رحيل المخرج سامح عبد العزيز: وداع مبدع حفر اسمه فى ذاكرة السينما والدراما
رحيل المخرج سامح عبد العزيز: وداع مبدع حفر اسمه فى ذاكرة السينما والدراما المصرية
تقرير_أمجد زاهر
في لحظة صادمة وموجعة للوسط الفني المصري، فقدت الساحة الإبداعية واحدًا من أبرز مخرجيها، بعد إعلان وفاة المخرج الكبير سامح عبد العزيز، إثر تعرضه لوعكة صحية شديدة نُقل على إثرها إلى غرفة العناية المركزة بأحد مستشفيات مدينة السادس من أكتوبر، حيث فارق الحياة صباح اليوم، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا ممتدًا، ومشوارًا حافلًا بالنجاحات السينمائية والتلفزيونية.
ومن المقرر أن تُشيّع جنازة الراحل عصر اليوم، من مسجد الشرطة بمدينة الشيخ زايد، وسط حضور عدد كبير من الفنانين، وأصدقائه من الوسط الفني، ومحبيه، الذين لم يصدقوا أن الرجل الذي أضحكهم، وأبكاهم، وحرّك مشاعرهم عبر شاشات السينما والتلفزيون، قد ترجل عن الساحة إلى الأبد.

فنان من طراز خاص
لم يكن سامح عبد العزيز مجرد مخرج، بل كان صانع رؤى، وفنانًا يتمتع بقدرة نادرة على مزج الترفيه بالواقع، والدراما بالكوميديا، في توليفة مميزة جعلت اسمه لامعًا منذ بداياته.
ولد سامح في عام 1976، وتخرج في أكاديمية الفنون، وبدأ مشواره كمساعد مخرج، قبل أن ينطلق منفردًا في أوائل الألفينات، ليصنع لنفسه مسارًا خاصًا، يميّزه عن أبناء جيله.
اشتهر عبد العزيز بإخراجه لأعمالٍ حفرت بصمتها في الذاكرة الجماعية، أبرزها الفيلم الجماهيري “كباريه” (2008)، الذي كشف عالم الملاهي الليلية من زاوية إنسانية جريئة، متبوعًا بـ”الفرح” (2009)، الذي قدّم دراما اجتماعية بطابع شعبي شديد الواقعية، و”صرخة نملة” (2011) الذي قدّم من خلاله إسقاطات سياسية حادة على الوضع الاجتماعي قبل وبعد الثورة.
وفي عالم التلفزيون، أخرج عبد العزيز مسلسلات ناجحة، مثل “بين السرايات” الذي وثّق تفاصيل حي شعبي بقالب إنساني راقٍ، و”رمضان كريم” الذي بات من كلاسيكيات الدراما الرمضانية في مصر.
محطات أخيرة على طريق الإبداع
رغم المرض، واصل المخرج الراحل نشاطه الفني حتى اللحظات الأخيرة، فكان آخر أعماله السينمائية فيلم “الدشاش”، من بطولة محمد سعد، إلى جانب كوكبة من النجوم مثل زينة، خالد الصاوي، نسرين طافش، ومريم الجندي.
أما على صعيد الدراما التلفزيونية، فقد شارك عبد العزيز في الموسم الرمضاني 2025 بمسلسل “شهادة معاملة أطفال”، الذي كتبه السيناريست محمد سليمان عبد المالك، وقام ببطولته النجم محمد هنيدي، في أول تعاون درامي بينهما، إلى جانب نجوم مثل سماء إبراهيم، وليد فواز، ونهى عابدين.

وداع بقلوب دامعة
نعى الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، المخرج الراحل بكلمات مؤثرة، قائلاً: “رحيل سامح عبد العزيز خسارة لا تُعوّض. كان فنانًا حقيقيًا، صادقًا، ومحبًا للناس، وصاحب رؤية خاصة”، مشيرًا إلى أن الوسط الفني فقد صوتًا بصريًا مميزًا قلّما يتكرر.
إرث لا يُنسى
برحيل سامح عبد العزيز، لا تفقد السينما والمسرح مخرجًا وحسب، بل تُودع حالة فنية متميزة، استطاعت أن تلامس جمهور الشارع كما جمهور النخبة، وأن تخلق عوالم تُشبه الناس وتُعبّر عنهم بصدق.
ويبقى عزاء الجميع في أن أعماله ستظل شاهدة على موهبة استثنائية.