رســـــــــــــــــــــائل

رســـــــــــــــــــــائل

 

كتب : دكتور / حسام الشرقاوى 

 

أعزائى القراء المحترمين والمحترمات 

متابعينى الأعزاء الكرام 

فى خضام الحياة اليومية والروتين المترسخ فى أغلب أمورنا الحياتية والعملية تحديدا .

أحد الأشخاص الذى تربطنى به صداقة قوية وذلك لما يحمل من صفات طيبة ودينية وأخلاقية وملتزم بالصلاة وتعاليم دينه وحبه وتطبيقه لسنة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم فى خضام الحياة اليومية والروتين المترسخ فى أغلب أمورنا الحياتية والعملية تحديدا .

أخبرنى أنه بالأمس قضى يوما عصيبا جدا فى عمله فى مشاحنات بينه وبين بعض زملائه الحاقدين عليه والمتربصين له أن يخطئ حتى يحتلوا مكانه ويتقربوا لرب العمل الذى كان يحب صديقى هذا جدا لإخلاصه وحبه وتفانيه فى العمل مما جعل هؤلاء يضمرون له فى أنفسهم الشر وإفتعال المشاكل له .

ولكن صديقى كان تارة يتغاضى عن أفعالهم وتارة أخرى يتصدى لهم بأدب وإحترام وفى بعض المرات القليلة جدا كما أخبرنى كان ينساق وينفعل عليهم مما يفقده أعصابه ويخرج عن شعوره ولكن كان أصدقائه المحترمين يعرفونه جيدا وكانوا يلتمسوا له العذر .

وفى نفس ذات اليوم العصيب طلب منه رئيسه المباشر أن يقوم بمأمورية خاصة للعمل وكانت بالفعل ضرورية جدا وهامة ويجب تأديتها فى نفس اليوم ونظرا لأهميتها طلب من رئيسه المباشر أن ينتهى من عمله وبعد ذلك يذهب للمأمورية .

فلم يوافق رئيسه على ذلك وقال له إنتهى منه غدا .

فرد عليه صديقى لقد تعلمنا بأن لا نؤجل عمل اليوم إلى الغد .

فضحك رئيسه ضحكة سخرية وقال له . يا إبنى هذا الكلام كان زمااااان دلوقتى الأمر مختلف وفى هذه اللحظة إحمر وجه صديقى وكظم غيظه من هذا الرد وقال لرئيسه سوف أكمل عملى وأذهب للمأمورية .

وهنا صاح رئيسه فى وجهه أتتحدانى وتنفذ ما فى رأسك تمام جدا وللعلم إن لم تذهب حالا للمأمورية سوف أرفع ضدك مذكرة للشؤون القانونية ولرب العمل . فرد عليه صديقى إفعل ما تراه مناسبا للعمل وما يرتاح إليه ضميرك وجلس ينهى عمله .

فإغتاظ رئيسه جدا مما جعله يتخبط وهو يسير بين المكاتب من شدة غضبه وعصبيته من رد فعل صديقى معه . وبالفعل أنهى عمله وذهب للمأمورية وتم إنهائها على أكمل وجه ولكن كان ميعاد العمل فى المصلحة قد إنتهى وإغلقت أبوابها فذهب بالأوراق معه للمنزل على أن يقدمها لرئيسه غدا فى العمل وأضمر صديقى فى نفسه أن يدخل لرب العمل غدا ليخبره بما حدث .

وذهب صديقى لمنزله وهو منهك القوى ومتعب جسمانيا ونفسيا فإرتمى على الأريكة ( الكنبة ) التى قابلته بكامل ملابسه وكان الوقت تقريبا قد قارب على العشاء وتذكر بأنه لم يصلى المغرب فتنهد وحاول أن يقوم ولكن التعب كان قد تملك منه وقال أستريح عشر دقائق أو ربع ساعة وأقوم أصلى المغرب . ولكن قبل أن يغلبه النعاس ويغط فى نوم عميق جدا كان يفكر ماذا سيفعل رئيسه معه غدا هل سيحوله للشؤون القانونية بمذكرة أم سيرفع المذكرة لرب عمله وشكله كدا من الناس اللى عايزة تبعدنى عن مكانتى ومكانى ولا هيسكت ومش هيعمل حاجة ولا ولا ولا ولاااا حتى ذهب مع الريح وغاص فى جزيرة القطن فى منتصف الأريكة  

وبعد ما يقرب من نصف ساعة بعد صلاة العشاء يرن الهاتف المحمول فينهض مفزوعا ليرد على الهاتف وعندما وجد المتصل رب عمله نهض من نومه واعتدل فى جلسته وكأن رب عمله يراه ورد عليه بإهتمام شديد وطلب منه رب عمله أن يحضر إليه حالا إن كان يقدر على الحضور . فقال له صديقى فورا سيدى الفاضل مسافة السكة . وبالفعل قام ونهض وشطف وجهه ولم يصلى المغرب وكذلك العشاء وخرج مسرعا لمقابلة رب العمل .

الأولى 

للأسف هذا ما يحدث وبعد ذلك نشتكى من الهموم والأمراض وضيق الرزق .

=

لأننا تركنا ضميرنا يدخل فى سبات عميق بل فى غيبوبة ولا نحاول إيقاظه ( إلا ما رحم ربى ) .

 

الثانية 

للأسف نسعى وبقوة لكى نرضى رؤسائنا فى العمل حتى يحافظوا علينا وعلى عملنا .

=

نحافظ على إرضاء العباد ونتخاذل عن إرضاء رب العباد الذى بيده كل شئ ( سبحانه وتعالى ) .

 

الثالثة 

للأسف نسير نحو هلاكنا وأمراضنا بخطى سريعة ومنسقة دون أن ندرى ما نحن نفعله .

=

لأننا أهملنا صحتنا بإرادتنا أو مجبرين فى جمع المال لتلبية الإلتزامات الأسرية اليومية .

 

الرابعة 

للأسف ننطلق بكل طاقتنا لكى ننهى ما طلب منا فى عملنا على أكمل وجه لنرضى رب العمل .

=

نسعى لنرضى رب العمل . ونهمل ونتكاسل فى إرضاء رب العباد .

 

الخامسة 

للأسف نحلق عاليا بخبراتنا ومعلوماتنا التى إكتسبناها من العمل فوق الجميع .

=

وللأسف أغلبنا لا يعرف أركان الإسلام الخمسة . ولا حتى أركان الإيمان الستة .

 

السادسة 

للأسف نتسابق بشدة وبقوة بيننا وبين زملائنا لكى نكسب رضاء رب العمل لكى نترقى .

=

ونهمل بشدة التسابق لنرتقى درجات الترقى فى الجنة . والتى هى دار البقاء والخلود 

 

السابعة 

للأسف نهتم بصغائر الأمور التى تجعلنا أقوياء فى عملنا ضد بعضنا بعضا .

=

ولا نهتم بمن نحن ولا بما يجعلنا نرتقى بأنفسنا دينيا وأخلاقيا .

                  للأســــــف

نسارع بالرد على الهاتف للأشخاص المهمين 

ونتهاون ونتخاذل فى بعض الأحيان فى الرد على الله فى الصلوات الخمس عندما ينادينا المؤذن 

أترككم فى رعاية الله تعالى وأمنه 

على أمل اللقاء بكم فى جنة الرحمن بفضل الله ورحمته

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.