رسائل الكراهية والحقد وجنون الاسعار “بلاش إستهبال”
رسائل الكراهية والحقد وجنون الاسعار “بلاش إستهبال”
بقلم الاعلامية / د هاله فؤاد
بداية أود أن أعتذر عن عنوان المقال ولكن حينما تتابعوا قراءتة سوف تتعرفون على السبب .
إن الاعلام له دور كبير في تشكيل الرأي العام ، وأيضا يمكن أن يكون له دور إيجابي وأحيانا سلبي .
أقصد بالدور السلبي ما يبثه من رسائل تحث على الكراهية والحقد بين أفراد المجتمع ، أو رسائل تحمل بين طياتها تهديدا للأمن والسلم المجتمعي . فبعض الرسائل الغير مسؤولة يمكن أن يكون لها التأثير السلبي على المجتمع وشحنه والضغط عليه حتى الإنفجار .
إن المواطن المصري يقع تحت ضغوط إرتفاع الأسعار الجنوني الغييييييييييييييييييييييييير مبرر ، وبالاضافة إلى ذلك نجد الرسائل الاعلامية المستفزة تحمله عبء ذلك ، وأنه هو المسؤول عن ذلك ، ليه ياكل البيض الاورجانيك ، وكأن هذا الاعلامي لايعيش على كوكبنا إنه يعيش على كوكب أخر ( وهذا صحيح ) ، فهو بعيد عن المواطن ومشاكله ، والاعلامي الحقيقي يجب أن يعيش وسط الناس ويتعرف على مشاكلهم وهمومهم ولا يتكلم من برج عال .
الى من يوجه الرسالة : العديد بل المعظم من الشعب لايعرف ماهو البيض الاورجانيك ، وبتتكلم عن البسطرمة ، وساندوتش الفول أو الطعمية بخمسة جنية والناس مش لايقة تأكله ، إيه الاستفزاز ده .
لكن بصراحة في جملة كويسة بلاش قمر الدين ، نشكرك إنك ماقلتش بلاش كاجو ولا فستق .
وها نحن أ مام رسالة أخرى لاعلامي أخر للرد على من أغضبته رسائل البيض الاورجانيك ، فيوجه رسالة للمعترضين والذين أعربوا عن غضبهم باللوم وبلاش إستخفاف ينكرون عليه حتى قولة أه .
وقد بدأ الرسالة بجملة مش عايزين حد يستهبل ، ويستعبط وهيبد أي هبد ، مش عايزين إستهبال لامن الحكومة ولحق نفسه وقال الحقيقة الحكومة منضبطة ، ومش عايزين إستعباط من الاعلام ، ومش عايزين إستخفاف من الناس .
الرسالة مليئة بالغلطات المهنية .
ايام الستينات ، كان هناك إعلام مهني منضبط في الألفاظ ، في طريقة الأداء ، في الملبس ، فهل يمكن أن يعود ؟
أم مات مثل القيم والمبادئ والسلوكيات الحسنة والعيشة الهنيئة .
تعالوا بنا نتحدث قليلا عن إرتفاع الأسعار الجنوني ، والذي يصور لنا الاعلام أنها أزمة عالمية ويقول في أمريكا ودول الخليج . بصرف النظر عن مستوى مرتباتهم الذي يزيد أضعاف الأضعاف عنا ، فنسبة زيادة الأسعار أقل بكثير جدا عنا ، والأفراد من دول الخليج ودول أوروبا يعترفون بأن أسعارنا غالية جدا ومبالغ فيها .
يرجع الكثير أن زيادة الأسعار نتيجة حرب روسيا وأوكرانيا ، وأننا نستورد معظم قمحنا من أوكرانيا ، والحكومة مشكورة صرحت أنها إستوردت مؤخرا مايكفي من القمح ، فما المبرر لزيادة الأسعار .
كفى مجادلة ولنأتي لمناقشة الحلول :
حينما أراد البنك الدولي الضغط على مصر إقتصاديا ، قام الزعيم الخالد جمال غبدالناصر ، وقال ممكن نعمل العيش من الذرة وتوسع في ذراعتها .
هذا مثال قصدت به أنه يمكن أن تكون هناك حلولا بديلة .
يجب أن يكون للحكومة دورا إيجابيا في التصدي لجشع التجار وعمل تسعيرة إجبارية ، والضرب بيد من حديد على من يتحكم في قوت الشعب .
والعمل على سن قوانين تسمح بالعدالة الاجتماعية لضمان السلام الاجتماعي .
ورسالتي الأن لك ياشعب مصر العظيم ، يجب عليك مقاطعة أي سلعة يغالي البائع في سعرها ، وأذكركم بسيدات المعادي الفاضلات حينما قاطعن اللحوم بعد زيادة أسعارها ، وأصبح الباعة يتوسلون لشراء لحومهم بأرخص الأسعار ، بعدما كبدتهم المقاطعة خسائر فادحة .
وأخيرا أهيب بالهيئة الوطنية للاعلام التصدي لكل من لم يلتزم بالمهنية الاعلامية .
والتصدي للرسائل الاعلامية التي يمكن أن تؤدي إلى تكدير السلم العام ، فالضغط يولد الإنفجار ، وربما كلمة تفوق القنبلة .
حفظ الله تعالى مصرنا الحبيبة .