من الاعتزال إلى العودة… هل يكسب محمد سامي الرهان ويستعيد بريقه بـ “رد كليتي”؟
بقلم: ريهام طارق
أعلن المخرج محمد سامي عبر صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، عن شروعه في كتابة مسلسل تلفزيوني جديد يحمل اسما لافتا هو “رد كليتي“، هذا التصريح جاء مفاجئا، خصوصًا بعد إعلانه العام الماضي اعتزال الدراما التلفزيونية، عقب الانتقادات اللاذعة التي تعرض لها مسلسله “سيد الناس” في الموسم الرمضاني الماضي، سواء على المستوى الجماهيري أو النقدي.
خلفية المشهد.. جدل العام الماضي رمضان 2025
المتابع لمسيرة محمد سامي يذكر جيدًا كيف احتل عناوين الأخبار في رمضان السابق، بعد موجة الهجوم التي طالت مسلسله، وموجه اخري أكبر اطاحت بعدد من المسلسلات التلفزيونية المصرية في الموسم الرمضاني الماضي 2025، ما دفع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى عقد اجتماع عاجل مع صناع الدراما، شدد فيه على ضرورة الارتقاء بالمحتوى الفني، بما يليق بذوق المشاهد المصري والعربي. حينها جاء رد سامي سريع و صادم ، إذ أعلن اعتزاله الدراما التلفزيونية، مؤكدًا أنه تلقى عرضا للإخراج السينمائي في هوليوود، وأنه قرر الاكتفاء بالابتعاد عن الساحة المحلية لفترة.
هذا القرار أشعل جدلا واسعا، وتصدر محمد سامي الترند لفترة طويلة، بين من اعتبر اعتزاله هروب من الانتقادات، ومن رآه خطوة تكتيكية لإعادة تقييم مساره.
محمد سامي بين الموهبة والجدل
بالأمس نشر محمد سامي منشور على صفحته الرسمية، علي مواقع التواصل الاجتماعي أعلن فيه بدء كتابة عمل جديد بعنوان “رد كليتي“، وشعرت للحظه ان قصه الشاب الذي باع كليته من اجل حبيبته والتي صنعت جدلا واسعا علي مواقع التواصل الاجتماعي لفتت نظر محمد سامي و استوحي منها الفكره، شاب فقير متعافي من المخدرات يقع في حب فتاه وتقنعه ببيع كليته ليتم زواجهم ثم يقع في يد مافيا تجاره الاعضاء وهكذا تسير الأحداث وهو نفس تكنيك محمد سامي سواء في الكتابه او مواضيع اعماله التلفزيونية ،لكنه لم يكشف حتى الآن عن تفاصيل القصه واكتفي بذكر الاسم فقط نوع من التشويق والإثارة ولم يذكر أيضا اسماء الأبطال المرشحين ولكن لو هذا الخبر بالفعل نصف ابطال العمل معروفين لان محمد سامي تعود علي فريق عمل من الممثلين بيظهر معه في كل مسلسل ومن هنا ستكون هناك علامه استفهام فقط علي اسم البطل والبطله، كما أنه لم يؤكد إذا كان المسلسل سيعرض في رمضان 2026 أم يؤجل لموسم آخر.
هذا الغموض فتح باب التساؤلات: هل ستكون عودة سامي بمثابة اعتذار فني لجمهوره ومحبيه بعد الإخفاقات الأخيرة؟ أم أن الإعلان مجرد فرقعة إعلامية، يهدف إلى إثارة الجدل كما اعتاد، ليبقى اسمه حاضرًا في الساحة الفنية والإعلامية؟
لا شك أن محمد سامي يُعدّ من أبرز المخرجين في الدراما التلفزيونية المصرية في العقد الأخير، فقد نجح في تقديم أعمال لاقت جماهيرية واسعة وجعلت المشاهد يتابع بشغف تفاصيلها، غير أن هذه النجاحات لم تخلو من الانتقادات، إذ يرى بعض النقاد أن سامي يعتمد أحيانا على الإثارة والجدل أكثر من الرؤية الفنية المتكاملة.
يمكن أيضا النظر إلى تصريح عودته باعتباره محاولة لإعادة بناء الثقة مع الجمهور، خاصة بعد الأزمة التي مرّ بها العام الماضي. فنجاح عودته لن يتوقف على الاسم أو التوقيت، بل على جودة المحتوى وقدرته على تقديم رؤية مختلفة تتجاوز ما يعرف عنه من تكرار في الأفكار والمعالجات الدرامية.
السوشيال ميديا: سلاح ذو حدين في مسيرة سامي
لا يمكن إغفال الدور المحوري الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في مسيرة محمد سامي، فمن جهة، شكلت هذه المنصات جسرا مباشر بينه وبين الجمهور، وساهمت في ترسيخ حضوره كأحد أبرز المخرجين الذين يجيدون إدارة الحوار العام حول أعمالهم، ومن جهة أخرى، كانت هذه المنصات ساحة قاسية للنقد والهجوم، حيث تتحول أي هفوة أو تصريح له إلى مادة متداولة على نطاق واسع، بما يضاعف من حجم الجدل المحيط به.
والمخرج محمد سامي أصبح نموذجا للمخرج الذي يجيد التعامل مع الإعلام الرقمي باعتباره جزءًا من استراتيجيته الفنية والتسويقية فبينما يرى البعض أن ظهوره المستمر على السوشيال ميديا يخصم من رصيده الفني لصالح “الفرقعة الإعلامية”، يعتبر آخرون أن هذه الاستراتيجية تعكس وعيه بآليات المشهد الإعلامي الجديد، حيث لم يعد النجاح الفني منفصل عن الحضور الرقمي.
إذا تأملنا في تاريخ الدراما المصرية والعربية، نجد أن العديد من المخرجين مروا بفترات إخفاق ثم عادوا بأعمال رسخت مكانتهم من جديد، هذه المقارنات تطرح سؤالا محوريا: هل يستطيع محمد سامي أن يستفيد من دروس الماضي ويعود بعمل يعيد الاعتبار لاسمه كما فعل غيره من المخرجين؟ أم أن اعتماده على الضجة الإعلامية سيظل يغلب على نضج تجربته الفنية؟
بين قرار الاعتزال المفاجئ والإعلان عن عمل جديد، يبقى محمد سامي حالة فنية مثيرة للاهتمام، تتأرجح بين الموهبة الكبيرة والجدل المستمر، والجمهور والنقاد ينتظرون أن تظهر لهم الصورة بوضوح.
وفي النهاية، الفترة القادمة ستكشف إن كانت عودة سامي عودة قوية تحمل فكره جديده، وقضية تثير اهتمام الشارع المصري و يليق أيضا بحجم موهبه محمد سامي أم مجرد عمل درامي جديد يضاف إلى رصيده الفني ليزيد رقم جديد فقط.