطوت فوجدتنى اطفو بيسر دون عناء . تراءت لى ولها اشرعة بيضاء واخرى ليست كذلك طالما تراقصت حولها الشجون . اغرورقت عيناها بالدمع وباناملى كفكفت . غادرت بحر عيونها . قادتنى الى سلم مشاعرها . ارتقيته . تابلوهات حياتها معلقة من حولى بالوان ليست كلها زاهية . ازداد نورانية كلما ارتقيت وكاننى اعرج الى سدرة منتهاها . تقدمت . اصبحت قاب قوسين من قلبها النابض . قلبها القابض على مقاليد امورى . حدثتنى وحدثتها . رفرف صمتنا فى سماء المكان . اطلعتنى على معلقات بجدار قلبها ما بين جلى . وبين ما اخفته هى درءا لذكراه . وقفنا سويا فى بهو من الحنان . يخيم السكون حولنا الا من صوت عينيها . قادتنا اقدامنا الى حيث المغادرة . أشارت بيديها الى سجل ذكرياتها . تصفحته . صفحاته بيض . غمست طرف شريانى فى بحرها . كتبت ما كان يمليه مداد عينيها . قلت كل ما شاءت وشاء لها الهوى ان تسمع . سرت الى باب الرحيل . خرجت من فوهة بركانها الى حيث برودة العالم . حافى القدمين . تذكرت حذائى . عدت فلم أجده . ابحث عنه . وتضحك . فعلت ما كنا نفعل ونحن اطفال مع ضيف غال نود إطالة فترة بقاءه . انتعلت حذائى . خطى قليلة واستدرت . فاذا بها تطل من شرفة قلبها . قلت لها : طربت فاغمضت عينيها . كررتها فاومات بجفنيها . رحلت عنها ولم تجبنى ……….. هل لى ان اعود ؟ .

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.